يسري فودة يكشف أسباب اتصال “الشئون المعنوية بالقوات المسلحة” به أثناء برنامجه

By Published On: 29 يوليو، 2016

شارك الموضوع:

قال الكاتب الصحفي يسري فودة، إنه تلقى اتصالاً هاتفياً، أثناء تقديمه حلقة ببرنامجه «آخر كلام»،الذي كان يقدمه عبر فضائية «أون تي في»، يوم 23 ديسمبر 2013، بعد انتهاء الفقرة الأولى من حلقة خصصها لرصد ما يحدث على أرض سيناء على مدى الشهور الستة،(من 30 يونية، إلى يوم إذاعة الحلقة)، واردة من جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.

 

وأوضح فودة في مقال نشره موقع الإذاعة الألمانية،:” حتى انتهت الفقرة الأولى وخرجنا إلى فاصل، فهرول إليّ أحد زملائي وعلى وجهه ابتسامة مندهشة.

 

* أستاذ! الشؤون المعنوية (للقوات المسلحة) اتصلوا وبيسألوني إحنا جبنا الأرقام دي منين

 

– وقلتلهم إيه؟

 

قد يهمك أيضا:

يسري فودة غاضباً: لولا ظهور قناة الجزيرة في عهدها الذهبي لما كان لقناة العربية وجود

يسري فودة: الجنيه اتعوم “لما الصعيدي نادى على البورسعيدي” “فيديو”

يسري فودة: لا يحمل الأفق المنظور لمصر والسعودية إلا الغموض والقلق

 

* قلتلهم زي ما عملنا بالظبط ..

 

وتابع أن ما قام به زميليه مع بقية الزملاء الآخرين هو أنهم جمعوا، بتكليف من فودة، كل البيانات الرسمية الصادرة عن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة خلال الفترة المعنية، من أول يوليو حتى اليوم (23 ديسمبر 2013)، بيانًا بيانًا.

 

وقال إنهم قاموا بدراستها حرفًا حرفًا وباستخلاص المعلومات والإحصاءات معلومةً معلومة ورقمًا رقمًا، ثم قاموا بمهمة حسابية بسيطة في متناول تلميذ الصف الرابع الابتدائي جمعًا وطرحًا وضربًا وقسمة.

 

وتابع انه لدى هذه النقطة ظن أن الأمر انتهى وأنه لم يكن ليتعدى مجرد شغف ضابط صغير عندما رأى أرقامًا تبدو كبيرة و ربما فاته من أين استقوها في البرنامج، مضيفاً :”لكنّ ما علمته أثناء الفاصل الثاني لم يكن ليقبله أي عقل ولا أي منطق.. قال لي زملائي إن اتصالًا هاتفيًا آخر من إدارة الشؤون المعنوية كان غاضبًا وأن ضابطًا كبيرًا قال لهم إنه لم يكن ينبغي عليهم أن يقوموا بجمع أرقام الضحايا حتى لو كانت واردة في بيانات رسمية متفرقة، وأن الوزارة كلها “مقلوبة”.

 

وأردف فودة :”كتمت في نفسي بصعوبة لفظاً مصرياً شعبياً يتكون من ثلاثة أحرف وأنا أجهد في تربية مجموعة منتقاة من الصحفيين الشباب المخلصين المهذبين. “ولا يهمّكم .. أنتم صح و هو غلط .. ولو حد اتصل بيكم تاني حوّلوه عليّ”. بحسب ما نقل موقع المصريون.

 

وقال :”انتحر المنطق في تتويج رائع، يحتل مساحة مأساوية بين الضحك والبكاء، لحالة الهيستيريا التي تلبّست طرفاً من المصريين على مدى الشهور القليلة الماضية”.

 

وتابع :”ويبدو أن المنطق الذي انتحر عندئذ قرر لاحقاً، بعد ذلك بأكثر من عام ونصف العام، أن يعود إلى الحياة مرة ثانية لمدة دقيقة واحدة قبل أن ينتحر مرة أخرى عندما كُشف النقاب، في بداية شهر يوليو 2015، عن مشروع قانون لمكافحة الإرهاب.

 

وأردف :” في ظل مشروع القانون هذا “يُعاقَب بالحبس الذي لا تقل مدته عن سنتين كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية”.

 

وقال :”وهو ما يصعب معه مقاومة طرح هذا السؤال: ما هي إذاً عقوبة ضابط يوبخ صحفيّاً التزم حرفيّاً بنصوص “البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية”؟ وماذا عن نشر أخبار أو بيانات حقيقية تخالف البيانات الصادرة عن الجهات المعنية؟

 

وتابع :” والأكثر طرافة، في ظل مبدأ رديء يفرغ العمل الصحفي الجاد من معناه، وصياغة لغوية أكثر رداءةً في أكثر الموضوعات حساسيةً، أن يقف محامٍ عن متهم بالإرهاب شاهراً بياناً لجماعة “أنصار بيت المقدس” كي يحتج أمام المحكمة: “عدالة القاضي .. هذا، كما هو واضح، بيان رسمي صادر عن جهة معنية!”

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment