كتبت صحيفة التايمز البريطانية مقالاً، لفتت فيه الى أن ” تنظيم داعش يتطلع منذ أيامه الأولى إلى معركة دابق”.
وأشارت الصحيفة الى أن أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس التنظيم في العراق، قال في إحدى خطاباته الدعائية إن “الشرارة قد انقدحت في العراق، وسيتعاظم أوارها، حتى تحرق جيوش الصليب في دابق”.
وأردفت التايمز بالقول إن “مدينة دابق تقع على الحدود السورية –التركية شمالي حلب، وقد استولى عليها التنظيم بصورة كاملة في آب عام 2014، وأطلق اسمها على مجلته الإلكترونية الناطقة باللغة الإنجليزية”.
وتابعت بالقول إنه “بعد ثلاثة شهور من السيطرة على المدينة، قام محمد إموازي المعروف باسم الجهادي جون بذبح عامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسج”، مضيفاً أنه تم تصوير عملية الذبح الأولى في المدينة، وقال حينها إموازي “هنا ندفن أول صليبي في دابق”.
وفي وقت يلقي الاعلام الغربي الضوء على ما سمّاه “معركة دابق”، تسعى الفصائل المشاركة في عملية درع الفرات الى السيطرة على دابق، التي تُعد أهم بلدة على الإطلاق للتنظيم، نظراً لخلفيتها في التاريخ الاسلامي.
وتوقّع مراقبون ألّا يستسلم داعش وينسحب بسهولة من دابق التي باتت محاصرة بشكل شبه كامل، على غرار القرى التي فقدها في الأسابيع الماضية، والتي قاربت سبعين قرية، الا أن في حال الهزيمة سينسحب الى نحو مدينة الباب.
وأمّا القائد العسكري لفرقة “السلطان مراد” في “عملية درع الفرات” العقيد أحمد عثمان، فقلل من أهمية المعركة، قائلاً إنه “لا معركة باسم دابق، بل نعمل ضمن استراتيجية واضحة، ونسير بخطوات ثابتة باتجاه الجنوب والجنوب الغربي بحلب”.
وأضاف: “بالنسبة لنا، لا أهمية كبيرة لدابق، ولا نميّزها عن غيرها، هناك قرى وبلدات مهمة جدا أكثر، مثل صوران وحتيملات واختارين”.
وفي هذا السياق، لم يستبعد مراقبون أن تغيّر “درع الفرات” وجهتها في اليومين المقبلين، قائلين إن “المعركة ورغم قوّة الفصائل، إلا أنها قد تستنزفهم، وهي ليست ذات بعد استراتيجي مهم مقارنة بغيرها”، وتوقع المراقبون أن يتم نقل المعركة خلال اليومين القادمين إلى مناطق أكثر أهمية، مثل صوران وحتيملات واختارين، في حال لم يتم البدء بمعركة “دابق”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في نيسان الماضي، أن تنظيم داعش قام باستدعاء 300 من عناصره، من ضمنهم عناصر في كتيبة “أبو أيوب الأنصاري”، التي تعد من أقوى كتائبه، وعمل على دفعهم باتجاه بلدة دابق لحمايتها.