استهدفت إحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء عائلة زوجة صاحب أطول اشتباك معهم الشهيد محمد الفقيه في محافظة قلقيلية، حيث اعتدت مجندات إسرائيليات على زوجته التي تنتظر جنينها الأول بهدف اجهاضها عن طريق الضرب على البطن والظهر تارة والضغط على الكتفين تارة أخرى.
ولم تكتف قوات الاحتلال بالاعتداء على زوجة الشهيد محمد فقد تطاولت على والدها الخمسيني بالضرب والصعق.
وقالت هديل فتحت لموقع “دنيا الوطن” الفلسطيني في بداية حديثها: “حسبي الله عليهم، الذي حدث هو ان مجموعة من قوات الاحتلال مدججة بالسلاح اقتحمت منزلنا الساعة الثانية فجرا، فكنت انا ووالدتي و اخوتي الصغار نائمون، حيث لم يعطونا المجال حتى نستر انفسنا، فدقائق معدودة اصبحوا يصرخون علينا بقولهم (اطلعوا برة البيت اطلعوا برة البيت)، ووالدي لم يكن موجودا في البيت، فقد أخرجونا من المنزل و كانت هناك مجندة تنتظرنا في الطابق الاول من المنزل وقامت بتفتيشنا بأسلوب حيواني وشرس خاصة لي انا حيث ضغطت على كتفي بطريقة مؤذية، كما ضربتني على منطقة البطن والرقبة”.
وأضافت “بعد ذلك نادوا على اسمي و ادخلوني على غرفة لا يوجد بها سوى ضابط و مجندة، قلت لهم :(محمد الله يرحمو و الله معاه شو المطلوب الان)، رد علي وقال: (الان لم يعد هناك خليل)، قلت له: اني من سكان قلقيلية حاليا، ثم اخرجوني على جهة سيارات الاعتقال، فوجدت ان هناك شخصا ممددا على الارض، لم اتعرف عليه في البداية بسبب الظلام، و كان يتوجع و يتقلب من جهة الى جهة وكان صراخه ضعيف، فركزت بالنظر فوجدته والدي، وصرت اصرخ بقولي: (ابعدوا عنو..خلوني اشوفو)، ولكن لم يقبلوا وأخذوا بدفعي وضربي من قبل المجندات على منطقة الظهر الى ان اغمي علي”.
وتابعت بقولها: “في غضون ذلك كانت هناك قوة اخرى قد اقتحمت المنزل و اخذت تعيث فيه فسادا وخرابا وتكسيرا، ولكن عندما وجودوا ان الوضع قد وصل الى حد التأزم انسحبوا، بعد ذلك جاءت سيارة الاسعاف و اخذت والدي الى قلقيلية ولكن عجزوا عن معالجته، ليتم تحويله بعدها الى مستشفى المقاصد ايضا عجزوا عن علاجه،لأنه يعاني من نزيف شديد في الدماغ وتكيس في الرئتين”.
وبينت عودة ان والدها يبلغ من العمر 54 عاما، حيث انهم اعتدوا عليه بالضرب والصعق بطريقة وحشية، لافتة الى ان اول ايام عيد الفطر الماضي اقتحمت قوات الاحتلال المنزل وشرعوا بضربه على وجهه، مشيرة الى انه تم ابلاغهم بانه تم تحويل والدها الى مستشفيات الداخل الفلسطيني.
واستطردت في حديثها “نحن نتوقع ان يعود الاحتلال للاقتحام مرة اخرى، لان الضابط قال لنا في المرة الاولى: (لو قتلنا محمد سنأتي لاعتقالك يا هديل و تنزلي الجنين)”.
واشارت عودة الى ان هذه هي المرة الاولى التي يتم الاعتداء عليها فيها بعد استشهاد محمد، مرجعة ذلك انها كانت في محافظة الخليل، حيث قالت: “كأنهم ينتظرون آتي الى قلقيلية كي استقر بسبب قضاء مدة العدة، مباشرة بعدها بليلة اقتحموا علينا البيت”.
تفاصيل اشتباك محمد مع الاحتلال
وفي تفاصيل عملية الاشتباك التي دارت رحاها بين الشهيد محمد وقوات الاحتلال والذي يعتبر هو الاشتباك الاطول، قالت عودة: “ارسلني محمد الى بيت اهلي في زيارة لمدة ثلاثة ايام، قال لي: (من الممكن ان الا ابقى طويلا، حيث لم اكن اعلم بأن كان يخطط للعملية)، وكانت طريقة كلامه معي طبيعية يوم الثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة يوم العملية، اما السبت كانت اخر مكالمة له معي، حيث قال لي فيها: “ديري بالك على حالك يا هديل، وخليكي مخلصة لي، و انتبهي على قرآنك، و بدي ابني يطلع حافظ لكتاب الله”، ثم ذهب”.
واضافت: “المطاردة دامت 25 يوما ولا اعلم شيء عن محمد، حيث انقطعت الرسائل والمكالمات، وراودنا شك بأن يكون قد تعرض لجريمة عادية، الى ان وصل يوم الاشتباك الساعة 11 مساء حيث حاول والدي تهيأتي بان يكون محمد قد استشهد فتوقعنا الموضوع”.
وتابعت: “كان خبر استشهاده في البداية صعب علينا كثيرا، الى ان وصلت الساعة الخامسة والنصف صباحا فقد اكد الاعلام ان محمد استشهد، حيث كان في منطقة اسمها صوريف في محافظة الخليل، داخل بيت متحصن فيه مكون من اربعة طبقات”.
واكدت ان محمد كان يستخدم وسيلة التمويه، موضحة انه كان يضيء ويطفئ الغرف حتى يبين للاحتلال ان هناك اكثر من شخص داخل البيت.
وقالت: “في كل مرة يطلق فيها النيران كان يكبر بطريقة عالية و كأن الملائكة معه، حيث قال لنا شهود عيان ان اخر كلام محمد (الله اكبر .. الله اكبر)، (رضاكي يما.. رضاكي يما .. رضاكي يما)، وبعدها الشهادتان ثم استشهد، حيث قالوا ان رائحة المسك كانت تفوح منه، كان مبتسما، ففي احدى الصور كانت تظهر ان هناك حجرا سطرت دماءه عليه كلمة الله”.
وأضافت: “كان محمد خلال فترة اطلاق النار يحرص على صلاة الفجر وباقي الصلوات ثم يعود للاشتباك مرة اخرى”.