احتل خبر وتداعيات الوعكة الصحية التي ألمت بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون (68 عاما) خلال الاحتفال بإحياء ذكرى 11 سبتمبر/أيلول 2001 بنيويورك الأحد حيزا كبيرا في تقارير ومقالات وافتتاحيات الصحف الأميركية والبريطانية، وأصبحت قضية جدية ربما تؤثر على كامل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت واشنطن بوست إن ما جرى لكلينتون سينقل التساؤلات حول صحتها من أوساط الجمهوريين مؤيدي نظرية المؤامرة إلى الحوار الرئيسي بالمنافسة الانتخابية خلال الأيام القادمة، مضيفة أن وعكة كلينتون جاءت في وقت سييء جدا لحملتها.
وأضافت أن الديمقراطيين ربما يقولون إن وعكتها مجرد حادثة منعزلة (التهاب رئوي) مثلما حدث للرئيس السابق جورج دبليو بوش عندما أُغمي عليه عام 2002، لكن القضية تكمن في أن فريق كلينتون تكتم على حالتها تسعين دقيقة عقب مغادرتها المفاجئة ساحة الاحتفال ولم يسمح لأي صحفي بمتابعتها.
وأوردت جميع الصحف التاريخ الصحي المعروف لكلينتون منذ إصابتها بأول جلطة دم في الرجل اليمنى عام 1998، ثم عام 2009 في رجليها الاثنتين، والثالثة بالدماغ عام 2012 حيث كانت الأكثر خطورة واستغرقت ستة شهور للتعافي منها، وكذلك معاناتها المستمرة من الحساسية.
وقالت وول ستريت جورنال الأميركية إن الوعكة التي أُصيبت بها كلينتون وتأخير الكشف عن التهابها الرئوي الذي استمر أياما بدأت تهز ساحة المنافسة الانتخابية الرئاسية، وبترافقها مع شكوك الناخبين حول نزاهتها وشفافيتها فيما يتعلق برسائل بريدها الإلكتروني، بدأت ثقة نسبة من الناخبين المؤيدين لها تتآكل.
أما ديلي تلغراف البريطانية فقد ذهبت أبعد من ذلك لتتساءل عما يمكن أن يحدث إذا قررت كلينتون الخروج من المنافسة الانتخابية لأسباب صحية، ونقلت عن الصحفي الأميركي ديفد شوستر قوله إن أحد قادة الحزب الديمقراطي قال له إنهم دخلوا منطقة سياسية مجهولة المعالم وإنهم ربما يعقدون اجتماعا طارئا للتشاور حول بديل محتمل لكلينتون، لكنهم لن يقرروا اختيار بديل إلا بعد أن تقرر هي بنفسها الخروج من المنافسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جو بايدن نائب الرئيس الحالي أو المرشح الديمقراطي السابق الذي كان منافسا لكلينتون (بيرني ساندرز) ربما يكون هو المرشح البديل للحزب الديمقراطي، مضيفة أن الاختيار من مهام اللجنة الوطنية للحزب، وأوضحت الكثير من التفاصيل الفنية حول هذا الأمر.
ودعت الكاتبة جيل أبرامسون بصحيفة غارديان البريطانية كلينتون إلى الكشف عن كل شيء: بريدها الإلكتروني ووثائقها وسجلها الصحي لوقف المزاعم بشأن عدم نزاهتها وشفافيتها، وأعربت عن ثقتها في نزاهة كلينتون واستقامتها قائلة إن حملتها ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب لا تزال تسير سيرا جيدا.
وقالت صحيفة تايمز إن الصعوبات الصحية التي تواجهها كلينتون منحت لخصومها الجمهوريين ذخيرة جديدة بعد أن شجعتهم نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة والتي أظهرت احتدام المنافسة بينها وترامب قبل أقل من شهرين من يوم الاقتراع، وعلقت الصحيفة بأن ما جرى لكلينتون أمس ستكون له عواقب كبيرة.
وأشارت تايمز إلى أن سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف.بي.آي” التي صدرت هذا الشهر كشفت عن أن كلينتون أبلغت المكتب بأنها لا تستطيع تذكر كل المحادثات مع مسؤوليه فيما يختص بإساءة التعامل مع رسائل بريدها الإلكتروني.
وطالبت عدة صحف بإخضاع المرشحيْن كلينتون وترامب لفحص طبي مستقل وشفاف خاصة وأن كلينتون هي أكبر المرشحين سنا بتاريخ أميركا، وترامب سيكون أكبر الرؤساء الأميركيين إذا فاز بالمنصب.
المصدر: “الجزيرة نت”