يسرائيل ديفينس: بفضل مصر ولقاء شكري “الحميمي”.. إسرائيل لم تعد معزولة في المنطقة
شارك الموضوع:
“وطن – ترجمة خاصة“- قال موقع “يسرائيل ديفينس” العبري إن تحسن كبير طرأ على وضع إسرائيل في الشرق الأوسط خلال الشهور القليلة الماضي، حيث في الماضي كان التعاون يقتصر على الأقليات أو البلدان الطرفية، لكن إسرائيل اليوم تتعاون مع الدول العربية السنية. ونتيجة لذلك، هناك الآن زيادة في الارتباط بين الموقع الجغرافي لإسرائيل في المنطقة وبين نشاطها السياسي والعسكري.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتنامي نفوذ إيران والمنظمات الإرهابية الجهادية في الدول العربية بعد انهيار الربيع العربي وتعاظم قوة حزب الله وحماس، كل هذا يخلق صورة بأن إسرائيل محاطة بالأعداء الذين يسعون لتدميرها. لكن هذه الصورة ليست صحيحة تماما، لأن هذه التهديدات هي ذاتها التي دفعت الدول العربية للتقارب مع إسرائيل.
ولفت الموقع في تقريره إلى أنه منذ بداية الصهيونية، عملت إسرائيل على كسر جدار العزلة مع الدول العربية، وفي ظل وجود محاولات من عموم العرب بتأسيس الأيديولوجية التي تسعى إلى توحيد العالم العربي السُني تحت قيادة الرئيس المصري حينها جمال عبد الناصر لمنع وجود أي اتصال مع إسرائيل. في هذه الحالة لم يكن أمام تل أبيب سوى البحث عن مسار تحسين العلاقات مع الأقليات غير المسلمة والمسيحيين والدروز في لبنان، مثل الأكراد في العراق وكانت نتائج هذه الجهود ناجحة إلى حد ما.
وأشار يسرائيل ديفينس إلى أنه من حيث الإنجازات التي حققتها تلك السياسة في ذلك الوقت، فإنها كانت أكثر نجاحا، ولكنها لم تخدم وجود تحالفات مع الأغلبية من العرب السُنة في الشرق الأوسط.. وجميع العوامل كانت ضد إسرائيل ومحاولات إضفاء الشرعية عبر رفض إيران لتمرير العلاقات مع الغالبية الشيعية.
وكانت إثيوبيا المسيحية دولة ضمن هوامش اللاعبين في الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى، على الرغم من أن إسرائيل استطاعت حينها كسر جدار العزلة من خلال الدبلوماسية الخلاقة، إلا أنها استمرت في لعب دور ثانوي في المنطقة.
وتمكنت إسرائيل من إجراء محادثات سرية مع الأطراف المختلفة في العالم العربي خاصة الأردن، ولعبت دورا في الحفاظ على الأنظمة في الأردن ولبنان، ولكن إسرائيل فشلت في اختراق جدار العالم العربي السُني.
واعتبر التقرير العبري أن انطلاقة إسرائيل في العلاقات مع العالم العربي جاءت بتوقيع معاهدة السلام مع مصر في عام 1979، التي كانت أكبر الدول العربية السُنية في العالم العربي ومع ذلك، فإن حقيقة أن مصر قاطعتها جميع الدول العربية تقريبا إلى جانب الجمود في القضية الفلسطينية لم تكن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على ما يرام، وتم بعدها توقيع معاهدة السلام في عام 1994 مع الأردن، مما جعلها ثاني دولة توقع على اتفاق مفتوح مع إسرائيل. وكانت التغيير الأبرز مع توقيع اتفاقات أوسلو والمفاوضات مع سوريا في التسعينات، ولكن اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000 كسبت كثيرا من الزخم.
واستطرد يسرائيل ديفينس أنه في حرب لبنان الثانية عام 2006، كانت إسرائيل في منتصف الدول السُنية بما فيها المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج في مواجهة التهديد المشترك الذي يشكله حزب الله وإيران والشيعة بشكل عام عليها. ولأول مرة في إسرائيل وجدت نفسها، وإن كان معظمها من وراء الكواليس، هناك تبادل للمصالح المشتركة، وربما حتى التعاون مع الدول العربية السنية الرئيسية التي تعترف بإسرائيل باعتبارها لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الموقع أنه اليوم وبعد مرور عشر سنوات، هذا الاتجاه يزداد قوة. وهذا ينطبق بشكل خاص في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق والربيع العربي، حيث تؤكد تسريبات الصحافة العالمية أن إسرائيل تحتفظ بقنوات الاتصال المختلفة مع مصر والأردن ودول الخليج وربما دول أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، أقامت إسرائيل سياسة المحيط الجديد التي تشمل التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية مع دول مثل أذربيجان وجورجيا وكازاخستان. وبالنسبة لتركيا هناك أيضا أسباب للتفاؤل بعد اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه مؤخرا.