معظمهم من المسيحيين.. هذه شهادات لأجانب تطوعوا لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”

By Published On: 21 أغسطس، 2016

شارك الموضوع:

“وطن-أ ف ب” يتزايد عدد المتطوعين الغربيين الذين يريدون التوجه إلى العراق للقتال ضد تنظيم الدولة، وبعضهم كان حتى وقت قريب يخدم في جيش نظامي في الغرب.

 

المعطيات الدقيقة في هذا الصدد نادرة، لكن الشهادات التي جمعت من رفاق لهم في الجبهة تدل على ما يبدو على أن هؤلاء المتطوعين يريدون الإسراع في الذهاب، مقتنعين بأن تنظيم الدولة يمكن أن يهزم قريبا في العراق وسوريا.

 

وقالت الوكالة الفرنسية إن التنظيم خسر مواقع على الأرض، وحوالي 45 ألف مقاتل منذ سنتين، بحسب الولايات المتحدة، التي تقدر عدد هؤلاء المقاتلين بما بين 15 و30 ألف رجل، معتبرة أن تنظيم الدولة يلقى صعوبة متزايدة في التجنيد والتعويض عن قتلاه.

 

“النهاية قريبة”

وانخرط لويس بارك، البالغ من العمر 26 عاما، والمنحدر من تكساس، للمرة الثانية في حزيران/ يونيو في صفوف مليشيا مسيحية في العراق، قائلا إنه لاحظ “ارتفاعا كبيرا للطلبات من جانب متطوعين غربيين محتملين”.

 

وأكد بارك الذي خدم سابقا في قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وقاتل في أفغانستان، إن “الناس يعلمون أن النهاية باتت قريبة ويحاولون الانضمام إلى المعركة طالما أنه لم يفت الأوان”.

 

وانخرط بارك، وهو مسيحي في صفوف “دويخ ناوشا” (أي التضحية بالنفس)، وهي مليشيا لمسيحيين آشوريين تتعاون مع المقاتلين الأكراد، البيشمركة، المدعومين من أمريكا، وتتولى هذه المليشيا مهمة حماية القرى إلى نحو ثلاثين كيلومترا شمالي الموصل.

 

وأوضح من مكان غير بعيد عن خط الجبهة، أنه يتلقى “طلبات للاستعلام من العالم أجمع، 60 أو 70 طلبا منذ أن عدت”.

 

وتفيد دراسة أخيرة نشرها معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز دراسات مقره في لندن، أن أكثر من ثلث الـ300 مقاتل أجنبي ضد تنظيم الدولة الذين تابعهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي هم من الأمريكيين.

 

أما دوافعهم للانضمام إلى جبهة القتال فهي مختلفة، لكن غالبا ما تكون مرتبطة بالحاجة إلى فعل شيء ما، وبالخيبة لما يعتبرونه ردا غير كاف من قبل المجتمع الدولي على الجرائم التي يرتكبها تنظيم الدولة.

 

ولفت تقرير “معهد الحوار الاستراتيجي” إلى أن “المأخذ الوحيد يتعلق بالفظائع المرتكبة بحق المدنيين، ويتهم عدد كبير منهم (المتطوعين) قادة العالم بصم آذانهم حيال معاناة ضحايا النزاع”.

 

وذهب الجندي السابق في المارينز إلى العراق لأنه يشتاق لحماسة القتال، ولأنه يريد خدمة القضية أيضا.

 

“مفلس ومحبط”

وقال متطوع آخر ملقب بـ”مايك” إنه يتلقى نحو اثنتي عشرة رسالة يوميا من أناس يريدون الانضمام إلى صفوف المقاتلين المعادين لتنظيم الدولة، وقبل حتى سنة كان يتوجب انتظار أسبوع لتلقي هذا الكم من الرسائل، بحسب قوله.

 

لكن تزايد عدد المتطوعين الأجانب الذين يتوجهون إلى كردستان العراق يطرح مشكلة أمام السلطات التي تنظر بقلق إلى هؤلاء الرجال وعتادهم.

 

وأضاف “مايك” وهو جندي نرويجي سابق من أصل كردي، أن “نصيحتي إلى هؤلاء المتطوعين هي عدم المجيء إلى هنا”.

 

وقال هذا المتطوع البالغ من العمر 31 عاما، محذرا: “من المرجح جدا أن لا يسمح لهم بالقتال وسيعودون محبطين ومفلسين”، قائلا إن “الحكومة الكردية تواجه ضغطا هائلا لمنع المتطوعين الغربيين من الالتحاق بالجبهة”.

 

وأوضح أنهم يضعونهم غالبا على خطوط جبهة حيث لا يحدث شيء أو في مخيمات حيث يكونون في آمان ويستطيعون التقاط صور لأنفسهم مع معداتهم وأسلحتهم لنشرها على صفحاتهم على “فيسبوك”.

 

وتعج شبكات التواصل الاجتماعي بصور مقاتلين متطوعين، يظهرون أحيانا جثث مقاتلين أو يروون عن رتابة الحياة على الجبهة.

 

ولـ”بارك” و”مايك” عشرات الآلاف من المتابعين لحساباتهما على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”.

 

وتأتي معظم طلبات الاستعلام من أمريكيين بحسب “مايك”، ولكن أتت أيضا طلبات من جانب أوروبيين وأستراليين وحتى من إيراني.

 

وقال “مايك” “أتصور ما يقوله الناس بأن تنظيم الدولة الإسلامية بات منهكاً ويودون القول لأولئك الذين بقوا في البلاد أنهم حاربوه في ساحة المعركة”.

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment