تفاصيل تنشر لأول مرة عن الليلة الأخيرة في حياة الشهيدة أسماء البلتاجي
نشرت حركة “نساء ضد الانقلاب” كواليس الليلة الأخيرة لاستشهاد أسماء البلتاجي، ابنة المناضل الدكتور محمد البلتاجي، والتي ارتقت شهيدة خلال مجزرة فض اعتصام “رابعة” في 14 أغسطس 2013.
وقالت الحركة- عبر صفحتها على فيس بوك- إن أسماء أصرت ليلة الاعتصام الأخيرة على البقاء بالميدان لليوم التالي والجلوس حتى العصر، على الرغم من إلحاح والدتها عليها بالعودة للمنزل للراحة بعض الوقت والعودة مرة ثانية، حيث لم تكن لهم خيمة مخصصة، بل كانوا يتجولون وسط الثوار في الميدان.
وتروي الصفحة، عن صديقتها أسماء الخطيب، أنها رأتها قبل مجزرة الفض بساعة عند المركز الإعلامي، ثم رأتها بعد استشهادها وكأنها أصغر مما كانت عليه خلال حياتها.
وأشارت الصفحة إلى أنه “مع بداية مجزرة الفض كانت أسماء واقفة عند المنصة تهندم هدومها وتظبط طرحتها، والكل واقف يبصلها ومستغرب من اللي هي بتعمله”، مشيرة إلى أن “واحدة من أصحابها اتصلت بها قائلة لها: يا أسماء حاولي تطلعي من الميدان.. الوضع خطير، ردت قائلة: أنا مستعدة لأي حاجة أنا نفسي أشوف ربنا”.
وذكرت الصفحة أنه “مع بدء مجزرة الفض برمي قنابل الغاز، لم تتحمل أسماء فشعرت باختناق، وقامت والدتها بغسل وجهها بالخل، إلا أنها طلبت من والدتها أن تتوضأ، ثم قامت وصلت ركعتين وسط الضرب، مشيرة إلى أنه بعد سقوط عدد كبير من الشهداء طلبت أسماء من والدتها الذهاب للمستشفى الميداني، لكن والدتها رفضت لأن الأوضاع كانت صعبة جدا، إلا أن أسماء قبلت والدتها وذهبت”.
وأضافت الصفحة أن والدة أسماء اتصلت بها كثيرا إلا أنها لم تكن ترد، وبعد دقائق وصلها خبر إصابتها برصاصة، ولما وصلت والدتها وجدتها تنزف بغزارة، إلا أن أسماء كان تردد “يا رب، يا الله”.
ونقلت الصفحة عن الدكتور أحمد فهمي، معالج أسماء، قوله: “إن الرصاصة اخترقت الصدر وأحدثت تهكتا في الرئة والطحال، فأتوا لها بجراح يركب لها أنبوبة صدرية كي تخرج الدم النازف داخل الصدر”، مشيرا إلى تركيب 4 لترات محاليل لتعويض الكم الهائل الذي فقدته من الدم.
وتضيف الصفحة “في البداية لم يكن هناك مكان فاضي داخل المستشفى، فتركتها والدتها بالمستشفي وحيدة من أجل إفساح المجال لإنقاذ حياة جريح، مشيرة إلى استمرار نزيف أسماء لمدة 3 ساعات، لأن الرصاصة أصابت “شريانا”، وبالتالي كان لا بد من نقل أسماء إلى مستشفى ﻹنقاذها، لكن كان دخول الإسعاف للميدان ممنوعا، وحتى المستشفى الميداني كان بيتضرب عليه غاز ونار وبداخله المصابين والشهداء”.
وتابعت الصفحة “بعد ذلك بفترة توقف قلب أسماء، وحاول الأطباء عمل إنعاش قلب رئوي لها دون فائدة، فصعدوا بها إلى غرفة العمليات لتركيب محلول دم لها، إلا أنهم فوجئوا بأن “بنك الدم” تهدم، فدخلت في غيبوبة لمدة ربع ساعة لفظت بعدها أنفاسها الأخيرة”.
ربي يرحمها ويثبت والديها
إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم ارحمها و تقبلها عندك مع الشهداء وا صلح مصر و أهلها و احفظ أمة محمد من الفتن
أسماء عنوان الألتزام فتاة صغيرة السن لكنها أكبر من أشخاص كثر فضلو الدنيا على الدين رحمة عليها حورية الجنة