“والا”: زعماء عرب التقوا بمسؤولين إسرائيليين في أماكن سرية ونسوا القضية الفلسطينية

قال موقع “والا” الإخباري العبري, إن الأسابيع الأخيرة شهدت تطورا هاما للغاية بالنسبة لإسرائيل, تمثل في التقارب مع عدد من الدول العربية, إلا أن تل أبيب ما زالت تتكتم على الأمر.

 

وأضاف الموقع في تقرير له  أن “التطورات غير المسبوقة في العلاقات مع الدول العربية, وصلت حد إجراء مسئولين إسرائيليين محادثات مباشرة مع عدد من الزعماء العرب، سواء كانت هاتفية أو باللقاء في مكان سري”, حسب زعمه .

 

وتابع ” هذه المحادثات ركزت على بحث التهديدات المشتركة لإسرائيل وهذه الدول العربية, فيما لم تتصدر القضية الفلسطينية حيزا مهما في المحادثات”.

 

واستطرد الموقع ” هذه المحادثات أكدت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية إحداث التقارب السياسي مع هذه الدول العربية دون إحداث اختراق في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين,  بل إن هذا التقارب مع عدد من الدول العربية يمكن أن يتواصل أيضا مع استمرار البناء في المستوطنات بالقدس الشرقية والضفة الغربية”, على حد قوله.

 

وكان الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان, قال أيضا إن التقارب العلني الملحوظ بين القاهرة وتل أبيب, هو مجرد واجهة لعلاقات سرية أعمق بكثير بين مصر وإسرائيل, حسب زعمه.

 

وأضاف ميلمان في مقال له بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني في 21 أغسطس، أن العلاقات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة, بلغت مراحل أعلى بكثير مما كانت عليه خلال سنوات الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وأشار إلى أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس في 10 يوليو الماضي, كان أبرز دليل على تطور علاقات البلدين إلى آفاق بعيدة.

 

وتابع “إسرائيل حصدت سريعا ثمار زيارة شكري, حيث وافقت مصر في سابقة من نوعها, ومفاجأة غير متوقعة أيضا, على عدم طرح مشروع قرار أمام اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر القادم, يطالب بإخضاع منشآت إسرائيل النووية للتفتيش الدولي”, على حد ادعائه.

 

وخلص ميلمان إلى القول :” إن تحالفا استراتيجيا بدأ يتشكل مؤخرا بين القاهرة وتل أبيب”.   وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية, قالت أيضا إن إسرائيل ما زالت تحقق مكاسب كبيرة على الصعيد السياسي بفضل التقارب غير المسبوق في علاقاتها مع مصر.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 أغسطس, أنها حصلت على برقية سرية أرسلت إلى عدة سفارات إسرائيلية في العالم، تؤكد أن المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيعقد في فيينا في سبتمبر المقبل, لن يتخذ أي قرار ضد إسرائيل. وتابعت ” الوثيقة تؤكد أن الدول العربية وعلى رأسها مصر لن تضغط باتجاه التصويت على مشروع قرار يطالب بفرض رقابة دولية على المنشآت النووية الإسرائيلية”, حسب زعمها.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الدول العربية التي كانت تضغط بقوة على إسرائيل كل عام خلال اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ستمتنع هذا العام عن تحركاتها ضد إسرائيل. وتابعت ” في الرابع والعشرين من يونيو الماضي، بعث مندوب إحدى الدول العربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالةً إلى المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، طلب فيها إدخال موضوع القدرات النووية الإسرائيلية إلى جدول أعمال المؤتمر العام، لكن من دون إرفاق طلب بإجراء تصويت على مشروع قرار يطالب بفرض رقابة دولية على المنشآت النووية الإسرائيلية مثلما كان يحدث في السنوات الماضية”.

 

واستطردت الصحيفة “هذا التطور ما كان ليحدث لولا التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب”, على حد ادعائها. وكان الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم, زعم أيضا في وقت سابق أن مصر عرقلت مؤخرا تحركا جديدا كان من شأنه أن يضاعف الضغوط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات, أو تجميدها.

 

وأضاف بن مناحيم في مقال له بموقع “المعهد الأورشليمي” الإسرائيلي في 31 يوليو الماضي, أن مصر رفضت طلبا تقدم به أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قبل أسابيع لعقد اجتماع للجنة الوزارية الرباعية التابعة للجامعة العربية، التي تضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات، لوضع جدول زمني ينتهي بإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.  وتابع أن الموقف المصري كان صارما في رفض الطلب الفلسطيني الساعي لإصدار موقف عربي ضد المستوطنات، وذلك في إطار خشية القاهرة من أن يؤدي هذا التحرك إلى عرقلة المبادرة, التي طرحتها قبل شهور لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

واستطرد “إن إسرائيل تفضل المبادرة المصرية لأنها تهدف لعقد قمة إقليمية للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، وهو ما تجد فيه تل أبيب فرصة للتقارب مع الدول العربية”. وخلص بن مناحيم, وهو ضابط سابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية, إلى القول :” إن المبادرة الفرنسية, على العكس, تريد فرض حلول على إسرائيل ووضع جدول زمني لانتهاء المفاوضات والانسحاب إلى حدود عام 1967 , ولذا ترفضها تل أبيب بشدة, وتتجاوب فقط مع المبادرة المصرية”. وكانت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية, قالت أيضا في وقت سابق إن اللقاء الذي جرى في 10 يوليو الماضي بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس, أظهر بوضوح التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 يوليو الماضي , أنه رغم أن كثيرا من المصريين يعارضون إسرائيل بسبب احتلالها الضفة الغربية والقدس, إلا أن زيارة شكري كشفت أن “مصر صديق فريد لإسرائيل”, حسب زعمها.

 

وتابعت ” إسرائيل تشيد بالنظام الحالي في مصر, وتعتبره حليفا ضد المتطرفين, رغم الرفض الشعبي في مصر لها”.   واستطردت “مصر وإسرائيل تتبادلان أيضا المعلومات الاستخبارية لمحاربة حركة حماس في غزة وتنظيم الدولة في سيناء”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تثق أيضا في الجهود المصرية بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين, ولا تثق في المبادرة الفرنسية.

 

وخلصت “كريستيان ساينس مونيتور” إلى القول :” الأمور السابقة تجعل القاهرة صديقا فريدا لتل أبيب”, حسب تعبيرها. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى الأحد الموافق 10 يوليو الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، فيما قال مسئول إسرائيلي إن هذا اللقاء سيمهد لزيارة نتنياهو لمصر.

 

والتقى شكري مع نتنياهو مرتين، الأولى بصفته وزيرا للخارجية وتناول معه مجمل القضايا السياسية، والثانية على مأدبة عشاء في مقر إقامة نتنياهو في القدس الغربية، حيث نشرت صورة جمعت الاثنين وهما يشاهدان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية. وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري لإسرئيل منذ تسع سنوات.

 

وقالت “الجزيرة”, إن نتنياهو استقبل شكري في منزله بالقدس المحتلة, وعقد معه لقاء ثانيا على مأدبة عشاء نظمها على شرفه.

 

وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها إن زيارة شكري “تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية”.

 

وتمحورت الزيارة حول إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما تناولت العلاقات الثنائية في ظل ما تصفه القاهرة وتل أبيب بأنه وضع مضطرب في المنطقة يتنامى فيه خطر الإرهاب.

 

ونقلت “الجزيرة” عن مسئول دبلوماسي إسرائيلي قوله إن اجتماع نتنياهو وشكري تم في أجواء وصفها بالجيدة للغاية, في حين ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن زيارة وزير الخارجية المصري قد تأتي في سياق تحضير زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو إن حل الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود ستكون له آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط, وأضاف أن حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) في المتناول.

 

ومن جهته, دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة تماما منذ إبريل 2014 إثر فشل مساع قادها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ويرى البعض أن زيارة وزير الخارجية المصري تعتبر خطوة متقدمة, فيما اعتُبر مسارا من التقارب بين القاهرة وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة. وحسب مراقبين, شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية الرسمية دفئا ملحوظا في الفترة الأخيرة, حيث أعيد فتح سفارة تل أبيب في القاهرة، وأرسِل سفير مصري إلى إسرائيل بعد سحبه عام 2012

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى