“وطن” تحصل على تقرير إستخبارتي خطير يكشف علاقات دحلان ورشيد ودورهما في ليبيا

By Published On: 30 يونيو، 2016

شارك الموضوع:

وطن (خاص) استطاعت “وطن” الحصول على تسريب خطير وهو تقرير إستخبارتي تم ارساله لمخابرات احدى الأنظمة العربية ويضم تفاصيل خطيرة على الدور الذي لعبه القيادي الفتحاوي المفصول والهارب “محمد دحلان” والذي يعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” ويعتبر رأس حربة الثورات المضادة في العالم العربي بالإضافة إلى “محمد رشيد” أو “خالد سلام” الذي عمل مستشارا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكان المسؤول عن “صندوق الإستثمار الفلسطيني” قبل أن يفر هاربا بعد استشهاد عرفات وقد اختلس ملايين الدولارات وحكم عليه قضاء السلطة بالسجن ١٥ عاما ومصادرة الأموال المختلسة وأصدر مذكرة جلب عن طريق “الإنتربول” إلا انه ما زال فارا ويتنقل بين الإمارات والقاهرة وليبيا وعواصم أوروبية.

التقرير الذي طيره ضابط المخابرات الذي تم تكليفه من قبل جهاز بلاده للاستقصاء والاطلاع يركز على فترة الثورة الليبية قبل الإطاحة بـ معمر القذافي ويكشف أسرارا خطيرة تتعلق بدور شخصيات إسرائيلية في محاولة دعم القذافي من خلال دحلان ورشيد

يبدا التقرير المكون من ٩ صفحات وفقد منه فقط الصفحة الثانية بملاحظات ضابط الإستخبارات بقوله: “خالد سلام صاحب شركة استثمار اسمها Mena مقرها في القاهرة. وخلال السنة الماضية نقل معظم نشاطها ومكاتبها إلى ليبيا.

وقامت “وطن” باجراء بحث استقصائي عن شركة “مينا” ولم تعثر سوى على تقرير صحفي واحد من موقع تونسي يسمى “الثورة نيوز” ذكر بعض التفاصيل المفاجئة.

الموقع تحدث في تقريره عن شبهات تلاعب في صفقة إسناد بناء السفارة الفلسطينية في تونس وقال الموقع انه قام بالتحقيق في السجلات للوقوف على الشركة التي اسندت لها هذه المهمة وهي شركة “مينا” بالتعاون مع شركة تونسية تم تأسيسها عام ٢٠٠٧ وتدعى FIRST OPTION PROJECT CONSTRUCTION COORDINATION

ويشير التقرير الإستخباراتي إلى ان خالد سلام ومحمد دحلان تربطهما مصالح مالية وتجارية عديدة أهمها مشروع في دولة Montenegro وهو عبارة عن مشروع سياحي مكون من فلل فخمة جدا وعلى مستوى راق وفي أحد أجمل المناطف المطلة على البحر الأبيض المتوسط. ويؤكد التقرير على العلاقة القوية جدا كما وصفها مع رئيس هذه الدولة وهو Filip Vujanović وهذا الرئيس متهم بقاضيا جنائية عديدة وله ارتباط مالي معهما الاثنين.

ويشير التقرير إلى ان “محمد رشيد” أو “خالد سلام” لديه علاقات مالية على مستوى العالم وتطورت بعضها إلى علاقات سياسية وأمنية وبطبيعة الحال يستفيد صديقه محمد دحلان من هذه العلاقات لخدمة مصالحه المالية والأمنية وأهمها السياسية كما يشير التقرير.

ويؤكد التقرير الذي حصلت عليه “وطن”  بأن معظم مشاريع خالد سلام وشريكه محمد دحلان تمركزت في الآونة الأخيرة في ليبيا وأصبحت المقر الرئيسي لجميع أنشطتهما المالية وذلك بعد أن خسرا مبالغ كبيرة في البورصة العالمية خلال الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة وبهدف تعويض ما خسراه. (التقرير يتحدث عن المشاريع التي يملكها رشيد ودحلان ونقلت إلى ليبيا قبل الإطاحة بمعمر القذافي).

ومن خلال التحقيق الذي أجرته “وطن” فقد تبين أن محمد دحلان استطاع أن يحصل على ثقة الزعيم الليبي الراحل من خلال وساطته بين القذافي والولايات المتحدة لتسوية قضية “لوكربي”. ومن هنا يعرج التقرير إلى مقدمات الدعم الذي قدمه دحلان للقذافي اثناء الثورة التي أطاحت به مؤكدا ان محمد رشيد أو “خالد سلام” تربطه علاقة قوية برجل الأعمال النمساوي وهو يهودي الأصل واسمه مارتن شلاف وهذا الأخير صديق مقرب جداً من وزير خارجية إسرائيل “أفيغندور ليبرمان”.

ومن خلال بحث “وطن” تبين ان شلاف كان يمتلك أسهما في “كازينو أريحا” الذي تم انشاؤه بعد اتفاقية أوسلو من خلال  شركة «كازينو أوستريا» التابعة للملياردير مارتن شلاف بالشراكة بنسبة 23% من الأسهم مع مجموعة من رجال الأعمال مرتبطين برئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، بمن فيهم مستشاره المالي، محمد رشيد.

وقام خالد سلام ببناء علاقة بين سيف الإسلام ومارتن شلاف وهذا الأخير كان متلهفا جدا لهذه العلاقة وكان معجب بسيف الإسلام وتطورت العلاقة فيما بعد.

وهذا ما أكدته صحيفة “هآرتس” واطلعت عليه “وطن” اذ ذكرت صـلات للـمليـارديـر الصـهـيـونـي بعـدد مـن الحـكام العـرب. ومــنـهـا صـداقـته لسـيف الإسـلام الـقـذافـي ومـشـاركـتـه فـي احتـفـال هـذا الأخـيـر بعـيـد مـيـلاده فـي فنـدق فـخـم فـي الـجـبـل الأسـود. وقـد تـوسـط شـلاف بـيـن لـيـبـيـا وإسـرائـيـل لـتغـيـيـر وجـهـة الأسـطـول الـلـيـبـي لـ«كـسـر الـحـصار عن غـزة» من غـزة إلـى الـعــريـش، ونـجـح مـسـعـاه ومـن خـدمـاتـه لإسـرائـيل أيـضـاً دوره فـي الإفـراج عـن المـصـور الإسـرائـيلـي ريـفـريـم حـداد الـمعـتـقـل في ليـبـيا بتـهمـة التجـسس. وقـال المـلـياردير النمـساوي إنه ينـوي إهـداء هذه المـبادرة إلى ليـبرمان، وهو السيـاسي الإسـرائيلي الذي بات يتـبناه دون سـواه، من أجـل تحـسين مـوقـعه لـدى نتـنـياهـو.

ويعود التقرير الإستخباراتي ليؤكد ان محمد رشيد استطاع فيما بعد جمع سيف الإسلام في لقاء مع عمري شارون نجل ارئيل شارون في لندن سنة ٢٠٠٩ اي بعد أن حكمت عليه إسرائيل بالسجن ٩ أشهر بسبب الفساد وتطورت العلاقة بين رشيد وشارون فيما بعد كما يشير التقرير. ويعود ضابط الإستخبارات ليؤكد من خلال تقريره ان لدى خالد سلام ومحمد دحلان علاقات كبيرة مع قيادات إسرائيلية سياسية وأمنية وأيضا لديهم علاقات مع العديد من الشركات التي تعمل داخل إسرائيل وخارجها وهما كانا الجسر الذي عبر من خلاله الإسرائيليون إلى ليبيا.

وينتقل التقرير ليتحدث ببعض التفاصيل عن دور دحلان ورشيد في الثورة الليبية قائلا: تدخل خالد سلام ومحمد دحلان مباشرة في الأزمة الليبية الأخيرة ويلعبان دورا مهما ومؤثرا لصالح القذافي ويوفران الدعم السياسي عبر علاقتهما الدولية وأيضا الدعم الإعلامي عبر المؤسسسات الإعلامية الخاصة بهما وبأصدقائهما والدعم العسكري عبر تهريب الأسلحة. وتحدث التقرير عن ان الاثنين يعتبران اللوبي الأقوى في دعم القذافي وابنه سيف الإسلام ويساندهما في ذلك مجموعات مختلفة هي:

  • * المجوعة الأولى: خالد سلام، محمد دحلان، مارتن شلاف: مجموعة ساويرس، وأحد أمراء العائلة الحاكمة في الإمارات.
  • المجموعة الثانية: سيف الإسلام
  • المجموعة الثالثة: الإسرائيليون: عمري شارون. وشخص يدعى أوزارد رليف “أمني” وآخرون.

ويؤكد التقرير انه في تاريخ ٢ مارس تم عقد لقاء مغلق في فيينا ومستعجل جدا بين خالد سلام ومارتن شلاف وكان هذا اللقاء يتعلق بموضوع توفير أسلحة لمعمر القذافي بسرعة عاجلة. وفي نفس الشهر آذار قام مارتن شلاف بإجراء مكالمة هاتفية مع شخصيات تعمل لحساب دولة بلاروسيا مقيمين في مالطا ويعملون في تجارة السلاح. وطلب منهم توفير أسلحة بجميع أنواعها وبسرعة جدا وبشكل عاجل. وبتاريخ ٩ -٣ في مدينة ميلانو عقد اجتماع وكان عشاء عمل بين كل من خالد سلام ومارتن شلاف ووزير خارجية بلغاريا (ملادنوف) ووزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان وكان الموضوع المطروح معظم الوقت هو ليبيا وسيف الإسلام وناقش المجتمعون الأزمة وكيفية حلها ومساعدة القذافي وكلما كانوا يتفقون على نقطة معينة كانوا يتصلون مباشرة عبر الهاتف مع مستشار سيف الإسلام “محمد إسماعيل” وينقلوا له النصائح والتوصيات بما يتعين فعله على الأرض.

وبتاريخ ٤- ٤ التقي خالد سلام ومحمد دحلان بالعقيد معمر القذافي في طرابلس. وكان الإجتماع سريا وكان الغاية منه توفير المزيد من الأسلحة وأمور اخرى.

ومما يؤكد صحة ما جاء في التقرير الإستخباراتي ان دحلان ورشيد قد نجحا فعلا في الحصول على صفقة أسلحة إسرائيلية لصالح القذافي وهو الأمر الذي دفع اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية “فتح” لفتح تحقيق بالأمر بعد أن طال الحركة الكثير من الإنتقادات. ولكي تنأى قيادة فتح عن تلك الاتهامات اشارت  إلى ان  محمد دحلان، قد تم تعليق مشاركته في اجتماعات اللجنة المركزية، ويخضع للتحقيق في تجاوزات تنظيمية وسياسية (لم يكن قد صدر قرار فصله بعد)، أما بالنسبة إلى السيد خالد سلام (المعروف أيضاً باسم محمد رشيد)، فلا علاقة له بسياستنا التنظيمية والوطنية، لا من قريب ولا من بعيد.”

ويواصل التقرير بأن من يقوم بنقل الأسلحة من قبرص إلى طرابلس شركة مسجلة بإسم طلال للإستثمار ومقرها الرئيسي قبرص وأشار ضابط الإستخابارات في تقريره وقتذاك انه جاري العمل على معرفة أصحابها الحقيقيين. لكنه أشار إلى ان من يشتري الأسلحة من دول العالم وينقلها إلى قبرص ويسلمها هناك شركات إسرائيلية. وذكر اسم أهم شركة قائلا: “من بين الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مجال الأسلحة والاستشارات العسكرية والأمنية وتوفير المرتزقة للقتال والدعاية الإعلامية المضللة لصالح أنظمة وأشخاص شركة تدعى Global. C.S.T يملكها شخص يدعى إسرائيل زئيف وهو ضابط سابق. ومن بين ما قدمته هذه الشركة انها أرسلت خبراء في الإعلام لسيف الإسلام القذافي لتقديم الإستشارات اللازمة.” ويقدم خالد سلام ومحمد دحلان خدمات إعلامية لمعمر القذافي وإبنه وذلك من خلال خبراء إعلاميين محترفين يعملون لحساب دحلان ومقيمون في بريطانيا ويوجهون دعاية إعلامية مضللة عبر الإعلام المرئي والمكتوب والإلكتروني.

ويبدو أن التقرير الإستخبارتي غفل عن حقائق اخرى ذكرها موقع إسرائيلي اطلعت عليه “وطن” من خلال بحثها اذ نشر الموقع العبرى “قضايا مركزية ” تقريرا ذكر فيه أن شركة إسرائيلية هى التى تقوم بتجنيد المرتزقة الأفارقة الداعم الرئيسى لمعمر القذافى فى قمع الثوار الليبيين الذين ينادون بإسقاط الرئيس الليبى.

وذكر الموقع أن هذه الشركة يديرها ضباط كبار أنهوا خدمتهم فى الجيش الإسرائيلى، وتعمل أساسا فى تجارة السلاح بطرق غير قانونية فى عدد من دول القارة الإفريقية.

أخطر ما فى التقرير ما نقلته وكالة “معا” الفلسطينية للأنباء عن الموقع الإسرائيلى بأن رئيس الشركة الإسرائيلية التقى مؤخرا مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي افيف كوخافي، وكذلك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى وزير الجيش إيهود باراك، حيث أعطوا موافقتهم لرئيس الشركة الإسرائيلية لتجنيد المرتزقة من الدول الإفريقية دعما للقذافي، وذلك تحت مبرر تحول ليبيا لدولة إسلامية متطرفة في حال سقط نظام القذافى.

وأضاف الموقع الإسرائيلى أن مسئولا كبيرا فى جهاز المخابرات الليبية، وهو عبد الله السنوسى قد قاد التفاوض للاتفاق مع الشركة الإسرائيلية, حول أعداد من المرتزقة الأفارقة الذين ربما يصلون إلى 50 ألفا بغية مواجهة الثوار بشمال ليبيا الواقع تحت أيديهم.

وعودة إلى التقرير الإستخباراتي فان الفريق الإعلامي عمل على ترويج معلومات وأخبار لإضعاف الثوار ورفع الشرعية عنهم كما يشير ضابط الإستخبارات. ويسهل خالد سلام ومحمد دحلان لقاءات عديدة لمبعوثين من طرف القذافي وإبنه سيف الإسلام إلى دول العالم بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة حيث من يقوم بمهمة التفاوض مستشار سيف الإسلام للسياسة الخاريجة “محمد إسماعيل” والنقاط التي يتم طرحها سراً هي:

  • كيف يمكن أن نجد مخرجا مشرفا لمعمر القذافي ولا مانع من أن يغادر الحكم.
  • وثانيا البحث في ضمانات بأن يكون لسيف الإسلام دورا سياسيا في ليبيا مستقبلا. وكما أكد التقرير الإستخباراتي وقتذاك فان النقاط مرفوضة حتى هذه اللحظة من المجلس الوطني للثورا في بنغازي ومن الدول الأوروبية وأمريكا. وأكد التقرير ان محمد رشيد “خالد سلام” عمل جاهدا لحل الأزمة بجميع الوسائل لتحقيق الهدوء وعودة الأمور كما كانت حيث أنه يعمل على استعادة أمواله من المشاريع والأملاك قبل فوات الأوان.

وفي سلسلة تحقيقات “وطن” سنعرض قريبا عن استثمارات محمد دحلان ومحمد رشيد في صربيا والجبل الأسود ونتطرق أيضا لأسرار خطيرة تتعلق بالشخصية الغامضة التي اختلست ملايين الدولارت من أموال الشعب الفلسطيني “محمد رشيد” وكيف تكونت علاقته مع “محمد دحلان” منذ فترة الزعيم الراحل ياسر عرفات.

وستنشر “وطن” سلسلة تحقيقات عن دور “محمد دحلان” في اغتيال ياسر عرفات.. نرجو من القراء المتابعة.

اقرأ أيضا: “وطن” تحصل على شهادة “عصفور” على فساد “دحلان” و”رشيد”: هكذا ينهبون أموال الفلسطينيين

شارك هذا الموضوع

2 Comments

  1. وعد السماء آت 1 يوليو، 2016 at 2:18 ص - Reply

    إلا يوجد في هذه الدنيا رجل صنديد يوقف هؤلاء المفسدون في الأرض وقووايدهم اللهم لاتصبح لهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر عاجلا غير أجل

  2. خليل الروح 1 يوليو، 2016 at 5:34 ص - Reply

    ” من الصحراء الى الصحراء . انا معاي الملايين” . طلعت شركة اسرائلية تتاجر بالافارقة الفقراء . وسلط على شعبه المرتزقة الاجانب من كل صوب . وقال الناتو عدوان خارجي وخيانة .. مع ان الناتو ينتظر ان يمنحه الفرصة . ولمح الاشارة . وبعد شهر من مقاساة الليبيين لمرحلة اخر انفراد له بهم بعد اربع عقود . هاهو يجمع شرادم المجمرين من كل فج عميق . ليحرقوا الشعب والوطن . كم كانت مسأة الشعب الليبي مريرة .. اظن ان من لا يقف الان مع ثوار ليبيا في وجه كل هذه المؤامرات التي حيكت ضده ولا تزال . لم ينتصر للحرية ولا الانسانية .

Leave A Comment