“وطن – ترجمة خاصة”- أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية في تقرير لها أن تصعيد العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية يتجه نحو مزيد من التعقيد والخلافات بين البلدين خلال الفترة الراهنة، موضحة أن الأمر بلغ ذروته خلال هذا الأسبوع، بعدما أعلنت إيران أنها لن تسمح لمواطنيها بالذهاب إلى المملكة لتأدية فريضة الحج بسبب فشل الرياض في ضمان سلامة الحجاج. حسب ما جاء.
وأضافت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أن هذا الإعلان الذي صدر عن إيران قبل أيام قليلة يؤكد أن الرياض وطهران يتجهان نحو نقطة اللاعودة، لا سيما في ظل الخلافات السياسية وتضارب مصالح البلدين في منطقة الشرق الأوسط، أضف إلى هذا كله الحرب غير المباشرة بينهما في عدة دول عربية أبرزها سوريا والعراق ولبنان واليمن عبر استقطاب كل دولة منهما لطرف ضد الآخر.
ولفتت معاريف إلى أنه تتويجا للتصعيد في ملامح القطيعة بين البلدين التي ظهرت جلية في شهر يناير/ كانون الثاني من هذا العام مع قرار السعودية الخاص بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، ثم تطور الأمر خلال الأيام القليلة الماضية بعد قرار إيران بمنع مواطنيها من التوجه نحو المملكة لأداء فريضة الحج، بسبب فشل الرياض في ضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تقاطع فيها إيران الحج إلى السعودية، حيث في عام 1987، رفضت إيران السماح لعشرات الآلاف من مواطنيها بأداء فريضة الحج بعد وفاة 402 حاجا معظمهم من الإيرانيين، خلال اشتباكات وقعت بين قوات الأمن السعودية ومتظاهرين في مكة المكرمة، وأثناء الحج في العام الماضي قتل المئات من الحجاج الإيرانيين بسبب حادثة التدافع في مشعر منى، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب اقتحام المتظاهرين الإيرانيين للسفارة السعودية في طهران، على ضوء تنفيذ حكم الإعدام ضد رجل الدين الشيعي باقر النمر من قبل السعودية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدين تدعمان فصائل مختلفة في صراعات الشرق الأوسط، فاليمن على سبيل المثال، تدعم إيران بها الحوثيين، في حين أن المملكة العربية السعودية شنت حربا ضدهم، كما تدعم إيران في سوريا نظام الرئيس بشار الأسد والمملكة العربية السعودية تعمل لصالح المتمردين.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إنه على الرغم من ثمانية أشهر مرت منذ كارثة الحج الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف حاج، بينهم المئات منه الإيرانيين، إلا أن المملكة العربية السعودية لم تصدر حتى الآن تقريرا عن الكارثة.
وفي بيان نشر مؤخرا من قبل منظمة الحج الإيرانية، قالت: نظرا للتخريب المستمر من قبل السلطات السعودية، فإننا نعلن أن الحجاج الإيرانيين حرموا من الحق في الوصول إلى الحج هذا العام، والمسؤول عن هذا هو حكومة المملكة العربية السعودية، وأضاف وزير الثقافة في إيران، علي جانيت “ضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام من المهم جدا بالنسبة لنا”.
وبعد ذلك بوقت قصير، نشرت وسائل الإعلام السعودية أن الوفد الإيراني غادر البلاد للمرة الثانية على التوالي، دون التوصل إلى حل للأزمة الحج، واتهمت السلطات في الرياض إيران باختلاق مشاكل وتعقيد الأمور بشكل غير ذي صلة وغير مقبول، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، إنه على إيران التوقف عن تعزيز الفوضى ونشرها في منطقة الشرق الأوسط.