الإعلام الروسي يفضح نفسه ويثبت تورط قواته باستخدام القنابل الفوسفورية بسوريا
شارك الموضوع:
“خاص- وطن”- تعمّد الإعلام الروسي إخفاء لقطات، في فيديو زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغي إلى قاعدة حميميم العسكرية بسوريا، تظهر قنابل عنقودية محرمة دولياً، على متن المقاتلات التي تفقدها الوزير في قاعدة حميميم الجوية.
جاء ذلك بعد زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغي التي نشرها الإعلام الروسي، خاصة قناة روسيا اليوم، التي بثت مقطع فيديو، ومالبثت أن عدلته وأخفت بعض اللقطات المحرجة، التي تثبت تورط حليف الأسد الأبرز روسيا باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في سوريا.
فقد لوحظ أن هناك بعض المشاهد التي عمدت القناة إلى إخفائها عن المشاهدة بعد معاينة المقطع المصور الذي نشره موقع “روسيا اليوم” على يوتيوب، بعنوان “لقطات غير ممنتجة: وزير الدفاع الروسي يلتقي الأسد، ويزور قاعدة حميميم الجوية في سوريا”.
وقد ظهرت إحدى الطائرات وهي تحمل قنابل عنقودية، في المشاهد المخفية من الفيديو، حيث يمكن رصدها عبر المرور على الشريط الزمني للفيديو، والتي كان الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف نفى تكراراً استخدام الطيران الروسي لها، مؤكداً أن “الجيش الروسي لا يستعمل هذا النوع من العتاد العسكري في سوريا”.
ومن خلال المشاهد الجديدة التي تم رصدها، أصبح بالإمكان التأكد من أن الطيران الروسي يستعمل القنابل العنقودية المذكورة انطلاقاً من قاعدة حميميم السورية.
ففي هذا المقطع نرى أحد العسكريين يعاين طائرة سوخوي 34 تحمل قنابل عنقودية حارقة من نوع “RBK-500 ZAB 2.5SM “.
فيما يظهر في الفيديو التالي، المشاهد المحذوفة من القناة.
وقنابل الفوسفور الأبيض هي قنابل ذات هدفين رئيسين هما إحداث الحروق، وتشكيل الدخان الأبيض الكثيف الساخن لحجب الرؤية عن الخصم في أرض المعركة. وتنفجر القنبلة الفوسفورية إلى عدة قنابل أخرى، كل واحدة منها قادرة على إشعال حريق، وتتسبب بحروق خطيرة لدى ملامستها للجلد.
ويترسب الفوسفور الأبيض في التربة وفي أعماق الأنهار والبحار وعلى الكائنات البحرية مثل الأسماك، وهو ما يهدد سلامة البيئة والإنسان. فالقذيفة الواحدة تقتل كل كائن حي حولها بقطر 150م، واستنشاق هذا الغاز يؤدي إلى ذوبان القصبة الهوائية، والرئتين. ويصيب دخان هذه القذيفة الفوسفورية الأشخاص المتواجدين في المنطقة بحروق لاذعة في الوجه والعينين والشفتين والوقاية تكون بالتنفس من خلال قطعة قماش مبلولة بالماء.
وتحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، ويعتبر استخدامها جريمة حرب. وتعرّف الاتفاقية الأسلحة الحارقة بأنها كل سلاح أو ذخيرة تشعل النار في الأشياء أو تحدث لهبا أو انبعاثا حراريا يسببان حروقا للأشخاص.
يذكر أن منظمات دولية عديدة منها “هيومن رايتس ووتش” اتهمت سابقاً روسيا باستخدامها وتزويدها النظام السوري بأسلحة محرمة دوليا مؤكدة العثور على هذا النوع من الذخيرة في الحرب الدائرة في سوريا.