واشنطن تايمز: استخدام روسيا للقواعد العسكرية الإيرانية يؤشر إلى تراجع الهيمنة الأمريكية

رأت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية، أن استخدام روسيا للقواعد العسكرية الإيرانية في مدينة همدان لشن غارات في سوريا يؤشر إلى تراجع للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط مع حضور لافت للدور الروسي في المنطقة، والتي دخلت من باب الحرب في سوريا قبل نحو عام من الآن.

 

وتشير الصحيفة إلى أن موسكو نجحت مرة أخرى في الالتفاف على واشنطن، من خلال المباشرة بإطلاق قاذفاتها الصاروخية انطلاقاً من قاعدة في إيران، وهو ما رأى ستيفن براين، المسؤول السابق في البنتاغون، أنه يمثل بداية النهاية للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، مبيناً أن الروس أدركوا اللعبة جيداً وأن نفوذهم يتنامى عبر إيران ونفوذهم بالعراق وأيضاً عبر سوريا.

 

ويؤكد براين أن الصفقة النووية التي أبرمتها واشنطن مع طهران لم تأت بنتائج سياسية، مبيناً أن السماح الإيراني لروسيا باستخدام قواعد عسكرية يعتبر هزة عنيفة في معايير السياسة بالشرق الأوسط.

 

موسكو التي سبق لها أن فاجأت واشنطن العام الماضي بإرسال طيرانها إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد، شنت عشرات من الغارات الجوية على مناطق سورية مختلفة، واستهدفت فصائل سورية معارضة ومدعومة من قبل واشنطن، واتهمت من قبل أمريكا بأنها تستهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات؛ الأمر الذي زاد من حدة الهجرة السورية إلى أوروبا، وبالمقابل فإن التدخل الروسي عزز من قبضة الأسد.

 

وخلاصة القول بحسب ما تنقله الصحيفة عن محللين، أن موسكو قررت تحدي واشنطن في الشرق الأوسط بعد أن اعتمد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على استراتيجية للتوسع في منطقة الشرق الأوسط والخليج والعربي التي كانت تعد سابقاً مناطق نفوذ وهيمنة أمريكيتين. بحسب ما نقل موقع “الخليج أونلاين”.

 

الجنرال الأمريكي المتقاعد توماس مكينبرني، الطيار السابق، وصف ما تقوم به موسكو من تمدد في الشرق الأوسط بأنه “التفاف” على واشنطن ومناطق نفوذها، فبالإضافة إلى توسيع نفوذ موسكو في المنطقة فإن موسكو بدأت بضرب حتى حلفاء واشنطن في سوريا من الفصائل السورية المعارضة التي صرفت عليها واشنطن.

 

وعلى الرغم من ادعاءات موسكو بأن حملتها العسكرية هي لضرب معاقل تنظيم الدولة، إلا أن التصريحات الصادرة من واشنطن تؤكد أن مجمل القصف الروسي خلال الفترة الماضية تركز على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والمدعومة من قبل الغرب؛ الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة بالمدنيين وأسهم بشكل واضح في تعزيز سلطة بشار الأسد.

 

وتنقل الواشنطن تايمز عن الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد ديبتل قوله، إن العمل العسكري الأمريكي الضعيف ضد تنظيم الدولة هو من أفسح المجال أمام روسيا للتدخل، مشيراً إلى أن الخشية الآن هي أن تقدم روسيا على أعمال حربية بحرية في الخليج العربي ومضايقة السفن المارة عبر مضيق هرمز، وهو أمر بات يقلق أمريكا على ما يبدو.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث