” ميدل إيست بريفينج” ما يجري بالشرق الأوسط رد فعل متأخر.. النظام العالمي يشهد إعادة اختراع

نشر موقع “ميدل إيست بريفينج” الأمريكي المتخصص في دراسات الشرق، مقالًا عن تغيرات مراكز القوى العالمية في ظل الصراع العربي الإيراني، مشيرًا الي أن النظام العالمي يمر بمرحلة تحول كأنه إعادة اختراع للعجلة.

 

واوضح الموقع أن ما نراه الآن ليس سوى نتيجة لتغيرات تراكمية وصلت إلى السطح. ومع ذلك، فإن المسألة هنا هي ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الاحتفاظ بدورها المركزي، وما هو شكل التعديلات التي يجب أن تجريها حتى تتلاءم مع التغيرات التي تجري على السطح.

 

وأكد أن العقيدة التي تنص على أن «واشنطن لن تكون فعالة في التعامل مع العنف الدائر حاليا في الشرق الأوسط إلا إذا صنعت تحالفا يضم بدرجات متفاوتة كل من روسيا والصين».

 

وأوضح أن تتبع آثار أقدام وزيرة الخارجية الأميركي «جون كيري» في المنطقة في الآونة الأخيرة يمكن أن يشير إلى عواقب أي محاولة للقفز على العقبات الحقيقية أمام تشكيل التحالفات.

 

ولفت الي أن الحجة الأكثر شيوعا عند الحديث عن الحاجة إلى تشكيل ائتلاف بشكل عام هي أن القوة المتزايدة للصين والحاجة إلى احتواء روسيا ينبغي أن يتم النظر إليها بجدية في ظل الظروف الحالية في الولايات المتحدة.

 

وتابع : مع تجنب الجدل حول الاستثناءات، لا تزال الولايات المتحدة تحظى باعتبار كبير في العالم. وهي تتمتع بالقيم والنظم السياسية الأكثر تقدما على مستوى العالم. على هذا النحو، فإن فقدانها للقيادة يمثل خطوة إلى الوراء في التجربة الإنسانية في المسار الحالي على الأرض.

 

وأوضح أن ما يحدث في الشرق الأوسط، وحتى في جزء منه، هو رد فعل متأخر على القمع الوحشي من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية مضيفا: هذا التشخيص يبدو غريبا على شعوب الشرق الأوسط، ونحن نشهد الآن حياة الجيل الثالث منذ الحقبة الاستعمارية.

 

وقال الموقع: تستند النقطة الأخرى التي أثيرت مؤخرا حول الاستراتيجية الأمريكية أن على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالامتناع عن الاستخدام أحادي الجانب للقوة ضد جيرانها، من خلال جعلها شريكا لأجل استقرار النظام العالمي موضحا أنه إذا كان المقصود من هذا الرأي هو إقناع بعض الاستراتيجيين المتهورين في الولايات المتحدة أنه لا جدوى من استفزاز روسيا، فإنه ينبغي أن يكون موضع ترحيب بكل تأكيد.

 

وأكد الموقع أن جوهر التحدي في تشكيل التحالفات كان، وسيكون دائما، هو تحديد أرضية مشتركة فيما يتعلق بمنطقة محددة وتحديد الوزن النسبي ودور كل قوة في هذه المنطقة المحددة.

 

وشدد على ضرورة أن الولايات المتحدة عليها أن تأخذ زمام المبادرة في إعادة تنظيم البنية العالمية للسلطة من أجل احتواء العنف المندلع في الشرق الأوسط ومنعه من تدمير النظام العالمي، جنبا إلى جنب مع احترام المشاركين في تحالفات معها.

 

ولكن هذا يشبه إلى حد كبير القول أن على الجميع أن يحيوا حياة صحية. يبدو هذا مجردا جدا طالما لم يتم تحديد متى، أين، لماذا، وكيف.

 

وأضاف الموقع أنه بشكل أثر دقة، لأجل تشكيل ائتلاف من القوى العالمية في الشرق الأوسط ينبغي على الولايات المتحدة أن تفعل شيئين متصلين وفقا لما هو مذكور أعلاه: تعزيز وجودها ونفوذها وتشكيل سلسلة من التحالفات في المنطقة نفسها. القدرة على تشكيل ائتلافات عالمية من أجل عمل على الصعيد الإقليمي تحت قيادة الولايات المتحدة يستند في المقام الأول على هذين المطلبين.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى