القاعدة و”النصرة” تمهدان لفك ارتباطهما في سوريا وتنظيم الدولة أبرز المستفيدين
شارك الموضوع:
“وطن- وكالات” دعا أحمد أبو الخير نائب زعيم تنظيم القاعدة جبهة النصرة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية ما وصفه بجهاد أهل الشام، حيث ذكرت مصادر للجزيرة أن هذا التسجيل يأتي تمهيدا لإعلان مرتقب للنصرة بشأن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
وفي تسجيل صوتي بثته مؤسسة المنارة التابعة للجبهة وجه أبو الخير أتباع تنظيم القاعدة في سوريا بالمضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، مضيفا “نحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر”.
وأشار إلى أن القرار جاء بعد دراسة القاعدة وضع “الساحة الشامية” عسكريا وسياسيا وما فيه من تحديات ومعاناة يعيشها المدنيون قتلا وقصفا وتشريدا، موضحا أنه تقرر بذل الأسباب الممكنة للحفاظ على “الجهاد الشامي” راشدا قويا وسحب “الذرائع الواهية التي يضعها العدو لفصل المجاهدين عن حاضنتهم”، في إشارة إلى الشعب السوري.
واعتبر نائب زعيم تنظيم القاعدة أن المرحلة الحالية شهدت انتشار الجهاد وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة، وهو ما يعني أنه لا ينبغي أن يقاد بعقلية الجماعة والتنظيم بل يجب أن تكون التنظيمات عامل حشد لا تفريق، حسب قوله.
وأورد التسجيل جزءا من كلمة سابقة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري يقول فيها “إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة”.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر للجزيرة أن هذا التسجيل يأتي تمهيدا لإعلان يتوقع أن تصدره جبهة النصرة بشأن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
وفي اتصال مع الجزيرة قال المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد فايز الأسمر إن انفصال النصرة عن القاعدة هو مطلب ثوري وجماهيري منذ فترة طويلة، وذلك “لسحب الذريعة من روسيا وغيرها في قصف الفصائل الثورية”، معتبرا أن ذلك “سيعود بالخير على الثورة السورية” وسيساعد على توحيد فصائل المعارضة.
وتصنف الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة “إرهابية”، وقد تم استهدافها بغارات جوية من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مرات عدة، كما بررت موسكو قصفها مواقع عدة في سوريا بأنه جاء استهدافا لكل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
ويرى مراقبون أن انفاضل جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة سيشكل انتصارا معنويا لتنظيم الدولة الإسلامية الّذي كان قد ألمح في أكثر من مرّة عبر خطابات قيادييه إلى أنّ مصير النصرة سيكون الإنفصال والتشتت، بسبب محاولاتهم المتكررة لإرضاء فصائل المعارضة المعتدلة.
ويعتقد مراقبون أنّ انفصال النصرة على القاعدة سيزيد من شعبيّة تنظيم الدولة في سوريا جماهيريا ولكن في المقابل سيضعفه ماديا لأن الغارات التي كانت موجهة ضدّ مناطق سيطرة جبهة النصرة ستصبح داخل مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
ويقول أنصار تنظيم الدولة إنّ ما تعانيه جبهة النصرة بسبب الحملة الكبيرة عليها من قبل طائرات التحالف وعدد من فصائل المعارضة هو نتيجة لدعاء الناطق الرسمي باسم الدولة أبو محمد العدناني على قيادة جبهة النصرة ودعوتهم إلى المباهلة في كلمته المشهورة “ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين”، وكان ذلك بعدما زعم أبو عبد الله الشامي عضو مجلس شورى جبهة النصرة ولجنتها “الشرعية” العامة في خطاب رسمي طويل أن تنظيم الدولة الإسلامية أشد غلوا من الخوارج الأوائل.