محمد بن راشد يمهد محمد بن زايد للرئاسة.. والشيخ خليفة “انجلط ” وغير معروف مكانه
شارك الموضوع:
تسارعت الإشارات والتلميحات الصادرة من محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي، بشأن المستقبل الرئاسي للبلاد، في ظل غياب رئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان (68 عاماً)، الذي اختفت صوره الحديثة على المشهد المحلي والخليجي والدولي منذ نحو عامين، في وقت تتواصل فيه وسائل الإعلام المحلية الرسمية بنشر أخبار وتصريحات صادرة عنه.
الإشارة الأولى المتعلقة بتمهيد المجتمع الإماراتي لتقبل فكرة تولي محمد بن زايد رئاسة الدولة بشكل رسمي، ما يعني عزل رئيس الدولة خليفة من منصبه، وردت في خطاب محمد بن راشد بمناسبة ذكرى توحيد القوات المسلحة مطلع شهر مايو، وتكمن الأهمية في الجهة التي أصدرت هذه الإشارة.
فقد قال محمد بن راشد وهو الذي يشغل منصب “وزير الدفاع” ما نصه “بقيادة محمد بن زايد لدينا جيش نفتخر فيه”. وهو التصريح الذي أثار تساؤلاً في أذهان المواطنين والمتابعين، من هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؟
بحسب الدستور، يكون رئيس الدولة هو القائم العام للقوات المسلحة في الإمارات، ويكون هناك وزارة للدفاع، يرأسها حالياً حاكم دبي رئيس مجلس الوزراء محمد بن راشد. في حين يشغل محمد بن زايد منصب “نائب” القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الإشارة الثانية وهي الأحدث، والتي قد تكون الأهم والأكثر وضوحاً من سابقتها، تمثلت في قصيدة حديثة للشيخ محمد بن راشد بعنوان “شيخ الشباب”، نشرت في نهاية شهر مايو، وهي قصيدة كُتبت خصيصاً للإشادة بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وفق ما ذكره موقع امارات 71.
اللافت في القصيدة أنها تخلو من أي ذكر لرئيس الدولة الشيخ خليفة، بخلاف العادة التي يتم فيها تمجيده في الأبيات الشعرية التي تتعلق بالدولة ومسؤوليها، في حين ركّزت على “شباب” محمد بن زايد، (في إشارة خلفية إلى أن الرئيس الحالي أصبح كبيراً في السن إضافة إلى مرضه).
القصيدة، كما فهمها البعض، كانت عبارة عن رسم لشخصية رئيس الدولة المقبلة، ومواصفاتها التي يجب أن تكون فيها من قوة داخلية وخارجية. فجاء شطر من القصيدة على هذا النحو “شيخ الشباب وسيد الوقت دايم” .. ليشير شطر آخر من القصيدة ليوضح المعني بهذا الوصف فيقول “اسمه تعدى نايفات الغمايم .. عضدي محمد دام عزه ومجده”.
ومما جاء في القصيدة ويلمح بقوة لفكرة جعله رئيساً، قوله “شيخ الشباب برغم حاسد ولايم .. به نتقي غدر الزمان ونصده”، “نمضي معاه ودوم عنده اللزايم .. ما نخالفه أمره ونوفي لعهده”، “مادام فينا ما نشوف الهزايم …”
ويرصد المتابعون للشأن الإماراتي أن هناك سعي، كما يبدو، من أجل جعل انتقال الحكم في الدولة من الشيخ خليفة إلى محمد بن زايد انتقالاً مقبولاً لدى المواطنين، لا سيما وأن الشيخ خليفة مازال على قيد الحياة (على الأقل كما يُعلن ويُنشر عنه من أخبار في وسائل الإعلام الرسمية).
وتسعى هذه الحملات، بالاستناد إلى العبارات المستخدمة والمناسبات المنتقاة، إلى كسر الصورة النمطية لرئيس الدول، عبر الاستفادة من غيابه وعدم ظهوره للإعلام، إلى جانب ملئ محمد بن زايد مكانه كاملاً في الداخل والخارج وكثرة الظهور في المناسبات الرسمية، تمهيداً إلى الإعلان عن “عجز” رئيس الدولة عن القيام بمهامه بسبب مرضه أو “تدهور حالته الصحية”، وقد يكون هذا أسهل الخيارات.
يشار إلى أن الشيخ خليفة بن زايد، لم يظهر في صور متحركة، ولم يتمكن المواطنون من معرفة الحالة الصحية لرئيسهم، منذ مطلع عام 2014. حيث أوردت وكالة أنباء الإمارات الرسمية –وام – في حينه نبأ يتحدث فيه عن أن رئيس الامارات أجريت له جراحة بعد إصابته بجلطة.