“هآرتس”: إسرائيل خططت في الثمانينات لمد جسور العلاقة مع العراق وفشلت لهذه الأسباب
“وطن – ترجمة خاصة” كشف دبلوماسي إسرائيلي عن محاولات بذلتها تل أبيب خلال ثمانينات القرن الماضي بهدف نسج العلاقات السياسية والاقتصادية بين إسرائيل والعراق في ذروة الحرب بين إيران والعراق، لكن في نهاية الأمر فشلت الخطة، ولم يحدث شيئا من ذلك.
وأضافت صحيفة “هآرتس” في تقرير ترجمته “وطن” أن اسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل السابع وشمعون بيريز الذي خلفه بذلا جهودا واسعة من أجل مد جسور العلاقات مع العراق، لكن لم يتحقق أي شيء من ذلك، حيث كانا يتطلعان لخلق كتلة سياسية تربط العراق والأردن وإسرائيل ومصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن عام 1984 كان حربا بلا هوادة بين إيران والعراق، وهنا تبادرت فكرة في ذهن نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، حنان بار أون، لتقوية علاقات إسرائيل مع العراق عبر خط أنابيب في كركوك شمال العراق ويمر بميناء حيفا.
وأوضحت هآرتس أنه في تلك الأيام، أنشأت شركات أمريكية طريق بديل لأنابيب النفط، والتي بدأت في المملكة العربية السعودية، ووفقا للخطة الأصلية، كان من المفترض أيضا أن يمر هذا الخط إلى حيفا، ولكن نظرا للحرب، أوقفت العراق خط أنابيب النفط وبدأت في الضخ عبر طريقا بديلا من خلال مرتفعات الجولان، التي كانت تسيطر عليها سوريا، وصولا إلى صيدا، التي أنشأ بها ميناء النفط.
واستطردت الصحيفة أنه في ذلك الوقت، اعتقدت حنان بار أن إسرائيل يمكن أن تقدم للعراق مجموعة متنوعة من الخيارات، بما في ذلك استئناف العمل في خط أنابيب النفط الأصلي الذي يمتد شمالا من العقبة إلى سيناء، وبالتالي فإنه سيكون من الممكن خلق مصلحة مشتركة في مثلث العراق الأردن إسرائيل وربما أربعة بإضافة مصر، لا سيما وأن بار حينها كانت تعتقد أن السلام مع مصر يمكن أن يؤدي إلى حالة جديدة في الشرق الأوسط.
وأكدت هآرتس أن نائب المدير العام أمضت للأمام بهدف طرح الفكرة وإجراء محادثات حول تنفيذها، وتوجه إلى الولايات المتحدة لعرض الفكرة على السفير الإسرائيلي في واشنطن، مائير روزين، وعقد اجتماع عاجل مع وزير الخارجية الأمريكية جورج شولتز، بعدها أمر شولتز مستشار الأمن القومي روبرت ماكفرلين، التحقيق في هذه المسألة، وأصدر تعليماته لكبير مساعديه لبحث القضية ومناقشة كيفية استئناف تشغيل خط الأنابيب، وكان من الواضح أن جميع الأطراف المعنية، إسرائيل والأردن والعراق، وبالتأكيد الولايات المتحدة، سوف تستفيد منه.
وكشفت نتائج التحقيق أنه في غضون عام ونصف العام يمكن إعداد وتأمين الأنبوب بين العراق والأردن وإسرائيل، ويمكن أن الأرباح سوف تقلل الضرر الاقتصادي من الحرب بين إيران والعراق، وأشارت التقديرات إلى أن تدفق النفط في الأنبوب قد يجني 20 مليون دولار.
واستغل المخطط أن العراق في أوائل عام 1984، كانت على وشك الإفلاس الاقتصادي وكافحت للحفاظ على الحرب ضد إيران، وكان هناك قلق في بغداد والبصرة، ثاني أكبر مدينة في العراق، بأنها على وشك السقوط في أيدي إيران، لكن تعقيدات المشهد في تلك الفترة منعت إتمام تنفيذ الخطة الهادفة لمد جسور العلاقات بين إسرائيل والعراق.