في يوم وليلة استطاعات لعبة “بوكيمون غو” أن تسيطر على عقول الملايين من مستخدميها، والإنقياد خلفها، وخروج مئات الآلاف إلى الشوارع لاصطياد البوكيمون من هنا وهناك، دون أن يعرف المستخدم الخطورة التي تترتب عليهم.
آخصائي في مجال التطبيقات الإلكترونية أحمد الأسعد أكد لـ”سرايا” أن لعبة بوكيمون تجبر المستخدمين على تصوير جميع ما حولهم، والمنازل الشخصية الخاصة بهم، بالإضافة إلى الأماكن الأثرية والحيوية، وربما في بعض البلدان تصور أماكن ممنوع الإقتراب منها.
وأضاف الأسعد أن اللعبة تعتمد على جذب المستخدم لا إرادياً لها، وتسيره في الطرقات كالجاسوس، يصور جميع الأماكن، والتي تحفظ تلقائياً عند الشركة نفسها.
ولفت إلى أن بعض البلدان منعت استخدام هذا التطبيق وقامت بحظره، كأستراليا، التي نشرت تحذيراً مسبقاً من استخدامها، مع تخوفات أن تحدث أزمات بالشارع أثناء البحث عن البوكيمون.
وبالرجوع للمواد المنشورة عن البوكيمون تبين أن عدد مستخدمي “بوكيمون غو” على أنظمة أندرويد بلغ 60 في المائة بأميركا وحدها.
ويقارب معدل الوقت الذي يقضيه المستخدمون في لعبة “بوكيمون غو” 43 دقيقة يوميا، أي أكثر مما يقضونه على واتساب (30 دقيقة) وسناب تشات (22 دقيقة).
لعبة واقعية أم خيالية؟
لمن لم يجربوا تطبيق “بوكيمون غو” بعد، هذه هي فكرة اللعبة، حيث يوظف التطبيق كاميرا هاتفك الذكي ليضع لك شخصيات بوكيمون الكارتونية في المكان الذي تتواجد فيه.
تقوم بتتبع تحركات بوكيمون عبر الكاميرا وتحاول قطفها لتربح المزيد من النقاط. قد تتحرك مئات الأمتار في رقعة جغرافية كبيرة من دون أن تشعر بذلك.
ويقوم التطبيق بتشغيل نظام تحديد الأماكن لكي يسهل عملية ظهور شخصيات بوكيمون.
انتهاك للخصوصية؟
بعد تحميل هذا التطبيق، يأتيك إشعار ينبهك إلى أنه سيستخدم المعلومات الموجودة على حسابك في غوغل، ما أشعر البعض بالخوف من انتهاك خصوصياتهم.
وإضافة إلى ذلك، فإن رحلة البحث عن شخصيات “بوكيمون غو” قد تقودك إلى أماكن خاصة بأصحابها كأن تدخل إلى حديقة بيت ما، أو حتى داخل سيارة بسبب وجود شخصيات بوكيمون بداخلها.
وتمزج اللعبة بين اسم بوكيمون القديم الذي يرجع إلى عشرين عاما مضت وبين التقنية المتطورة، وتسمح للاعبين بالمشي في أنحاء أحياء حقيقية للبحث عن شخصيات لعبة البوكيمون الإفتراضية عبر شاشات الهواتف الذكية.
وباستخدام تقنية الضوء الإرشادي في اللعبة، يستدرج المجرمون ضحاياهم من مستخدمي اللعبة إلى مناطق نائية أو شوارع جانبية لسرقتهم وتجريدهم مما معهم من متاع.
وفي “وايومنغ” عثرت لاعبة “بوكيمون غو” على جثة طافية فوق سطح أحد الأنهار.
وقالت شايلا ويغنز بعد عثورها على الجثة “كنت أريد الحصول على بوكيمون مائي لذا اتجهت إلى النهر للعثور عليه.. لم أعلم ماذا أفعل.. كنت مذعورة جدا واتصلت بالنجدة وطلبوا مني الانتظار في مكاني حتى تصل الشرطة.”
ويبلغ متوسط وقت استخدام تطبيق اللعبة يوميا 43 دقيقة، أي أكثر من الوقت الذي يقضيه المستخدمون في المتوسط في استخدام برامج واتس آب وإنستغرام.