انتقد المرشح الرئاسي «دونالد ترامب» منافسته «هيلاري كلينتون» لموافقتها الحصول على أموال من السعودية عبر مؤسستها، لكن صحيفة «ديلي نيوز» كشفت في تحقيق لها أنه قد كدس الأموال في حسابه البنكي من نفس الدولة.
باع «ترامب» الدور الـ 45 من برج ترامب وورلد تاور للملكة العربية السعودية بمبلغ 4.5 مليون دولار في يونيو/ حزيران عام 2001، وفقًا لمتحدثة باسم وزارة المالية في المدينة. وفي عام 2008، أظهرت التسجيلات أن الشقق أصبحت جزءًا من بعثة السعودية للأمم المتحدة.
وشملت الـ 5 شقق 10 حجرات نوم و13 حماما وقت البيع، وأضيفت تكلفة سنوية بلغت 85,585 دولار لوسائل الراحة بالبناء، وفق وثائق حصلت عليها الصحيفة. وإذا ظلت هذه التكاليف على ما هي عليه، يكون ترامب قد حصل على مبلغ إجمالي يقدر بـ 5.7 مليون دولار من الحكومة السعودية منذ 2001. وفق تقرير نشرته “نيويورك ديلي نيوز”
وفي الوقت نفسه، فإنّ «ترامب» ورفاقه شنوا هجومًا لاذعًا على كلينتون في الحملة الانتخابية، قائلين أنها ينبغي أن تعيد الأموال التي تبرعت بها السعودية لمؤسسة «كلينتون» لأن السعودية لديها سجل سيء في حقوق الإنسان.
وفي منشور له على موقع فيسبوك قال «ترامب»: «الملتوية هيلاري تقول أننا يجب أن نطالب السعودية والدول الأخرى بالتوقف عن تمويل الكراهية. وأنا أطالبها فورًا بإعادة أكثر من 25 مليون دولار حصلت عليها لصالح مؤسسة كلينتون».
وقالت «ريبيكا أوكامبو»، التي زعمت أمام المحكمة أنها توسطت في الاتفاق بين «ترامب» والسعوديين، أن قضية الشقق تتخطى موضوع المال، فقد كان الاتفاق أيضًا حول الدخول إلى سوق مربحة واعدة في الشرق الأوسط. حسب ترجمة الخليج الجديد
وأقامت «أوكامبو» البالغة من العمر 67 عامًا، وشركتها هاوسينج إنترناشيونال المتخصصة في تسكين الدبلوماسيين، دعوى قضائية ضد «ترامب» في 2001، لعدم حصولها على أجرها كوسيط في الصفقة. وقالت أنها تخلت عن الدعوة قبل أن يتم البت فيها.
وتشير السجلات التي حصلت عليها الصحيفة أن علاقة ترامب بالسعوديين تسبق صفقة البرج. ففي عام 1985، دفع «شفيق بن لادن»، الأخ غير الشقيق لـ«أسامة بن لادن»، 8,500 دولار كمبلغ تأمين عن شقة في برج «ترامب». وعاش «شفيق» في هذه الشقة لمدة 4 أشهر في عام 1986.
ورفضت المتحدثة باسم «ترامب» الرد على هذه الأخبار. كما رفض المتحدث باسم «كلينتون» التعليق على الأمر.
أما عن «ترامب»، فقد أرسل إشارات متضاربة حول تعامله مع السعوديين.
وسأله مذيع «فوكس نيوز»، «سيان هانيتي» مؤخرًا: «هل حصلت على أموال من السعوديين؟»، فأجاب «ترامب» بالنفي.
وكان العام الماضي قد سرد قصة مختلفة حين تحدث في ولاية ألاباما قائلًا: «لدي مع السعودية تعاملات طويلة. لقد اشتروا شققًا مني». وأضاف: «لقد أنفقوا 40 مليون دولار، أو 50 مليون دولار، هل يجب ألا أحبهم؟ أنا أحبهم كثيرًا».
وقال «كريس تالبوت»، وهو مستشار ديمقراطي لا يعمل مع حملة «كلينتون»: «يؤكد هذا على ضرورة إفصاحه عن معلومات مالية أكثر، فنحن لا نعرف الكثير عن صفقاته، وهذا يؤثر كثيرًا على وجهة نظر الناخب».
وذهب «رودي جولياني»، وهو أحد الوكلاء الرئيسيين لـ«ترامب»، إلى أبعد من ذلك حين طالب «كلينتون» بالاعتذار على الملأ عن قبولها لأموال سعودية لصالح العمل الخيري لمؤسستها في مجالات تنمية الاقتصاد والصحة والمجالات الأخرى.
وقال «جولياني» في حديث الشهر الماضي لبرنامج« فوكس نيوز صنداي»: «أحب أن أراها تعتذر عن كل الأموال التي حصلت عليها مؤسستها من السعودية، التي لا يسمح فيها للنساء بالقيادة. تخبرونني أنها مدافعة عن حقوق النساء، وفي نفس الوقت تأخذ الأموال من بلد تمنع النساء من القيادة؟».