نشر موقع “المونيتور” البريطاني تقريرا عن المواجهة الأخيرة في قطاع غزة والقصف الذي استهدف مناطق في القطاع رداً على إطلاق صاروخ قالت إسرائيل إن فصائل المقاومة أطلقته, مشيراً فيه إلى أنه في يوم الأربعاء 5 أكتوبر، سقط صاروخ قسام في سديروت، على بعد بضعة مئات من الأقدام من بيت رئيس البلدية.
ولحسن الحظ لم تكن هناك إصابات باستثناء اثنين من الأشخاص الذين يعانون من القلق. وأطلقت بطارية القبة الحديدية قاذفاتها لاعتراض الصواريخ لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب قصر مدى الصاروخ الذي أطلق على سيديروت.
وأضاف الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وطن أنه في تلك الليلة، قام الجيش الإسرائيلي بسلسلة واسعة من الهجمات الجوية، معظمها ضد حماس في غزة. وفي اليوم التالي، عند الظهر، أطلقت مجددا صواريخ القسام من قطاع غزة على إسرائيل وسقطت في منطقة مفتوحة، لتؤكد أن أطنان المتفجرات التي صبتها القوات الجوية مساءا على غزة غير مجدية، وهو الأمر الذي كان يبدو نوعا من التحدي.
وأوضح المونيتور أن هذه كانت المرة الأولى منذ عملية “الجرف الصامد” في صيف عام 2014، بأن يتم إطلاق صاروخين من طراز القسام على إسرائيل في يوم واحد بهدف ردع إسرائيل، وهو ما يشير إلى أن قواعد اللعبة قد تغيرت وأصبح لها أسس جديدة بين إسرائيل وحماس. لافتا إلى أن حوادث إطلاق الصواريخ الأخيرة تبنتهما جماعة أخرى غير حركة حماس، وهو الأمر الذي يخلق وضعا غريبا، فحماس ذاتها لم تتبنى إطلاق الصواريخ لكنها تبارك هذه العمليات. كما أن إسرائيل من جانبها، تجد صعوبة في صياغة وسيلة لتودي بحياة هذه الجماعات السلفية في غزة.
وقال مصدر استخباراتي لـ “المونيتور” أن أي منظمة من هذا القبيل لا تتكون سوى من بضع عشرات الناشطين، ولذا إسرائيل ليس لديها خيار سوى التواصل مع حماس التي تفرض سيطرتها على القطاع، خاصة وأنه كما تبدو الأمور فإن المنظمات السلفية زائلة، لكن تسلسل أحداث معينة قادر على رسم الصراع بين إسرائيل وحماس رغم أنه لا أحد يريده من الطرفين. وهذا التطور ينتهك التوازن الدقيق الذي تحقق في المنطقة منذ عملية “الصخرة”، وهو التوازن الذي علمت إسرائيل أنها ستعيش به مع حماس، والعكس بالعكس.
واستطرد المونيتور أنه في العامين الماضيين منذ “الصخرة”، تحسنت قدرات إسرائيل بشكل كبير في جمع المعلومات الاستخبارية، فوق وتحت الأرض في قطاع غزة. وشكل العام الماضي نمطا جديدا من العمل الإسرائيلي، ردا على كل صاروخ يطلق من غزة باتجاه إسرائيل. لذا، في المرة الأخيرة عندما أطلقت صواريخ على إسرائيل كانت هناك استجابة قوية وغير طبيعية، والتي دفعت سلاح الجو إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات ضد أهداف تابعة لحماس.
وأكد الموقع أن الرقابة العسكرية لا تسمح بنشر الأهداف التي هاجمها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون في قطاع غزة، ولكن تم إسقاط عدد كبير من القنابل الثقيلة عبر سلاح الجو على هذه الأهداف الاستراتيجية المعقدة التي تتبع حركة حماس. وفي نهاية هذا الهجوم فشلت طائرة إسرائيلية في الهبوط بقاعدة في النقب وقتل أحد طياريها.
وأشار المونيتور إلى أنه في نهاية الجولة الحالية، تراجعت إسرائيل أولا، وهذا ما دفع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان لتبرير ذلك مساء الخميس في حفل تخرج بجيش الدفاع الإسرائيلي: “نحن قيادة مسؤولة ومتوازنة، نحن لا نبحث عن المغامرة ولا أحد يدفعنا نحو التصعيد ضد حركة حماس في غزة، لكننا عازمون على حماية سلامة المواطنين الإسرائيليين، وعند هذه النقطة لن يكون هناك أي حل وسط”.
وذكر الموقع البريطاني ليبرمان أنه قبل بضعة أشهر فقط خرج عن طوره بعد صاروخ أطلق من غزة نحو إسرائيل، وطالب باستخدام القوة الكاملة على الفور، واجتياح قطاع غزة، والاستيلاء عليه وإسقاط حكومة حماس، وهو ما يؤكد أن الاشتباك الأخير جعل وزير الحرب الإسرائيلي يدرك أن حجم قوته محدود.
حماس سينصرها ربها.مثلما نصر السلف على المشركين والوثنيين من عرب قريش الى الروم والمجوس …