“نيوز 1”: في سوريا.. كلٌ يغني على ليلاه.. بوتين يهرب من العقوبات وأمريكا تستعيد صورتها
شارك الموضوع:
“وطن – ترجمة خاصة”- علق موقع “نيوز 1 “الاسرائيلي على اتفاق وقف اطلاق النار “الأمريكي الروسي” في سوريا, مشيراً إلى أن هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 12 سبتمبر الجاري يمثل حلا وسطا بين القوتين المتنافستين اللتين لديهما أجندات مختلفة وأهداف مختلفة قد تعيق تنفيذ الاتفاق الذي جاء ثمرة للجهود التي تم بذلها لبضعة أشهر، بما في ذلك الاجتماع الذي عقد بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين على هامش مجموعة العشرين في الصين، فضلا عن عقد اجتماعات بين وزراء الخارجية جون كيري وسيرجي لافروف.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته “وطن” أنه رافق هذا الجهد عملية ضغط متبادلة صعبة, كما أن الإعلان عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مهلة العام التي فرضتها الولايات المتحدة وروسيا؛ وأعلن خلال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن صبر الولايات المتحدة ليس له نهاية، كما ذهب الأمريكيون أيضا مؤخرا لتوسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا بسبب سياساتها والسلوك الذي تنتهجه في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، عقدت روسيا مناورات عسكرية واسعة النطاق على حدودها الجنوبية بالقرب من الحدود مع منظمة حلف شمال الأطلسي، وتوسعت عملياتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتم تكثيف الضغط العسكري على الأراضي السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن نشر تفاصيل الاتفاق يبدو سياسة متعمدة، تنظر الأطراف إليها باعتبارها إنجازا، دون الحاجة إلى تقديم تنازلات لمعالجة كل منهم للتوصل إلى اتفاق.
وأكد الموقع أن كلا الجانبين اللذان لهما الأهداف السياسية المختلفة، التقيا معا على طاولة المفاوضات، لكن في نفس الوقت كان من الصعب عليهم التوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من أن هذه الأهداف المختلفة من شأنها أن تعيق تنفيذ الاتفاق إلا أن الهدف السياسي الرئيسي لروسيا هو الهروب من نظام العقوبات المفروضة عليها في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم والتورط في الأزمة بأوكرانيا.
الوجهة الروسية الثانية تتصل مباشرة بقضية سوريا وعلى وجه الخصوص في الترتيب لمستقبل بشار الأسد، حيث أن روسيا مهتمة بالحفاظ على النظام المخلص لها في سوريا، مما يضمن مكانتها في البلاد والأعتدة العسكرية في الأراضي والقواعد العسكرية في ميناء طرطوس، وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. ويرتبط هذين الهدفين بحالة ترقية روسيا عن طريق وضع نفسها على أنها استباقية وبناءة تستحق موقفا أكثر إيجابية من جانب المجتمع الدولي.
واستطرد نيوز وان أنه في مؤتمر صحفي مشترك عقده وزراء خارجية البلدين مع مبعوث الأمم المتحدة بشأن القضية السورية، قال لافروف إن بلاده تتصرف بمسؤولية وبالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حول مختلف القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، واتفاق نزع السلاح الكيميائي في سوريا والتجارب النووية لكوريا الشمالية. فضلا عن التعاون مع الولايات المتحدة في وقف المجزرة التي تحدث في سوريا، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية ومحاربة تنظيم جبهة الشام.
واعتبر الموقع أن التعاون الروسي في هذه السياقات يجب أن يعكس طموح تحسين صورتها الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، روسيا تريد كسر العزلة الدولية، وأنها على استعداد للانضمام إلى التحالف الدولي الذي يكافح العناصر الإرهابية في سوريا. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة لإنهاء القتال في سوريا ومنع الضرر الهائل ضد المدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف الولايات المتحدة أيضا للحفاظ على صورتها كقائد وقوة عظمى في الشرق الأوسط وأخذ موقعها كلاعب في وسعه تشكيل المنطقة حال التوصل إلى تسوية مستقبلية.
وأوضح نيوز وان أنه لتحقيق هذه الأهداف، رأى الجانبين أنهما في حاجة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نهاية الأسبوع الماضي. وهنا سؤال مهم في هذا السياق حول علاقات روسيا والمجتمع الدولي؛ هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أعربت عن استعدادها للنظر في تخفيف العقوبات على روسيا فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا أم أنها ملتزمة خاصة وأن الولايات المتحدة نفسها قد أعلنت مؤخرا تجديد العقوبات ضد مسؤولين روس وهو القرار الذي تسبب في استياء الجانب الروسي.
وشدد نيوز وان أنه على المدى الطويل روسيا والولايات المتحدة وكذلك العوامل الإقليمية والدولية ستعمل على استبدال النظام السوري الحالي، في إطار خارطة الطريق وإنهاء الصراع في سوريا. وعلى ما يبدو، فإن مسألة مستقبل سوريا، وخصوصا إمكانية الفدرلة ما زال مفتوحا في ختام الجولة الحالية من المحادثات.
وفي أي حال، يمكننا أن نفترض أن كل من الولايات المتحدة وروسيا تدعم تغيير النظام في سوريا وكل لأسبابه الخاصة، واستيفاء الشروط التي ستجعل هذا الأمر يجري في الوقت المناسب.