أكد عدد من السياسيين المصريين أن شعبية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تراجع كبير وهو ما قد يعجّل باندلاع ثورة شعبية أخرى.
واختلف السياسيون حول ما صرح به السيسي من نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية إذا ما أراد المصريون ذلك، فمنهم من رأى أن السياسات الحالية التي يتبعها نظام “السيسي” لا تؤهله للترشح لفترة ثانية، مؤكدين انخفاض شعبتيه إلى الحد الذي ربما يحمل معه مفاجآت الفترة القادمة، وآخرين رأوا أن الساحة السياسية حاليا لا تسمح بمنافس حقيقي للرئيس.
وقال السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الديمقراطي، إنه لا يعرف أي شعبية أو إرادة يتحدث عنها السيسي، إذا كان كل المحيطين به نجحوا في أن يفقد الرئيس ما تبقى من شعبيته بسبب تصرفاتهم، متوقعا أن تشهد الفترة القادمة مفاجأت من الشعب ربما لا يصل معها الأمر لانتخابات رئاسية ثانية إذا استمر نفس النهج والسياسات المتبعة.
وأوضح مزوق لـ”مصر العربية”، أن الناس “وصلت لآخرها” بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات والتضييق على المجال العام وقمع الحريات، مضيفا أن من يتحدثون عن انتخابات ثانية لا يقرؤون الواقع من حولهم والشعور بالغضب لدى تيار شعبي جارف تحت السطح سيقدم مفاجآت لا يتوقعها أحد.
وتابع:” أتصور أن الفترة القادمة حبلى بالمفاجآت، والذين بدؤوا منذ الآن يجهزون للاحتفالات والطبول والزغاريد مبكرا سوف يصدمون بالمفاجآت التي تنتظرهم”، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام بدأت حملة انتخابية مبكرة للرئيس الحالي حتى قبل أن يُكمل عامه الثالث على الحكم في فترته الرئاسية الأولى.
وأردف مرزوق، أن كل إمكانيات الدولة توظف حاليا لانتخاب الرئيس لفترة ثانية، ولكن هؤلاء لا يدركون أن هناك تيار قوي تحت السطح لا يبدو ظاهرا ولكنه قوي سيلعن عن مفاجأته خلال الفترة القادمة، وسيجعل أولئك الذين يطبلون تحت عرش أي رئيس إما طمعا في ذهب السلطان أو خوفا من سيفه، يشعرون بخيبة أملهم فيما يخططون.
وأشار إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي استمر في الحكم 30 عام سيسقط في 18 يوما، مستطردا أن على هؤلاء الذين يخططون لانتخاب السيسي فترة ثانية أن يراجعوا حساباتهم لأن الشعب يجهز لمفاجأت عديدة، “الناس ملوا” من أسلوب الجباية واستنزاف القروش القليلة المتبقية في “جيبوهم”.
وقال محمد القصاص، عضو المكتب السياسي بحزب مصر القوية، إن الساحة السياسية لا تسمح بوجود منافس للسيسي في انتخابات الرئاسة 2018، وذلك حتى الآن لكن قد يكون هناك مرشح قوي العام المقبل، لافتا إلى أن إعلان الرئيس ترشحه لفترة ثانية جاء مبكرا دون حاجة تستدعي لذلك .
ورأى القصاص، أن إعلان الرئيس الترشح ربما يكون ردا على دعوات بعض القوى السياسية لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو طرح البديل السياسي أو تشكيل فريق رئاسي، منوها إلى أن الحكم العسكري يبدو ديمقراطيا من حيث الشكل فقط بإجراء انتخابات ولكنه من غير المتوقع أن يترك الحكم.
وأرجع عدم وجود مرشح قوي أو منافشة حقيقية حتى الآن، إلى ما وصفه بـ” القتل المتعمد للحياة السياسية وتشويه كل الرموز السياسية وضعف البرلمان”، مضيفا أن الحكم الحالي عنيف ولن يسمح بوجود أي مرشح أخر أمامه.
واعتبر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أنه من المبكر الحديث عن انتخابات الرئاسة 2018، لافتا إلى أنه السيسي اضطر لإعلان ذلك نتيجة الضغوط عليه حول ترشحه، مشددا أنه لابد من أن تكون هناك منافسة حقيقية بين عدد من المرشحين.
وأضاف، أنه من الصعب توقع المرشحين المنافسين للرئيس في الوقت الحالي خاصة أنه لم تعلن أي شخصية ترشحها، حتى أن عصام حجي طرح فكرته للبديل والفريق الرئاسي بشكل نظري دون أن يعلن ترشحه أو يحدد أسماء لذلك، مؤكدا أنه من الصعب التكهن بأسماء بعينها يمكنها طرح نفسها.
ولفت إلى أنه هناك أسماء يتم طرحها في الصحف والإعلام مثل التي رشحها مدير من خلدون للدراسات الإنمائية الدكتور سعد الدين إبراهيم “حسام بدراوي ومصطفى حجازي”، وهي أسماء ليست لها أي أرضية، بحد قوله، مشيرا إلى أنه لا أحد يعرف ماذا سيجرى خلال العاميين القادميين، ففي عهد مبارك ترشح أيمن نور وحصل على مليون صوت ولم يكن أحد يتوقع أن يحصل على هذه الأصوات.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد قال في حواره لرؤساء الصحف القومية الأحد الماضي، إنه رهن إرادة الشعب المصري، وإذا كانت إرادة المصريين أن يخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى سيفعل ذلك.