السلامين يرد على اتهامه ببيع أراضي في القدس لحساب الإمارات ودحلان وعن علاقته بالإسرائيليين
شارك الموضوع:
وطن – في رد متعجل للناشط فادي السلامين على فيسبوك اتهم الأخير رئيس الإستخبارات الفلسطينية اللواء ماجد فرج بأنه وراء التقرير الذي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية متهما اياه باصدار صفحة مزورة للصحيفة وهو الأمر الذي أثار سخرية المعلقين وخصوصا أن صحيفة الأخبار هي نفسها التي نشرت التقرير الذي يتحدث عن علاقات السلامين بإسرائيل وحصوله على الجنسية الإسرائيلية وبيعه أراض لحساب الإمارات والقائد الفتحاوي المفصول محمد دحلان.
وفي رد على سلسة أسئلة وجهها ناشطون في الفيسبوك على صفحته تتساءل عن كيفية حصوله على الجنسية الإسرائيلية أكد السلامين بالفعل حصولها عليه مدعيا أن والدته من أراضي الـ ٤٨.
وكانت صحيفة الاخبار اللبنانية المقربة لحزب الله اللبناني قد نشرت تحقيقاً صحفياً كشفت فيه هوية الناشط السياسي فادي السلامين من خلال سلسلة من المعلومات والوثائق التي تحصلت عليها الصحيفة الصادرة من العاصمة اللبنانية بيروت.
وهذا نص تقريرها:
إن عملية بحث واحدة عن سيرة فادي السلامين، الذي يعرّف نفسه بأنه ناشط سياسي فلسطيني وخبير في العلاقات الدولية والاقتصاد، كافية أن تدعو إلى الغثيان، من كثر ما سيواجه الباحث من صور ومقالات وأخبار مشتتة ومتناقضة. وسط ذلك، كل ما يقدمه كارهو هذا الشاب الثلاثيني الوسيم، لا يدينه بوضوح، وإنما يثير مستوى معيّنا من الشكوك حوله، بات يحتاج إلى حسم، خاصة في ظل توسع نشاطاته واعتقاد كثيرين أنه “أمل” آتٍ إلى فلسطين
تغيب أي أبحاث حقيقية ومنهجية عن سيرة الشاب الفلسطيني فادي السلامين، ويتيه كثيرون في تعريف شريكه اليهودي في مجموعتهم التجارية YFC، فيتخيلون أنه يورام كوهين رجل “الشاباك” الشهير. لكن السلامين يقدم بذاته الصور التي تجمعه مع عدد من الرؤساء الأميركيين، كبيل كلينتون وجورج بوش، ضمن سيرته الذاتية في موقعه، وكذلك على “ويكيبيديا”، أي إن دليل الإدانة المتخيّل حوّله هذا الشاب إلى محل افتخار، فالكل، إذن، صار “يغار” من “إنجازات” الناشط الفلسطيني، الذي لم يترك مسؤولا بارزا إلا وتصور معه، وليس آخرهم وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، أو الأمير الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان، وكذلك الأمير الكويتي خالد الصباح.
لكن، لكل ذكاء حدود، فبمجرد انتباه بعض الناشطين الآخرين الذين يجيدون البحث عبر الإنترنت، وسؤالهم بعض أصدقاء السلامين من الإعلاميين عن شريكه التجاري يورام كوهين، والحديث عن ذلك في بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، سارع أحدهم إلى إخفاء صفحة الموقع التي كانت تبين محلّ فادي من الإعراب في مجموعة YFC، فباتت جزءا من الأرشيف المخفي، وهذه صورة عنه. لكن الآن، بوضع عنوان هذه المجموعة التجارية تظهر صفحة واحدة فقط فيها العنوان ورقم التواصل من دون باقي الموقع.
صفحة من الأرشيف تظهر شراكة فادي السلامين مع يورام كوهين في مجموعة عمل YCFكيف حصلت على الجنسية ….؟
خطوة إخفاء صفحات YFC الداخلية لم تكن مجدية مع زمن “غوغل” و”فايسبوك”، اللذين يؤرشفان التاريخ البشري. فقبل أن يخفي السلامين ومن معه تلك الصفحات، أو بعد ذلك، أمكن الوصول إليها وإلى ما كان يظهر تفاخره بوجوده مع شركة يرأسها يهودي – أميركي. لكن الإنترنت في أي حال لا يوفر كل شيء. في إحدى الوثائق التي وصلت “الأخبار”، ثمة أمر مهم يجب على فادي السلامين الإجابة عنه، هو طريقة حصوله على الجنسية الإسرائيلية.
تظهر الوثيقة التاسعة (ضمن السلسلة البحث بعنوان: المسجد الأقصى محاصر… بالأموال الإماراتية!)، أن فادي يملك هوية شخصية “زرقاء” باللغة العبرية، وهي الهوية الخاصة بالإسرائيليين، وأيضا يحصل عليها فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 بعدما وجدوا أنفسهم تحت هذا الاحتلال جبراً. وبناء على هذه الهوية حصل السلامين على جواز السفر الإسرائيلي، بجانب جواز سفره الأميركي.
في الحالة الطبيعية، لو أن فادي مولود في إحدى مدن فلسطين المحتلة عام 1948، كان يحق له الحصول على هذه الهوية الزرقاء، وبتحصيل حاصل الجنسية الإسرائيلية، ولكنه على موقعه الشخصي كتب أنه (…born in Hebron on December 12, 1983)، وهو فعلا من مواليد بلدة السموع في المدينة، ما يعني أحقيته بالحصول على الهوية الخضراء، ثم جواز السفر الفلسطيني، الصادر عن سلطة الأمر الواقع، سلطة أوسلو.
فكيف حصل السلامين على الجنسية الإسرائيلية، في الوقت الذي يحرم فيه أبناء شعبه من الضفة أو غزة، “لمّ الشمل” في حال قرروا، مثلا، الارتباط بفتاة من فلسطينيي الـ48؟ تظهر الهوية الخاصة بفادي، وفق الوثيقة، أن مكان الميلاد المسجل في الجوازين الأميركي والإسرائيلي هو إسرائيل، وهذا منطقي إلى هذه اللحظة، ولكن أن يكتب في الهوية الشخصية، الصادرة من السلطات الإسرائيلية في مدينة بئر السبع المحتلة، أنه مواليد إسرائيل، فهذا فعل “لعمري في الأنام عظيم”؛ كل الهويات الخضراء والزرقاء في فلسطين المحتلة ومناطق حكم السلطة، يُكتب فيها اسم المدينة التي ولد فيها الشخص، بناء على أنها صادرة في الدولة نفسها، ونطاق استخدامها سيكون داخلها حتما، وفي خارجها يستخدم جواز السفر. أما الاستثناء الذي يكتب فيه دولة في خانة مكان الميلاد على الهوية الشخصية، فهي حينما يكون الشخص مولودا في دولة أخرى، يشار إليها، بقطر أو بريطانيا مثلا، لأن تحديد المدينة غير واضح في هذه الحالة.
هوية فادي السلامين الإسرائيلية ويظهر فيها أن مكان الميلاد هو إسرائيلحتى لو افترضنا أن إسرائيل اعتبرت أن الخليل، الواقعة في مناطق (أ) وفق اتفاقية أوسلو، هي دولة أخرى اسمها إسرائيل!، فما هو المسوّغ القانوني الذي تصدر فيه هوية أخرى لشخص لم يولد في “إسرائيل الأولى”، التي تحكمها سلطة ذاتية يفترض أنها مغايرة، سوى وساطة أمنية عليا أصدرت له هذه الهوية، خاصة أنه سافر في عمر الـ13 إلى الولايات المتحدة ضمن منحة “بذور السلام”؟ زيادة على ذلك، الهوية صادرة في التاسع من كانون الثاني 2008، أي بعد نحو أربع وعشرين سنة على تاريخ ميلاد فادي (12/12/1983)، ثم تظهر علامات **** في مقابل الخانة الخاصة بـ”القومية” (توضح هل هو عربي أو يهودي، وبات يكتب أرمني حديثاً)، فضلا على أن الورقة التي تظهر خدمة حامل الهوية في الجيش من عدمها مخفية. فهل نترك السؤال برسم فادي السلامين، أو القراء… أو مُصدر الهوية؟
على ذكر الوساطات وقوة العلاقات، يبدو أنه بات بإمكاننا اليوم تصديق شكوى الشاب إسماعيل عبيات من بيت لحم، جنوبي الضفة، من أن خلافه مع السلامين، أدى إلى وصول استدعاء له من جهاز “الشاباك” الإسرائيلي في اليوم التالي لمحادثتهما عبر “فايسبوك”، التي نشر عبيات صورا منها. فهل لدى “الشاباك” فائض من الوقت لحل مشكلات فادي الشخصية وأخطائه؟
نسخة عن استدعاء إسماعيل عبياتبداية الطريق في الولايات المتحدة
هل انتهينا إلى هنا؟ لا، لسنا إلا في بداية البداية، بل يجب أن نشد أحزمتنا على بطوننا لنرى ما فعله ابن الثالثة والثلاثين في سنوات عمره القصيرة، كما تشرح لنا مصادر قريبة منه، وكما بيّن البحث التفصيلي عن نشاطاته، التي لم نجد في الصحافة العبرية أو الدولية تقريرا واحدا ضده، بل ترويج يتلوه مديح.
فادي السلامين تزوج بآشلي رينيه بامغارنر، وهي مواطنة أميركية من تكساس، منذ تخرجها عام 2005. وانتقل للعيش معها خلال الفصل الدراسي الأخير في جامعة “جونز هوبكنز” في كانون الثاني 2009، ويعتقد أن والديها دفعا إيجار الشقة. فعائلتها تملك شركة تصنيع أثاث “صديقة للبيئة” وشركة “تكيلا” للمشروبات الروحية، كما أن آشلي مديرة التسويق في “تكيلا” منذ عام 2010. ولكن ظهور هذه الفتاة على الإنترنت شبه غائب، كأن هناك من يحرص على ذلك، ولا تجمعها سوى صورة واحدة بفادي التقطت على ما يبدو في 2007.
زوجة فادي (وسط) في إحدى المناسباتأما عن ممتلكاته، فالفتى الذي خرج من فلسطين فقيرا عبر منحة من مؤسسة أميركية تعزز فكرة التعايش مع إسرائيل، استطاع شراء منزل في تموز 2013 بمبلغ 739 ألف دولار بعدما أخذ رهنا عقاريا من بنك “ويلز فارغو” لثلاثين سنة بقيمة 625 ألف دولار. ثم في آذار 2015 أعاد التمويل برهن عقاري بقيمة 622 ألف دولار من البنك نفسه، الذي حصل منه في حزيران 2015 على ثمانين ألف دولار، ضمن “خط مفتوح إضافي للائتمان”، علما بأنه لم يسدد القروض بعد. كما يمتلك سيارتين بقيمة 63 ألف دولار.
معلومات عن بيت فادي السلامين في الولايات المتحدةتخيلوا كيف يمكن له أن يفعل كل ذلك في هذا العمر، خاصة حينما يتبين أنه جاء إلى الولايات المتحدة مع برنامج “بذور السلام”، الذي “يجمع الشباب من مناطق الصراع لتبني خيار السلام من خلال التفاعل في ما بينهم”، وذلك في مخيم صيفي في ولاية ماين. وشارك في المخيم بين عام 1998 على الأقل حتى 2001، من عمر 15 إلى 17. وهناك التقى بعدد من الشبان الفلسطينيين واليهود في المخيم، ثم انتقل في 2005 للعيش مع مستشار سابق في “بذور السلام”، اسمه جواد عيسى، وهو فلسطيني درس في جامعة “جورج تاون”. ولاحقا حصل على منحة دراسية من “بذور السلام” في كلية “إيرلهام”.
المفاجآت في حياة السلامين ليست هذه فقط. فهو ساهم بمبلغ 4500 دولار في حملة الانتخابات الرئاسية لهيلاري كلينتون (مرشحة حاليا) بين شباط 2007 وآذار 2008. ومنذ 2013، قدم مساهمات كبيرة للمرشحين الديموقراطيين: 6500 دولار لمرشحي الحزب الديومقراطي لمنصب منتخب اتحاديا منذ 2003 وحزيران 2014 ونيسان 2015، وأيضا 3500 دولار إلى السناتور جون تستر في كانون الثاني 2013، وألف دولار للسناتور كو بوكر في آب 2013، وألف أخرى لحملة اليسون غزيم للإطاحة بالسناتور ميتش ماكونيل في حزيران 2015، ثم ألف أخرى للجنة “حملة مجلس الشيوخ الديموقراطية”.
سجل التبرعات والمساهمات المالية الحافل، يقابله سجل مهم في اللقاءات السياسية أيضا:
– التقى بياسر عرفات في عمر 13، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة مع برنامج “بذور السلام”. ثم التقى عرفات عدة مرات حتى وفاته في 2004.
– يقول إن إدوارد سعيد، الذي توفي عندما كان السلامين في عمر التاسعة عشر أي عام 2003، من أوّل “معلميه”.
– في أيلول 2010، رافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاجتماع دام يومين (عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة المحتلة) عقد في واشنطن بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وفقا لشبكة CNN.
– في كانون الأول 2010، صار المدير العام لموقع” فلسطين نوت”، وألقى محاضرة في مؤسسة “أميركا الجديدة” (“نيو أميركا فوندايشن”) مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
– نقلت تقارير بين تشرين الأول 2010 وشباط 2011 أن السلامين باحث في “برنامج الإستراتيجية الأميركية” في مؤسسة “أمريكا الجديدة”.
– في أيار 2011، ذكر في مجلة “ذا ايكونوميست” إلى جانب الأمين العام لـ”المبادرة الوطنية الفلسطينية”، وهو عضو في “منظمة التحرير” والمجلس التشريعي الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، وتم تعريفهما كمعلقين ومنظمين يعملان على الترويج للمقاومة الفلسطينية السلمية.
– منذ كانون الثاني 2015، ظهر كعضو بارز في “مشروع الأمن الأميركي”، وهو أيضاً رئيس “الحملة الانتخابية لمروان البرغوثي” من أجل ترشيح الأخير من السجون الإسرائيلية للرئاسة الفلسطينية.
التغير في مواقفه من السلطة
منذ عام 2011 على الأقل، بدأ السلامين انتقاد عباس، واصفاً إياه بأنه “سفير غير فعال لفلسطين لدى المنظمات الدولية”، مثل الأمم المتحدة، ودعا مراراً إلى الاستقالة من منصبه. وفي 2011، وبصفته عضوا في مؤسسة “أميركا الجديدة”، نشر مقالات في موقع قناة “الجزيرة” القطرية وصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية داعياً كلا من عباس وفياض إلى الاستقالة بعد “عقدين من السياسيات الفاشلة”.
في مقاله في “الجزيرة”، قال: “تمكن عباس وفياض بنجاح من تنفير حتى المؤيدين لحركة فتح. في بلادهم، يُنظر إليهما كفاسدين، غير فعالين، وقبل كل شيء كوكلاء لإسرائيل”. أما في “هآرتس” فوصفهم كـ”الخيول الفلسطينية لإسرائيل”، واتهمها “ببناء جدار أعلى من جدار الفصل الإسرائيلي يمنعني من مساعدة إخوتي وأخواتي الفلسطينيين”. وقال أيضا، إن “وكالة استخبارات فياض بدأت بالتحرش بي لدرجة أنني لم أعد أشعر بالأمان في الضفة الغربية”. وأضاف: “العديد من أصدقائي ألقي القبض عليه أو تمّ استجوابهم من قبل مسؤولين في المخابرات الفلسطينية بسبب انتقادهم لفياض وعباس على مواقع التواصل الاجتماعي”.
لكن، من المهم تسليط الضوء على مقابلة تفصيلية أجراها مع موقع “ذا ماركر” الإسرائيلي في أيار 2011، أهم ما جاء فيها قوله: “تعلمت في أفضل المدارس الداخلية في الولايات المتحدة، وفي واحدة من أفضل الجامعات، حيث كانت السنة الواحدة تعادل ما تجمعه عائلة فلسطينية كاملة خلال سنة، لذلك انتابني شعور بالذنب، ما حذا بي لإرسال أموال للأصدقاء ومساعدتهم على دفع تكاليف الدراسة. دائماً قلت إن وجودي في أميركا هو مؤقت ولا بد من العودة إلى بلدي الخليل وبناء مشاريع مع أصدقائي، فالخليل ليست مثل رام الله، حيث من لا يعرفك لا يرد عليك السلام إذا لم يكن يريد منك شيئاً. هذا المكان لم أنسه أبداً. إن عشت نحو 60 أو 70 سنة وفي أحسن الأحوال 90 عليك أن تقوم بأعمال خيّرة. أدعو أشخاصا في الخارج لديهم المال لفعل ذلك. أعمل مع جامعتي الخليل والقدس، وأوفر منحا لحوالى 30 شابا وشابة، ليتعلموا الاقتصاد والكومبيوتر وغيرها في الولايات المتحدة. لم أستطع توفير الرسوم الدراسية لطالب واحد على الأقل”.
وفي نهاية المقابلة، يسأل المعد: “سيف الإسلام القذافي، نجل المستعبد الليبي ينتمي (أو شريك أو له علاقة) بأحد المشاريع التي تعرفها؟”، فأجاب: “في المرة الأخيرة كان لنا لقاء لمدة أربع ساعات، مع جوزيف ستيغلز، الذي كان مستشار الرئيس (بيل) كلينتون. تحدثنا عن الخصخصة والإصلاحات، وقال إنه يريد مهاجمة القطط السمينة. عندما خرجنا من اللقاء لم نفهم ما الذي كان يفكر فيه، فهو ووالده أنصح قطتين في المدينة. لكنه أحب أن يتحدث عن تغيير، وأصدقاء قالوا إنه عندما كان مرتبكاً قليلاً من ناحية موقعه السياسي. كان من الأفضل له أن يكون في ليبيا، لكن كان أبوه يكن له بعض الكره بسبب سكره في كل ملهى في لندن وحينها كان يقول فليذهب القذافي إلى …”.
يشار إلى أن السلامين بعث رسالة “تعزية” بمقتل إسرائيليين في تل أبيب، نشرتها صحيفة “هآرتس”، في عام 2001 .
أيضا، في أيلول 2014، قال لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، ضمن سلسلة تواصل قوي مع الإعلام العبري، إن “عباس أتعب الفلسطينيين في جزء كبير من المجتمع الدولي بسبب قراراته غير الحاسمة كرئيس، فهو قرر أن يذهب إلى المحكمة الجنائية الدولية ثم في اليوم التالي أرسل وزير خارجيته لسحب الشكوى. الفلسطينيون تعبوا منه. الحديث هنا هو حول احتواء فيروس إيبولا في أفريقيا أو محاربة داعش في الشرق الأوسط. لا أحد يناقش فلسطين كما في السابق، والفضل يعود لعباس!”.
برغم كل هذه المواقف، يصادف الباحث خبر آخر في نهاية تشرين الأول 2015 حينما كان الخلاف بينه وبين السلطة يشتد، يقول إن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب (المتهم بالسعي إلى الرئاسة)، التقى مع الناشط الفلسطيني فادي السلامين في مقر إقامة الأخير في واشنطن. وأضاف الخبر: “تباحث الطرفان خلال الاجتماع الذي امتد لساعتين في متطلبات المرحلة القادمة… والتركيز على تصليب صمود الشعب في وجه التعنت والمخططات الإسرائيلية وخاصة في القدس”، وأيضا “تقوية فتح وتوحيدها ودعم مؤسساتها… وتعميق النقاشات بما يخدم المصلحة الوطنية وتوحيد الطاقات لمواجهة الاحتلال”!
“القطط السمينة”
قد يسأل أحد ماذا تعني “القطط السمينة” التي ذكرها فادي السلامين في حديثه عن نجل القذافي. إنه بحد ذاته مثال على قطة سمينة برغم رشاقة قدّه، وهذا ما يتبين في سيرته الاقتصادية:
– يعمل السلامين في مجموعة YFC، ومقرها فرجينيا ولها مقر آخر في فيينا، ويرأسها يهودي، يورام كوهين (يتشابه الاسم مع رئيس سابق لـ”الشاباك”)، وهي شركة “رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة”، منذ تموز 2010.
– هذه الشركة تأسست في عام 2000، وتستثمر في الأسواق المتقدمة والناشئة، ولها أربعة أقسام هي: YCF البحرية، YCF الاتصالات، YCF الزراعة وYCF Manning. والشركات التي تستثمر فيها:
1. LISCR، تدير تسجيل الشحن من ليبيريا .
2. EuroFlag، شركة لتسجيل السفن الأوروبية ومقرها لوكسمبورج وشكلتها YCF في كانون الأول 2012.
3. Cellcom للاتصالات، وتزود الاتصالات السلكية واللاسلكية في غرب أفريقيا.
4. EMA، “وكالة تنمية القوى العاملة الأوروبية”.
5. “المعهد الإثيوبي للتدريب البحري EMTI”، هي أكاديمية بحرية في إثيوبيا.
وشركات التسجيل البحري، هي تحديدا التي بقدرتها التمويه على تسجيل خطوط النقل لسفن الأسلحة في الصفقات الخارجة عن التغطية القانونية، ومنها إلى الشرق الأوسط مثالا.
كذلك يلاحظ أن هناك تغطية ضئيلة نسبياً لمجموعة YCF على الإنترنت وأخبارها، فضلا على تغيير شكل موقعها كما أشرنا إلى تصرف السلامين حينما انتشرت قصة شراكته مع يهودي، مع العلم بأنه تم تسجيل موقع YCF في (ycfgroupllc.com) في آب 2011، على يد وليد مايل، بعد 11 عاماً من إنشاء الشركة. وفي 2014، اشترى مايل منزلا مع زوجته في لورتون، فيرجينيا، بقيمة 545 ألف دولار، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”.
وللتدقيق أكثر، رئيس YCF هو يورام كوهين، وهو إسرائيلي، ومعه في الشركة ولداه، آدم والهمة، يشكلون نصف عدد مديري من المجموعة YCF. وكوهين وزوجته مارجو يعيشان في روكفيل في ولاية ماريلاند منذ عام 1992، وهو يرعى منحتين دراسيتين تشجعان التعليم اليهودي المؤيد لإسرائيل للمراهقين في واشنطن، كما قدّم “مساهمة سخية” لندوة لمدة 8 أسابيع كانت تهدف إلى: “فتح باب التواصل بين المراهقين في واشنطن وإسرائيل، وتعليمهم المنهج التعليمي الإسرائيلي، وتشجعيهم على الولاء لإسرائيل”، وأيضا “دراسة العلاقة بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ودولة إسرائيل، وكسب التأييد لإسرائيل ومهارات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتعلم كيفية كسب المعلومات من وسائل الإعلام وتقييم العديد من الطرق التي يمكن أن تكون موالية لإسرائيل في الجامعات وخارجها”.
وفضلا على أن كوهين يقدم عملا مساندا في “مكافحة معاداة إسرائيل والخطاب المعادي للسامية وحركة المقاطعة BDS”، فإنه يقدم المنح الدراسية لـCharles E. Smith Jewish Day School التي تعمل بالشراكة مع الاتحاد اليهودي في واشنطن الكبرى the Jewish Federation of Greater Washington.
أما السلامين، فصار نائب الرئيس الأول للعلاقات الحكومية في LISCR منذ تموز 2010 ، كما أن لهذه الشركة علاقات وثيقة مع إسرائيل، وهي شركة خاصة تملكها الولايات المتحدة، وتدير حركة السفن مع ليبيريا. وتصنف على أنها ثاني شركة لتسجيل الشحن كبرا في العالم، وهي مسؤولة عن ذلك منذ أن عينتها الحكومة الليبيرية التي كان يترأسها الرئيس تشارلز تايلور في كانون الأول 1998.
وهذه الشركة متهمة بأنها كانت دمية في يد الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، الذي وجهت التهم إليه في آذار 2003 وأدانته الأمم المتحدة في نيسان 2012 بارتكاب جرائم حرب، بالإضافة إلى تهم بالفساد ونقل الأسلحة والماس إلى سيرا ليون. برغم ذلك، ففي آذار 2015، صدّق البرلمان في ليبيريا ومجلس الشيوخ على اتفاق جديد، يمدد العقد مع الشركة لـعشر سنوات! يضاف إلى ذلك أن هذه الشركة وجهت إليها إدانات دولية في قضايا جرائم حرب.
قائمة تظهر منصب فادي السلامين في شركة LISCRأما عن “مشروع الأمن الأميركي” (ASP)، الذي يكون السلامين واحدا من أعضائه الـ11 البارزين، فهو يضم أعضاء سابقين من الكونغرس ومسؤولين عسكريين وله مساهماته المالية الكبيرة.
واللافت أن الموقع الإلكتروني الخاص بـ ASP، تديره الشركة نفسها التي تدير موقع السلامين الشخصي الإلكتروني، وهي “PBJ” للتسويق!
ما هو تعريف الخيانة؟
لنرمِ كل ما وجدناه على قارعة الطريق. ولنعتبر أن هناك فتى قادته “الحظوظ السيئة” ضمن مشاريع التهجين القائمة ليل نهار، بدءا من AMEDEAST وصولا إلى USAID و”بذور السلام” وغيرها، إلى أن يكون محل فادي السلامين. وفي يوم وليلة، يمكن أن ينقلب على نفسه وكل ما فعله وقاله ويحرق جوازي سفره الإسرائيلي والأميركي، وتصير طريق الخيانة طريقا للوطنية في اللحظات الأخيرة.
لكن، كيف يمكن أن تغفر فلسطين للسلامين سقوطه الكبير بشراء مبنى في القدس بمبلغ مليوني ونصف المليون دولار، ليتنازل عنه لشركة إماراتية العنوان دحلانية الانتماء؟ وأين، في القدس التي “أدخل إليها العرب وأبناؤها كل زناة الليل والنهار”؟ ثم يخرج فادي السلامين ليحاضر في العفّة والوطنيّة بعد بيع نفر من عائلة اليوزباشي بيتهم في أحد أحياء البلدة القديمة في القدس، قائلا بعدما أرفق تقريرا مصورا من قناة “الغد” الممولة من دحلان، في التاسع من أيار، “يجب تطوير خطة وطنيه شاملة لوقف تهويد القدس يشارك فيها كل المسلمين والمستثمرين العرب. يوم حزين في القدس بعد استيلاء المستوطنون على عقار ضخم”!