سلمت واشنطن الى موسكو الخميس، قائمة بالفصائل “الصديقة”، وضمت كل فصائل الجيش الحر التي تتلقى دعماً عسكرياً من غرفتي “الموك” و”الموم”، في جنوب وشمال سوريا، وكذلك الفصائل التي تتلقى دعماً من “برنامج التدريب والتسليح” الذي تُشرف عليه وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” في إطار الحرب على “الدولة الإسلامية”.
وعلمت “المدن” من مصدر مقرب من غرفة “الموم”، أن واشنطن أضافت “حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام” إلى قائمة الفصائل “الصديقة” التي سيستثنيها التعاون الروسي-الأميركي العسكري في حربهما ضد “الإرهاب”.
وطلبت واشنطن من موسكو عدم قصف مواقع “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، من أجل “عدم الإخلال بالتوازن” في مناطق التماس الكبرى، خصوصاً في الغوطة االشرقية حيث “جيش الإسلام”، وجبهات الشمال حيث تعتبر “حركة أحرار الشام الإسلامية” “شريكاً غير مباشر” في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” بالقرب من أعزاز شمالي حلب.
ومن المتوقع، بحسب المصدر أن تكون واشنطن قد أضافت فصائل أخرى إلى قائمة الفصائل “غير الصديقة”، ممن تعتبرها تابعة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” كـ”جيش خالد بن الوليد” في درعا جنوباً، أو “مقربة” من “داعش” مثل “جند الأقصى” في وسط وشمال سوريا، أو فصائل “مقربة” من “جبهة فتح الشام” مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” و”جنود الشام الشيشان”.
الناطق العسكري في “حركة أحرار الشام الإسلامية” أبو يوسف المهاجر، قال لـ”المدن”، إن أي هدنة تستثني “جبهة فتح الشام” هي مرفوضة من الفصائل. وأشار المهاجر إلى خرق النظام للهدنة، و”مع خرقها تكون الهدنة منتهية، لو سلمنا بوجودها أساساً”.
وتأخر دخول المساعدات إلى حلب الشرقية التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات، للمرة الثانية، وتأجل عبور القوافل من باب الهوى على الحدود التركية إلى معبر الكاستللو، فجر الجمعة، بحسب ما تقرر مساء الخميس. ورفض النظام سحب قواته من محيط الكاستللو، كما نصت بنود الإتفاق، وبقيت نقاط تموضعها على حالها منذ تقدمها الأخير قبل نحو شهرين.
مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”، إن “الحاجة كبيرة لهذه الهدنة وخصوصاً في حلب الشرقية”، وشككّ المصدر العسكري الحلبي بانسحاب قوات النظام من طريق الكاستللو.
وقال “نعتقد أن النظام سيسمح بدخول بعض الشاحنات، وسيمنع بعدها دخول المزيد من المواد الإغاثية”. ووصف الهدنة السابقة في شباط/فبراير، بأنها “خير دليل على عدم جدية النظام بالالتزام بأي وقف لإطلاق النار”.
وقال قائد عسكري معارض ثانٍ لـ”المدن”: “تلقينا وعداً أميركياً بأن قوات النظام ستنسحب الخميس إلى النقاط المشار إليها في نص الاتفاق، ولكنها لم تنسحب. ثم كرر الأصدقاء أن الانسحاب سيحصل فجر الجمعة، ولم تنسحب، ومازلنا في الإنتظار”.
وأضاف المصدر أنه كان مقرراً بعد إتمام الانسحاب، الذي ستعلنه “الأمم المتحدة”، أن تقوم المعارضة بمرافقة القوافل الإغاثية من معبر باب الهوى إلى محيط الكاستللو، و”سندخل الشاحنات على دفعات بعد التأكد من عدم تفتيش أي من الشاحنات، بحسب الاتفاق”.
إلى ذلك، يبدو أن سلسلة الإجراءات الطويلة والمعقدة، ستجعل من انجاز الاتفاق محدوداً، خصوصاً بعد تأخر النظام في اعطاء إذن دخول لقوافل الإغاثة، وإذا حدث ونجح تطبيق تلك الإجراءات، فلن تستمر طويلاً بسبب صعوبتها، واشغالها لعدد كبير من مقاتلي الفصائل، من أجل تأمين الطريق، وحماية القوافل من أي اعتداء محتمل.
ويختلف اتفاق الهدنة الجديد عن اتفاق الفوعة-كفريا/الزبداني، بأنه اتفاق شامل لوقف “الاعمال العدائية”، لكنه يخالف في الوقت ذاته قرارات “الأمم المتحدة” السابقة في ما يتعلق بإدخال المواد الغذائية إلى كامل المناطق المحاصرة. فلا يتم الحديث حالياً سوى عن أحياء حلب الشرقية، في حين أغفلت الإشارة إلى عشرات القرى والبلدات التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات، وتطبق عليها سياسة “التجويع والتركيع”، والتي تنتهي غالباً بالتهجير والتطهير.
كما أن هناك فرقاً إضافياً، بين الاتفاق الحالي واتفاق الفوعة-كفريا/الزبداني، وهو غياب “جبهة فتح الشام” عنه، بعدما كانت هي من حمى هدنة الفوعة-كفريا/الزبداني. الإتفاق الجديد، موجه بالأصل ضد “جبهة فتح الشام”، ما جعل الروس يتوافقون مع الأميركيين، لأول مرة، في إطار الحرب المعلنة على “الإرهاب”.