“نيويورك تايمز”: نفوذ “أم الدنيا” الإقليمي والدولي انحسر وتبدد
شارك الموضوع:
بعد خمس سنوات من الاضطراب والفوضى السياسية والاقتصادية في مصر، أصبح إحساس بالتشاؤم والكآبة يحوم فوق هذه البلاد التي كانت تقود العالم العربي سياسيا وثقافيا، وأصبحت منكفئة على ذاتها ومهمشة سياسيا بشكل لم تشهده لأجيال.
ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم بشأن النفوذ الإقليمي والدولي لمصر، الذي وصفته بأنه انحسر وتبدد.
وأشار التقرير إلى النفوذ الذي كانت تحظى به مصر، التي يقطنها ربع العرب، في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ونسبت إلى وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي قوله إن مصر أصبحت غارقة في مشاكلها الداخلية، ولا يلوح في الأفق ما يغير وضعها هذا.
لا دور لها
وأوضحت الصحيفة أن مصر الآن لا تلعب أي دور في الأزمات العاصفة بالعراق وسوريا واليمن، أو الحرب ضد تنظيم الدولة، وأن إيران والسعودية تحاولان ملء الفراغ، وتتنافسان بشراسة ربما تكون مدمرة للمنطقة.
وقال التقرير إن مصر ومنذ أن أبرمت اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979، أصبحت نقطة ارتكاز للنفوذ الأميركي في العالم العربي، وإن القوات المسلحة للبلدين ظلت تتعاون بشكل وثيق عقودا، وإن مصر لعبت دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين التنظيمات الفلسطينية، لكنها فقدت ذلك الدور بعد أن انحازت لإسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2014.
وأضاف أن انسحاب مصر من القضايا الإقليمية سلبها أهميتها بالنسبة لأميركا، التي منحتها 76 مليار دولار منذ 1948 في شكل معونات خارجية، ونسب إلى مدير مشروع مجموعة الأزمات الدولية بشمال أفريقيا إيساندر العمراني قوله إن واشنطن تنظر لمصر بشكل عام حاليا بوصفها مشكلة وليست مصدرا لحلول المشاكل.
مصر وأميركا
وأضاف العمراني أنه لولا العلاقات العسكرية وتفضيل البنتاغون أشياء مثل التحرك السريع عبر قناة السويس، فلن تأبه الإدارة الأميركية كثيرا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه وبقمعه وانتهاكه حقوق الإنسان.
وأورد التقرير قائمة طويلة من المشاكل والأزمات التي تواجه مصر، ومنها الحرب ضد فرع تنظيم الدولة بشبه جزيرة سيناء، والاقتصاد الذي ينتقل من أزمة إلى أخرى ويتعثر بسبب انهيار السياحة، حيث انخفض عدد السياح الآن بنسبة تقارب 60% مقارنة بيونيو/حزيران الماضي وفقا للتقارير الحكومية.
وقال أيضا إن قادة مصر لا يجدون وقتا للتفكير في الشؤون الإقليمية، وتجدهم منخرطين في كل الأوقات في التفكير بالتهديدات الفورية، مثل حالة الفوضى بحدود مصر مع ليبيا وبناء إثيوبيا سدا على النيل. حسب ما ترجمته الجزيرة نت.
وكانت الصحيفة استهلت تقريرها بتصريح للسيسي عبر التلفزيون الحكومي في مايو/أيار الماضي حذر فيه المصريين من أنهم “يعيشون في دولة محطمة يحيط بها الأعداء من كل جانب، ولن يتركونها وحدها أبدا”، وحثهم على الاهتمام بها، واصفا إياها “بشبه دولة” وليست دولة حقيقية.