استهداف أمريكي للنصرة مقابل وقف غارات الروس على المعتدلين و”يا دار ما دخلك شر”

By Published On: 22 يوليو، 2016

شارك الموضوع:

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحامية العسكرية المتقدمة قرب الحدود الأردنية الذي استُخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية استُهدف بغارات جوية الشهر الماضي.

 

فعندما قصفت الطائرات الروسية الحامية النائية في جنوب شرق سوريا الشهر الماضي، دُقت أجراس الإنذار في البنتاغون ووزارة الدفاع في لندن.

 

فلم يقصف الروس موقعا للثوار، وفقا لمسؤولين أمريكيين، إذ استهدفوا قاعدة سرية لعمليات قوات النخبة الأمريكية والبريطانية. في الواقع، انسحبت كتيبة من نحو 20 من القوات الخاصة البريطانية من حامية قبل 24 ساعة.

 

ويقول مسؤولون في الجيش والمخابرات الأمريكية إن الضربات الجوية الروسية التي استهدفت موقعا مرتبطا بوكالة المخابرات المركزية كانت جزءا من حملة موسكو للضغط على إدارة أوباما للموافقة على توثيق التعاون في سماء سوريا.

 

وأفاد التقرير أن الطائرات الروسية قصفت موقعا ناء في سوريا، خلال شهر يونيو الماضي، تستخدمه القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية، ثم ضربت في يوليو مخيما سكنيا لعائلات المقاتلين السوريين المدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن خطر تعرض القوات الأمريكية والبريطانية لخطر الموت في الحامية الحدودية عزز موقف المعارضين لاستيعاب الروس في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية. لكن المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حذروا من أي تصعيد في التورط العسكري الأمريكي في سوريا، وقرروا انتهاج حل وسط.

 

وتوصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى اتفاق مؤقت في موسكو خلال الأسبوع الماضي حول اعتراضات البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ، دعا خصوم الحرب الباردة السابقين للانضمام إلى القوات الجوية في غاراتها ضد جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. واشترطت واشنطن لتخفف أمريكا من عزلة موسكو الدولية، أن توقف روسيا الغارات الجوية على المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة وكبح جماح القوة الجوية السورية.

 

وقالت الصحيفة إن المحادثات لا تزال جارية بين الولايات المتحدة والخبراء الروس حول الاتفاق على تحديد مناطق معينة، حيث سيكون على الروس الحصول على موافقة واشنطن قبل تنفيذ الضربات.

 

ويقول مؤيدو الاتفاق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية إنه سوف يُسمح للولايات المتحدة باستهداف جبهة النصرة في المناطق التي كانت محظورة على طائرات الهجوم الأميركية لعدة أشهر بسبب انتشار القوات الجوية الروسية، وسوف توفر قدرا من الحماية لحلفاء أمريكا في المناطق السورية، حيث كانوا يُستهدفون في الحملات الجوية الروسية وتلك التابعة لقوات الأسد.

 

وأفاد منتقدو الصفقة في البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية إن البيت الأبيض استسلم للبلطجة الروسية، وأعربوا عن شكوكهم في التزام موسكو ببنود الاتفاق. ويرون أن الولايات المتحدة في حاجة لمواجهة الروس بشكل أكثر مباشر. ويشعر مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية بالقلق من تكثيف المعركة بالوكالة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مستوى الصراع في سوريا.

 

وقد نفذت القوات الجوية الروسية منذ تدخلها العسكري نيابة عن بشار الأسد في سبتمبر الماضي مئات من الطلعات الجوية ضد الثار المقاتلين المدعومين من وكالة المخابرات المركزية، مما أثار غضب الولايات المتحدة، وفقا لما أورده تقرير الصحيفة الأمريكية.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية المتمركزة في الأردن عبرت الحدود إلى سوريا في مهام عسكرية، للمساعدة على فرض منطقة عازلة غير رسمية على الأراضي السورية لحماية الأردن من “تنظيم الدولة”، وتلقتقي القوات الخاصة مع حلفائها الثوار في الحامية، التي كانت تُستخدم في البداية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية. وأفاد التقرير أن القوات الخاصة لا تقضي الليل هناك لأسباب أمنية.

 

وكشفت الصحيفة أن كتيبة من نحو 20 من القوات الخاصة البريطانية انسحبت من الحامية قبل أقل من 24 ساعة قبل أن تقتفي الولايات المتحدة أثر الطائرات الروسية يوم 16 يونيو التي استهدفت الحامية، وفقا لمسؤولين مطلعين في الجيش والمخابرات الأمريكية. وأسقطت الطائرة الذخائر العنقودية على الموقع، وفقا لمسؤولين أمريكيين وقادة ثوار.

 

وأوضح مسؤولون أمريكيون إنه بعد هذه الضربة الروسية الأولى، فإن ضباطا في مركز العمليات الجوية للقيادة المركزية التابع للجيش الأمريكي في قطر اتصلوا بنظرائهم في مقر الحملة الجوية الروسية في اللاذقية. وقال الضباط الأمريكيون والروس إن الحامية كانت جزءا من حملة الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، وينبغي ألاَ تُهاجم.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment