للسعوديين نقول : احذروا أنتم في مفترق طرق خطير
![](https://www.watanserb.com/wp-content/uploads/2024/09/watan-no-image.png)
السعودية تتعرض لحرب متعددة الأبعاد عسكرية وأمنية واستراتيجية وسياسية واقتصادية ودينية ومذهبية شرسة من شيطان الشرق الأوسط اللعين (إيران وأزنابها حزب الله والشيعة) ومن المنافقين العرب ، ومن روسيا المسعورة ، ومن منتفعي أميركا وأوروبا ، كل هؤلاء تكالبوا على السعودية ، ومع كل منهم سلاحه الذي يتقن استخدامه ، ونصيحتي للسعودية حكومة وشعباً أن تعي ذلك وتستوعبه تماماً ، وتعي أن أهدافه هو إسقاط السعودية وما تمثله من رموز متعددة ، أو إضعافها إلى الحد الذي تفقد عنده كل وجود وكل تأثير ،
وللسعوديين نقول :
أولاً : على النظام السياسي أن يسعى جاهداً وبكل السبل نحو توطيد علاقته بشعبه ، وتحقيق طموحاته وما يصبو إليه ، فهو عدته وعتاده في هذا الصراع الشرس .
ثانياُ : على الأمير الشاب محمد بن سلمان أن يمضي قدماً في استراتيجيته الطموحة التي تمثل أهم نقطة انطلاق في تاريخ هذه الدولة ، وهي تخطي عصر النفط إلى عصر تنويع القاعدة الافتصادية لاقتصاد يملك مقدرات ومؤهلات ذلك ، وأقول له أنت أصبت كبد الحقيقة وعلى الصواب والحق ، انطلق ولا تنظر خلفك ولا حواليك ، بل انظر فقط أمامك ، وستنقل هذه الدولة إلى مصاف الكبار اقتصادياً ، وركز على صناعتي السلاح والدواء ، مشروعك يزلزل كيان ووعي شيطان الشرق الأوسط اللعين ، وهو أخوف ما يخافه ، بل يخشاه حتى الكبار ، فاذهب إلى نهاية الشوط فستربح كل شيئ .
ثالثاً : على الشعب السعودي باختلاف ألوان طيفه أن لا يغضب من نظامه السياسي ، بل يتصالح معه وله الحق في كل مطالبه ، ولكن يراعي ما على النظام من ضغوط شديدة متعددة الأبعاد أشرنا إليها ، وأن يقف ظهيراً لنظامه فهو عدته وعتاده ، وبجهده واجتهاده ستنتقل السعودية إلى مرحلة جديدة وحاسمة من تاريخها ، وسييكون هو أول من يستفيد .
رابعاً : إلى كل من يملك قسطاً في صناعة الرأي أو التأثير فيه ، السعودية الآن أحوج وأمس ما تكون إلى توافق ذوي الرأي والمشورة ، يجب أن يتحول الصراع الفكري والمذهبي إلى دعوة للتناصح والتوافق حول كلمة سواء ، فهنا يتجلّي الفكر الراقي حول حب الله ودينه الخالص ، وحب الوطن وإعلاء شأنه .
خامساً : السعودية في حاجة إلى سياسة خارجية رصينة وقوية وذكية ، تتفهم تماماً المتغيرات والمستجدات التي تحدث على مدار الساعة في عالم شديد التغير شديد التقلب غريب الأطوار ، لا مجال فيه للمبادئ والأنساق القيمية والأخلاقية بل تحكمه البراجماتية المتطرفة والنفعية الجامحة والمصالح الذاتية ، سياسة خارجية متعددة الآليات تملك الحوار الذكي المقنع ، وتملك توظيف الاقتصاد والنفع المادي ، وتكون دائماً مدعومة بالقوة بكل أشكالها وصورها وأساليبها فهي وسيلة حماية الدين والوطن والتمكين لهما ، سياسة خارجية تتعامل مع كل دائرة من دوائر حركتها الخليجية والعربية والشرق أوسطية والقارية والعالمية بما يناسبها من وسائل وأساليب .
أيها السعوديين اعتمدوا على الله ثم على أنفسكم ، لا تنتظروا المساندة من غيركم ، فكل غارق في همومه ، حتى الكبار لديهم ما يكفيهم من هموم ، وما يلهيهم من مصالح وأطماع ومآرب .
وأخيراً أقول احذروا شيطان الشرق الأوسط اللعين وأذنابه من الطائفيين والأنظمة المراوغة .