في فجر مثل هذا العيد استشهد صدام حسين المجيد ونُفّذ حكم الإعدام نكاية في ملايين المسلمين

By Published On: 11 سبتمبر، 2016

شارك الموضوع:

“وطن-شمس الدين النقاز” في فجر السبت العاشر من شهر ذي الحجة الموافق لـ 30 من شهر ديسمبر نفّذ الإحتلال الأمريكي الإيراني، حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين فجر عيد الأضحى.

 

يوم العاشر من ذي الحجة لم يكن يوما عاديّا وإنّما كان يوم عيد، عيد نغّص خبر الإعدام الفرح به، وخيّر كثير من المسلمين في كل أنحاء العالم يومها تأجيل ذبح أضاحيهم إلى اليوم الموالي حزنا على الرئيس العراقي السني الّذي أعدمته القوى الطائفية فجرا نكاية في كل أحباء “صدام” من السنّة في كل أنحاء العالم، خاصة وأن تنفيذ الحكم تمّ رغم عدم استنفاد المدة القانونية للتنفيذ وهي 30 يوما بعد تمييز الحكم وهو ما أثار انتقادات قانونية لمخالفته القانون العراقي الذي ينص على عدم تنفيذ حكم الإعدام في العطل الرسمية والأعياد الدينية على المحكوم عليه.

 

في لحظة التنفيذ لم يبد على صدام حسين الخوف أو التوتر كما أنه لم يقاوم أو يتصدى للرجال الملثمين الذين يقتادونه إلى حبل المشنقة وفي لحظة الإعدام هتف الذين من حوله من الشيعة مقتدى مقتدى مقتدى فيجيبهم صدام قائلاً “هي هاي المرجلة”، قبل أن ينطق الأخير الشهادتين وتصعد روحه إلى بارئها.

 

لسنا بصدد التحدّث في هذه المقالة عن شخصية الرئيس الراحل صدّام حسين، فالمقام ليس مقام نقد وإنما مقال تأريخ وتذكير واسترجاع، فالرجل الذي أفضى إلى ما قدّم، ليس ملاكا وإنّما كان بشرا يصيب ويخطئ.

 

اختلفت الروايات حول الساعات الأخيرة التي عاشها الشهيد قبل تنفيذ حكم الإعدام، ورغم تعدّد هذه الروايات إلّا أنّه لا رواية سندها صحيح إلى حدّ كتابة هذه السطور، وتقول إحدى الروايات المشهورة إنّ صدام حسين تناول قبيل إعدامه وجبته الأخيرة، وكانت طبقاً من الأرز والدجاج، وشرب كوباً من العسل بالماء الساخن، وهو الشراب الذي يقال إنه اعتاد على تناوله من أيام طفولته.

 

وقد ذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي للأمن القومي موفق الربيعي أن صدام قبل الحكم كان خائفاً ومرتبكاً غير مُصدّق لما يحدث حوله وأن الإعدام تم بوجود رجل دين سني وعدد من القضاة، لكن الفيديو الذي نشر لعملية الإعدام فنّد أقواله ودعاويه، ففي نفس اليوم أظهر فلم مصور بهاتف محمول في بعض المواقع على الإنترنت صدام هادئاً متماسكاً، ونطق الشهادتين وتجاهل بعض عبارات الحاضرين.

 

إلا أن أغلب الشهادات التي صرّح بها حراس أمريكيون تؤكّد أن الرئيس صدام حسين كان متماسكاً وجباراً على خلاف ما يتطلبه الموقف وهو مقدم على حكم الإعدام، بل إن شهادة الحراس الأمريكيين أكدت أنه أخاف جلاديه وأبهرهم بصموده وكان يبدو واضحاً أن الرجل لم يكن خائفاً أو مرتبكاً.

 

خوفا من إظهار صموده وتحديه لجلاديه لمئات الملايين حول العالم، لم تصوّر أي وسيلة إعلام عراقية أو وكالة أنباء عالمية أو محليّة مشهد الإعدام، أو ربّما صوّر المشهد عن طريقهم ولكن المفاجئة منعتهم من بثّ ما حدث، وفي المقابل صورّ مشهد الإعدام بواسطة جهاز هاتف محمول مزود بكاميرا تصوير مدته 2:38 دقيقة، قامت بعرضه بعض القنوات الفضائية العربية والأجنبية، ويصور آخر اللحظات الأخيرة قبل إعدام الرئيس الشهيد.

 

يظهر مقطع الفيديو المصور قاعة بارتفاع ما يقرب من خمسة أمتار يوجد بها منصة على ارتفاع ثلاثة أمتار، حيث قام المصور بالتصوير بالقرب من درج حديدي على يسار القاعة يودي إلى المنصة حيث ظهر صدام حسين وقد قيدت يداه إلى الخلف ويوجد عدد من الرجال المقنعين بلباس مدني حوله. ويعتقد أنها أحد غرف الإعدامات في أحد مباني الإستخبارات العسكرية العراقية السابقة وتحديداً مبنى إعدامات الشعبة الخامسة في الكاظمية.

 

لم يحاول صدام حسين المقاومة ولم يطلب شيئا، وكان يحمل مصحفا بيده ويديه كانتا موثقتين عندما شنق. وأكد مستشار رئيس الوزراء العراقي للأمن القومي موفق الربيعي أن الرئيس السابق وحده أعدم، أما المدانان الآخران أخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق والرئيس السابق للمحكمة الثورية عواد البندر فقد أرجئ تنفيذ الحكم فيهما.

 

ظلّ متماسكا إلى آخر اللحظات، وظلّ يعلنها صراحة “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين الموت للفرس المجوس”، فلم يمنعه وجوده بين أيدي جلّاديه من البوح بمعتقده والصراخ عاليا، حيث كشف “الربيعي” الذي حضر إعدام الرئيس الشهيد أن بعض المشادات الكلامية حدثت قبل صعود الأخير إلى المشنقة لرفضه وضع كيس أسود على رأسه. ووصف الربيعي صدام حسين في تلك اللحظة بأنه كان متماسكا حتى النهاية وكان يردد “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين، الموت للفرس المجوس”.

 

لم يكن الرئيس صدام حسين خائفا من الموت ومن الإعدام، بل بالعكس، فحين وقوعه أسيرا في يد القوات الأميركية بعد أشهر من غزو العراق في 2003 وأخضع لمحاكمة جائرة، التمس الأخير من القضاة الذين حاكموه تنفيذ حكم الإعدام به رميا بالرصاص كونه رئيسا سابقا وقائدا عاما للقوات المسلحة العراقية، إلا أن طلبه لم يلق آذانا صاغية، وأصرت هيئة القضاة التي حاكمته على أن يعدم شنقا.

 

ورغم احتفاء الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي -الذي ينتمي إلى حزب الدعوة أبرز معارضي حكم الرئيس صدام، وأبرز الفاسدين الّذين دخلوا العراق على ظهر الدبابة الأمريكية- بعدالة المحاكمة وسلامة إجراءات تنفيذ حكم الإعدام، فإن متخصصين في القوانين الجنائية من العراق وخارجه أبدوا تحفظات واعتراضات كثيرة على تنفيذ الحكم وعلى المحاكمة والهيئة القضائية التي أصدرته.

 

ومن الإعتراضات القانونية على المحاكمة، تولي قضاة ينتمون إلى جهات بينها وبين المتهم (صدام حسين) خصومة، وقيامهم بإصدار تعليقات تحمل أحكاما مسبقة مثل استخدام لفظ “ضحايا أبرياء” لوصف المدعين ضد المتهم، وهو أمر لا يجيزه القانون وأصول المحاكمات والمرافعات.كما اتهم الدفاع الإدعاء العام بتلفيق الأدلة، وردّ الادعاء باتهام هيئة الدفاع بترهيب الشهود.

 

بدورها، عادت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية التي تعنى بحقوق الإنسان، والتي طالما اتهمت نظام الرئيس صدام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وكانت من أشد المناوئين له ولتوجهاته، لتعطي رأيها القانوني في المحاكمة التي وصفتها بأنها قد “أديرت من قبل قضاة غير محايدين وفي محكمة أثبتت الإجراءات فيها بأنها تفتقر إلى معرفة أساسيات المحاكمة العادلة”.

 

الرجل الطائفي الّذي مزّق العراق، نوري المالكي كان من أشد الفرحين بتنفيذ حكم الإعدام، حيث قال موفق الربيعي إنّ “رئيس الوزراء شدّ على أيدينا وقال بارك الله فيكم” ولا نعلم هل بارك الله في سعي هؤلاء القتلة والمجرمين أم فضحهم على رؤوس الأشهاد.

 

في نهاية هذا المقال، نقتبس ما قاله الكاتب السعودي “عبدالرحمن الطريري” في مقاله “عيد بأي حال عدت يا عيد” المنشور صبيحة الإثنين بصحيفة “عكاظ” إنّنا “نذكر في هذا اليوم رباطة جأش صدام حسين لحظة إعدامه، فشجاعته لا خلاف عليها أيا كان موقفك منه، فقد رفض أن يرتدي كيسا أسودا على رأسه، بل تشعر حين تشاهد فيديو إعدامه بأن من قادوه للإعدام، كانوا يهابونه وهو في قيده، حين نظر إليهم وقال “هي هاي الرجولة”، وقرأ الشهادة بثبات حتى فارقت روحه.”

شارك هذا الموضوع

7 Comments

  1. Abu Rigo 12 سبتمبر، 2016 at 3:32 ص - Reply

    اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
    اللهم باعد بينه وخطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
    اللهم إغسله بالماء والثلج والبرد
    اللهم وسع مدخله وأكرم نزله
    اللهم أرحمه وأغفر له وأعفو عنه برحمتك يا أرحم الراحمين

  2. احمد 12 سبتمبر، 2016 at 11:01 ص - Reply

    كان احلى يوم عيد في حياتي. الى جهنم وبس المصير.

    • فاطمكو 12 سبتمبر، 2016 at 3:20 م - Reply

      ظالم ومن اكبر مجرمين وسفاحين العصر، قتل الاف من المسلمين سنه وشيعه واكراد اثناء حكمه لم يسمح لاي شخص بمحاكمه عادله و وهو السبب بدمار العراق والان يتباكى عليه المنافقين ويقولون لم يحظى بمحاكمه عادله يالاالسخريه.

    • ممر عابر 12 سبتمبر، 2016 at 8:29 م - Reply

      الجنهم تاكلك والي خلفوك

      • فاطمكو 14 سبتمبر، 2016 at 4:29 ص - Reply

        من زبالة الدنيا الى محرقة الاخره

  3. توبة فرعون 12 سبتمبر، 2016 at 6:16 م - Reply

    معظم عتاة ألأجرام من ألذين قتلوا أو إعدموا في كل مكان وزمان كانوا يبدون روح ألجسارة و ألتحدي وألصلف تجاه جلاديهم مدفوعين بنوع من ألعزة بألأثم ورغبة نفسية في أضهار ألقوة أو ألمراجل حسب ألتعبير ألعراقي ألدارج .هتلر على سبيل ألمثال كانت قوة العزة بألأثم عنده هي أختياره للأنتحار بدلا من أنتظار ألأعدام على يد جلاديه ولو راجعتم سيرة ألكثير من ألفتوات أو زعماء ألعصابات ممن قتلوا على يد خصومهم أو إعدموا على يد السلطات فستقرأون ألعجب من قوة شكيمة هؤلاء ألصنف من ألمجرمين و رباطة جأشهم وهذا ألمظهر ألقوي لايدل على ألبطولة وألمبدئيه وألثبات على ألحق ولكن يدل على مخزون الكراهية وألشر وألتحدي ألموجه إلى الله وإلى ألبشر يجعل ألمجرم يفاخر ويتباها بما أوقعه من دمار وتنكيل وكوارث بحق من يكرههم كراهية شديدة تعادل كراهية ألشيطان لبني آدم حين توعد أمام ألله بأن يثبت له أن ألبشر جاحدين بغاة وأنه كفيل بأن يظلهم جميعا ولايجد ألله منهم ألشكور ألمؤمن. ففي يوم تنفيذ الأعدام بحق ريا وسكينة وحسب الله زوج ريا ألقاتل ل ١٧ أمرأة ذكر الضابط مأمور ألقسم ألذي نفذ حكم ألإعدام بحق حسب الله أنه قال وهو على حبل ألمشنقة: “تقول إني قتلت 17 امرأة أنا أقولك بصراحة أنا قتلت 15، ولو كنت عاوز أعدهم وأسميهم لك، ولو بقيت طليقا سنة أخرى لكنت قتلت كل العواهر ومنعت كل واحدة منهم تمشي في شوارع المدينة.. العاهرات دول بيخونوا أجوازهم وبيبيعوا أعراضهم بأربع قروش””. هذا هو منطق ألمجرم حين يبرر إجرامه بكل ثقة وشجاعة لأنه تعود ألكذب على نفسه وعلى ألله وعلى ألناس فلا يرى من شده ظلاله مدى خطأه وعظم آثامه حتى يرى جهنم بعينيه ويصلى نارها. هكذا ألحال مع صدام وموسوليني وستالين وشايشسكوا وجميع أكابر ألمجرمين وألطغاة من ورثة فرعون ألذي يصفه الله بأنه كان عالي في ألأرض مثله مثل صدام ألبطل ألشجاع ألذي ينطق بألشهادتين كما نطقها فرعون قبيل هلاكه حين قال: حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أفيقوا….

    • بن سيدي 31 يوليو، 2020 at 4:35 ص - Reply

      قبحك الله ياكلب ايران ابشر ففي كل يوم يولد صدام جديد

Leave A Comment