“خاشقجي” ينفي تطبيع السعودية مع إسرائيل ويقول لدعاته: “كفوا حناجركم فينا ما يكفينا”

By Published On: 3 سبتمبر، 2016

شارك الموضوع:

نفى الكاتب الصحفي السعودي والمقرب من دوائر صنع القرار بالمملكة العربية السعودية، جمال خاشقجي، ان تكون بلاده مقبلة على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أنه لو تم “فرضا” لن يفيد المملكة في شيء، داعيا الكتاب السعوديين المنادين بالتطبيع بالكف عن تصويب الرصاص على” أقدامهم وأقدامنا”، مشيرا إلى أن “ما فينا مكفينا”، على حد قوله.

 

وأكد خاشقجي في مقال نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية، بعنوان : “هل تحتاج السعودية إلى علاقات مع إسرائيل؟”، أن السعودية لا تحتاج إلى علاقات ولا إلى تطبيع مع إسرائيل، باعتبار أن السعودية تصب الآن كل اهتمامها على قضيتين رئيسيتين دون سواهما وهما الإصلاح الاقتصادي، والتهديد الامني المتمثل في إيران.

 

وفند “خاشقجي” في مقاله أن يكون هناك أي دور لإسرائيل في هاتين المسألتين، موضحا انه فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي، فإنه ليس هناك ما تستطيع إسرائيل تقديمه وأن كل ما تحتاجه السعودية من خبرات ومصالح وأسواق، هناك ما هو أفضل منه بعيدا عنها، مؤكدا انه حتى لو احتاجت السعودية لشراء جهاز إسرائيلي متطور لمشروع سعودي استراتيجي، فإنها يمكن ان تحصل عليه عن طريق طرف ثالث دون أن تتعامل معها مباشرة.

 

كما رد “خاشقجي” على دعاة التطبيع السعوديين الذين يدندنون حول مسألة “التهديد الأمني”، موضحا أنهم قلائل، إلا أن كون مقالاتهم تم نشرها في صحف سعودية شبه رسمية، “أعطاهم اهتماماً لا يستحقونه”، بحسب قوله.

 

واعتبر خاشقجي أنه في هذا المجال “التهديد الأمني”، لا تستطيع أن تفعل إسرائيل الكثير للسعودية، وان أي دور لإسرائيل في هذا المجال سيكون “عبئاً”، خاصة وأن المملكة تعمل على تشكيل تحالفات إسلامية وعربية، معتبرا أن الدول التي طبّعت مع إسرائيل، “مصر وتركيا والأردن”، فعلت ذلك في صورة ثنائية ولمصالح متبادلة، ولم تدخل مع إسرائيل كحليف ضد طرف آخر خاصة لو كان “مسلما” مثل إيران.

 

وشدد “خاشقجي” على أن أسوأ شيء تفعله السعودية في معركة علاقاتها العامة حول العالم الإسلامي، أن تظهر بمظهر المتحالف مع “الكيان الصهيوني” ضد إيران، معتبرا ان ذلك سيكون هدية تنتظرها إيران، مناشدا الصحفيين السعوديين الداعين للتطبيع بالتوقف “عن تصويب الرصاص إلى أقدامهم وأقدامنا، فما فينا يكفينا”.

 

وتساءل “خاشقجي” في رده على المنادين بالتطبيع عن ما الذي تستطيع إسرائيل تقديمه للسعودية في اليمن أو في سوريا؟ وهل ستقف مع “الجماعات الإسلامية السلفية” التي تشكل قوام المعارضة في سوريا، وهي نسخة قريبة من خصمها الرئيس في الأراضي المحتلة “حماس”، فتوفر لهم أسلحة مضادة للطيران مثلاً؟، مضيفا “هل لديها ما تقدمه لهم أو يسمح لها بتقديمه أكثر مما تقدّمه السعودية وتركيا وقطر؟”.

 

وعرج “خاشقجي” في مقاله إلى الشأن اليمني، معتبرا أن السعودية التي تقود التحالف هناك، لا تحتاج فعلاً إلى مساعدة، مشددا على أنها تستطيع حسم المعركة عسكرياً لولا حسابات سياسية معقدة وحرص على أرواح المدنيين اليمينين، موضحا أنها على الرغم من سعيها مع المجتمع الدولي الى حل سلمي ما، إلا أنها قادرة وحدها متى أرادت على حسم المعركة، إذا ما فشلت المحاولة الأخيرة التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته الأخيرة لجدة، مشددا على أنه في كلا الاحتمالين لا توجد حاجة إلى إسرائيل.

 

واستمرارا في تفنيده لدعوات المطبعين مع العدو الصهيوني، طرح “خاشقجي” افتراضا بأن إسرائيل يمكن أن تخدم أهداف المملكة في سوريا، عن طريق لوبياتها المتنفذة في واشنطن أو موسكو، واستطاعت أن تقنع الرئيس الأميركي أوباما بالتدخل لحماية الشعب السوري، وتقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانسحاب رحمة بالشعب، متسائلا: هل تتفق إسرائيل ابتداء مع المملكة على الأهداف نفسها؟ هل يهم إسرائيل أن تأتي حكومة منتخبة يهيمن عليها إسلاميون وشعب لا يحتمل علاقة مع المحتل؟، مجيبا بالنفي ومستشهدا بما تنشره مراكز الأبحاث الإسرائيلية نفسها، التي تكشف عن حجم القلق من سوريا من دون بشار الأسد.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment