هآرتس: في وسائل إعلام روسيا.. الأطفال لا يموتون في الحرب السورية
شارك الموضوع:
علقت صحيفة “هآرتس” العبرية على المجازر اليومية في سوريا وقتل الأبرياء وقصف المستشفيات مشيرة إلى أن تغطية وسائل الإعلام الروسية حول الأحداث في سوريا تبدو مخالفة تماما للواقع، فعلى سبيل المثال، اتهمت صحيفة روسية الهجوم على القافلة الإنسانية بأن وكالة المخابرات المركزية هي التي نفذته من أجل إنقاذ هيبة الرئيس باراك أوباما.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته “وطن” أنه بينما ركزت وسائل الإعلام الغربية على القصف العنيف وقتل المدنيين على أيدي الجنود السوريين الذين يحاولون الاستيلاء على حلب، أفادت روسيا بأنه على ما يبدو الصراع مختلف تماما. فعندما قصفت الطائرات الحربية مستشفى في شرق حلب، وأدى إلى انهيار جدران وحدة العناية المركزة في المستشفى، لم تظهر غارة جوية على وسائل الإعلام في روسيا. حيث ركزت وسائل الإعلام على المعارك التي تشنها الحكومة السورية بدعم من روسيا للمدينة. “القوات الجوية السورية هاجمت أهدافا في منطقة حلب”، هكذا قالت وكالة أنباء نوفوستي. وأفيد أيضا من وكالة أنباء تاس والعديد من وسائل الإعلام الأخرى أن “القوات الروسية قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين ليتم التحكم في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين”.
واستطردت هآرتس أن التلفزيون الروسي، خاضع لتنظيم الحكومة، لا يركز على مقتل الأبرياء وأشاد بعمليات روسيا وسوريا. على سبيل المثال، ذكرت قناة روسية واحدة أنه في حلب جنود سوريا لم يطلقوا قذائف على مبان المدنية، لكنه لم يذكر على الإطلاق أن القوات الحكومية بدأت في قصف حلب بشكل مكثف.
وأفادت الصحيفة أنه يظهر اثنين من التفجيرات الأخيرة مدى اختلاف التغطية في روسيا. عندما كان جنود الجيش السوري وعددهم 62 قتلوا في القصف الأمريكي في دير الزور الشهر الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الروسية على نطاق واسع اعتذار الولايات المتحدة عن القذف الخطأ وإدعاءات الحكومة السورية فيما يتعلق بدعم داعش من قبل الولايات المتحدة. لكن عندما تم قصف قافلة الهلال الأحمر، التي كانت تجلب المساعدات الإنسانية في حلب وقتل 20 شخصا على الاقل وخرج الأمريكيون يتهمون روسيا أو سوريا، كانت وسائل الإعلام الروسية سريعة الغضب حول الاتهامات التي وصفتها بالخيالية من الجانب الأمريكي، وقدمت تفسيرات بديلة كثيرة.
ويعكس التقرير التغير في السرد من قبل وزارة الدفاع الروسية المعتمدة، حيث ادعت في البداية أن القافلة لم تصب جراء القصف الجوي ولكن اشتعلت من قصف المتمردين. وفي اليوم التالي، ادعى الروس أن الطائرات بدون طيار من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة كانت في المنطقة خلال الهجوم. وعلى الرغم من أن الهجوم كان نتيجة انفجار قنبلة من الروس والسوريين، واصلت وسائل الإعلام الروسية إلقاء اللوم على الأميركيين. وقالت برافدا في عنوانها “هل تم تنفيذ هجوم سوريا ضد القافلة الإنسانية من قبل طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية؟” ويدعي المقال أن وكالة الاستخبارات المركزية الخاصة بالولايات المتحدة نفذت الهجوم بهدف حفظ هيبة الرئيس باراك أوباما.
وأبرزت وسائل الإعلام الروسية انتقادات الكرملين للغرب. وفي نهاية الأسبوع، عندما كانت الذكرى السنوية لمشاركة روسيا في سوريا، جاءت التصريحات الإعلامية الروسية لتثبت أن روسيا قوة عظمى وأصبحت روسيا أول لاعب في المنطقة، بالمقارنة مع الولايات المتحدة الت فقدت مكانتها.
بعد المواجهة بين موسكو وواشنطن في مجلس الأمن والأمم المتحدة الشهر الماضي، ذكرت قناة روسية أن الدبلوماسيين الغربيين حاولوا مرة أخرى تحويل هذه الاتهامات في مجلس الأمن ضد روسيا وضد الحكومة السورية. وردا على تصريحات السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، الذي قال عن النشاط الروسي في سوريا بأنه همجي، وليس محاربة الإرهاب.