صدام حسين كان سيستخدم السلاح النووي ضدّ إسرائيل وسيمحوها إذا تمكن من حيازته

قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب البروفيسور “آيال زيسر” إن مرور 35 عاما على هجوم إسرائيل على العراق عام 1981 يشكل فرصة مناسبة لاستخلاص الدروس، حين هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المفاعل النووي العراقي الذي أقامه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أرجاء بغداد بمساعدة فرنسا.

 

وأضاف زيسر بصحيفة “إسرائيل اليوم” أنه بفضل هذا الهجوم نجحت إسرائيل بوضع حد للحلم النووي لحاكم العراق.

 

واعتبر أن أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا الهجوم تتمثل في أن صدام حسين- الذي خاض حربا ضد إيران بين عامي 1980 و1988 ثم اجتاح الكويت عام 1990- كان يمكن له أن يستخدم السلاح النووي ضد أعدائه، بما فيهم إسرائيل، إذا تمكن من حيازته.

 

ورأى زيسر -الذي يعد من أهم المستشرقين الإسرائيليين- أنه بغض النظر عن مدى صوابية هذا الافتراض، فإن حيازة العراق السلاح النووي كان سيمنحه حصانة ضد الهجوم الأميركي الذي حصل في ربيع 2003.

 

وأوضح أن مهاجمة إسرائيل المفاعل النووي العراقي قبل 35 عاما أثارت نقاشا داخليا في إسرائيل، حتى أن أوساط المعارضة الإسرائيلية لم تتردد في توجيه انتقاداتها باتجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن الذي أصدر قرار الهجوم المذكور.

 

وأشار إلى تواصل الإدانات العالمية والدولية لإسرائيل، معتبرة الهجوم الإسرائيلي معرقلا لجهود التوصل إلى سلام إقليمي في المنطقة، وواصفة إياه بالعمل غير المحق والمفتقد للمشروعية.

 

ولفت إلى أنه في ضوء الردود المعادية التي تلقتها الضربة الإسرائيلية على العراق، فقد أثبتت السنوات الطويلة الماضية مصداقيتها، ومنطقية اعتباراتها السياسية والعسكرية، كما أكدت أن توجهات إسرائيل بعدم منح أعدائها إمكانية التزود بالسلاح النووي قد منعت انتشار هذا السلاح في المنطقة خلال القرن الماضي.

 

واعتبر أن هذه السنوات قد أكدت أن المجتمع الدولي يفتقر للمسؤولية في منع تحول هذه المنطقة إلى غابة من الأسلحة النووية، بما قد يهدد استقرارها، حين تقوم إيران اليوم بما فشلت فيه العراق، وتضع يدها على السلاح النووي.

 

وعبر زيسر عن اعتقاده بأن الضربة الإسرائيلية للعراق أثبتت أنها لم تسفر عن توترات أمنية بالشرق الأوسط لمدة عقدين من الزمن، أو تؤدي لمواجهات عسكرية في المنطقة.

 

وقال “لذلك فإن دروس الهجوم الإسرائيلي على العراق تدفع إسرائيل لاعتبار أي عملية مشابهة مسألة اضطرارية يجب حساب نتائجها جيدا بعقلانية واضحة، دون اللجوء لسياسة الصمت والجمود تجاه أي تهديد على إسرائيل على غرار المفاعل النووي الذي أراد صدام حسين بناؤه بنفسه”.

 

وأضاف أن “تهديدات كهذه تجعلنا نقرأها بعيون إسرائيلية، ووفقا للمصالح الإسرائيلية، كما فعل بيغن عام 1981”.

 

المصدر: الجزيرة

 

Exit mobile version