الجيوش الوطنية والثورات العربية
![الثورات العربية watanserb.com](https://www.watanserb.com/wp-content/uploads/2019/03/الربيع-العربي-scaled.jpg)
(22)
علاقة الجيش اليمني بالنظام السياسي
لعل أهم علاقات الجيش اليمني وأكثرها تأثيراً في موقفه من الثورة كانت علاقته بالنظام السياسي ، ولم تشذ كثيراً علاقة الجيش اليمني بنظامه السياسي عن عموم علاقات الجيوش العربية بنظمها السياسية ، فكافة الجيوش العربية إلا اللمم هي جيوش أنظمة وليست جيوش دول .
فثمة علاقة ولاء تربط بين الجيش والنظام السياسي في اليمن ، وهذه العلاقة تطورت من علاقة الولاء إلى علاقة السيطرة المطلقة من قبل النظام السياسي على الجيش ، إلى أن أصبح أداته لتحقيق أغراضه في الداخل والخارج .
الفرع الأول : الجيش اليمني يوالي النظام السياسي :
لقد كانت علاقة الجيش اليمني بالنظام السياسي الجمهوري الذي ساهم في إقامتهما وتطويرهما “جمال عبد الناصر” بدور رائد ، هي علاقة ولاء وتفاني لقياداته ذات الصلة الوثيقة بالنظام السياسي ، ولا نرى أن علاقة الجيش اليمني بالإمام في عهد الإمامة لم يختلف في قليل أو كثير عن علاقة الجيش بنظام “علي عبد الله صالح” ، فالجيش في الحالتين يوالي النظام السياسي ، وهذا يتفق مع ما أكدنا عليه منذ قليل وهو أن الجيوش العربية هي جيوش أنظمة وليست جيوش دول .
تم إعداد وتهيئة الجيش اليمني للقيام بمهمة استراتيجية لمصلحة النظام السياسي تتعين في محاربة التطرف والإرهاب ، ومن شأن قيام الجيش بهذه المهمة مساندة النظام على الوفاء بالتزاماته الإقليمية والعالمية ، والتحصل بالتالي على ضمان القوى الإقليمية والعالمية لوجوده واستمراره .
مما تقدم يتضح أن الجيش اليمني يقوم بمهمة حماية الدولة اليمنية من التطرف والإرهاب ، وفي ذات الوقت يقدم خدمة للنظام السياسي ، تبرزه أميناً وفياً للقيام بالتزامته في محاربة ذينك التطرف والإرهاب ، وفق الأجندة الأمريكية والغربية .
والسؤال الآن إذا كان الجيش اليمني يقدم هذه المهمة المزدوجة للدولة وللنظام السياسي ، وهو بذلك صاحب فضل على النظام ، فلماذا إذن يخضع للنظام ويتفانى في إرضائه ؟؟
الفرع الثاني : النظام السياسي يوجه الجيش اليمني للقضاء على الثورة :
مع أن النظام السياسي يحتاج إلى الجيش لمساعدته على الوفاء بالتزاماته وارتباطاته الإقليمية والعالمية ، إلا أن الجيش من جهته يتفاني في ولائه للنظام السياسي ، وهذا يعني أن الجيش يقع تحت هيمنة وقبضة النظام ، ويمكن إيعاز ذلك إلى مجموعة من العوامل نفصلها فيما يلي :
البند الأول : إن قيادات الجيش في معظمها متجذرة ومتنفذة في النظام السياسي ، وقد أوضحنا أن قيادات الجيش اليمني هم أبناء “علي عبد الله صالح” ومعاونيه .
البند الثاني : إن الجيش لا يمكنه التمرد والخروج على قياداته لخوف القيادات الوسطى من سوء عاقبة الإنشقاق عن الجيش ، في أجواء تجعل من مجرد كلمة أو إيماءة اعتراض خيانة عظمى .
البند الثالث : إنه لا يوجد مبرراً منطقياً ومقبولاً لعدم الولاء للجيش الذي تعتبر الخدمة فيه هي خدمة وطنية أخلاقية وشرعية .
البند الرابع : إن الارتباطات والعلاقات القبلية ترسخ لولاء الجيش لقياداته ومن ثم للنظام السياسي ، وهنا يبدو كيف أن النظام كان دائم العزف على وتر الفبلية وبالذات داخل الجيش .
البند الخامس : إن عناصر الجيش اليمني تعتبر الخدمة في الجيش تحقيقاًلميزة مادية نسبية في بيئة الفقر والتخلف التي يعاني منه المجتمع اليمني .
إلا أن قيام ثورة الكرامة العربية وامتدادها إلى اليمن ، منحت أجزاءً كبيرة ومهمة من الجيش اليمني الجرأة على التمرد والانشقاق ، عند هذه اللحظة برز جلياً حجم عدم رضى الجيش عن ولائه لقياداته الفاسدة وعن ولائه للنظام السياسي ، وانقسامه على نفسه ، وتفاقمت التطورات وأصبحت أشد حدة عندما غامر النظام السياسي وأمر الجيش بمواجهة الثورة، وكان الاقتتال بين أجزاء الجيش اليمني قاب قوسين أو أدنى ،إذ انقسم الجيش على نفسه بين مؤيد للثورة ومعارض لها ، وكاد الجيش أن يقاتل بعضه البعض ، ولكن العقلاء تمكنوا من ضبط الأوضاع قبل انفلاتها ، وتعاونوا من إخراج الجيش من الحياة السياسية ، وتمكن الثوار بصبرهم ومثابرتهم من تقويض النظام بنموذج ذي خصوصية ، وشرعت اليمن في تأسيس نظام سياسي جديد يكون فيه الجيش هو جيش الدولة وليس جيش النظام .
وبالفعل التئم الجيش اليمني في ظل الثورة ، وبعد نجاحها في إقصاء النظام الفاسد ، تم رأب الصدع بين أجزائه تحت النظام الجديد .
اي جيوش عربيه وأي هرطقة خلاص ماعاد هالكلام ينطلي على أحد هذه الجيوش عبريه تتحدث العربية ولكن همها الوحيد حماية صهيون اللي حامي عروش القاده الجرب خدام صهيون ولقمع الشعوب العربية والإسلامية