بعد سنوات من الحصار والتجويع.. مدينة العنب “داريا” وصمة عار في جبين الإنسانية

وطن- تمكنت مدينة داريا من الصمود وتحدي التجويع والحصار لأربعة أعوام، رغم المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات النظام وميليشيات حزب الله والتي راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء والعجائز.

مدينة حمل أبناؤها الورد والماء في مظاهراتهم السلمية، فقوبلوا بالرصاص والأسلحة الثقيلة والكيماوية، وحوصروا لسنوات عدة، فلم يطلقوا نداء استغاثة، ولم يوجهوا صرخة للعالم، لتيقنهم أن شعارات الإنسانية المزيفة لن تقدم ولن تؤخر لتضحياتهم الكبيرة.

علمت داريا النظام، وقبله المعارضة كيف يمكن أن تكون مناضلاً نظيفاً، ولا تقودك أموال دافعي ثمن السلاح، لكن الحصار الخانق والتآمر والخذلان الذي واجهها من كل حدب وصوب، وبالأخص جارتها درعا التي نامت نومة أهل الكهف، أجبرت ثوارها إلى التوصل لاتفاقٍ مع وفدٍ تابع للنظام السوري، يقضي بخروج المدنيين والعسكريين من المدينة.

وينص الاتفاق على خروج “جميع” مدنيي داريا ومقاتليها منها برعاية الأمم المتحدة، وإخلائها بالكامل من سكانها، و سيُخلى المدنيون إلى الغوطة الغربية، أما المقاتلون فسيخرجون إلى محافظة إدلب شمال سوريا.

وتعرضت مدينة العنب كما يسميها أهلها، لأكبر حملة إبادة جماعية طوال السنوات الأربع الماضية، من قصف جوي بالبراميل المتفجرة والنابالم الحارق المحرم دولياً، والقصف الصاروخي بصواريخ الأرض أرض، وتدمير غالبية أحياء المدينة بنسبة تتجاوز 90%، وكل حياة فيها.

ورغم أن المدينة تلقت من اللجنة المفاوضة وعوداً بإخراج المعتقلين من النساء والأطفال، وتأهيل المدينة لعودة المدنيين تدريجيًا لها، إلا أن أهلها باتوا على يقين أن الجميع خذل تلك المدينة التي أعطت دروساً للعالم أجمع في الصمود وتحدي الحصار وسياسة التجويع والأرض المحروقة.

وكانت داريا من أول الأماكن التي شهدت احتجاجات سلمية ضد حكم الأسد وقاومت المحاولات المتكررة التي قامت بها قوات النظام مدعومة بميليشيات حزب الله وطائرات روسية لإعادة السيطرة عليها.

Exit mobile version