“إقامة علاقة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل يثير العديد من النظريات والفرضيات والحجج المشحونة عاطفيا, وبعض هذه الحجج يكون لها ما يبررها، خاصة وأن الخطاب السياسي السائد يشير ليس فقط إلى أنه يصب في مصلحة البلدين تشكيل تحالف تعاوني، ولكن في مصلحة الشرق الأوسط بأكمله وجود هذا التحالف”، هكذا وصف موقع “ذا هيل” تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية خلال الأيام الجارية.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أنه في الواقع، هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن وجود عدو مشترك يتمثل في إيران سوف يساعد على تسريع أي نوع من التقارب بين الدول في منطقة الشرق الأوسط. ويمكن بشكل أساسي أن يكون أكثر صلابة لإقامة علاقات عميقة الجذور بين البلدين تبدأ في سياق شراكة اقتصادية مفيدة للطرفين.
ولتوضيح هذا، التاريخ يخبر أن العرب واليهود من أقوى الشركاء في التجارة والثقافة والأمن المتبادل، ويجيدون التعايش السلمي نسبيا لعدة قرون، سواء كان في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا أو حتى إسبانيا. وعندما نتحدث عن التاريخ الحديث فإنه إلى حد ما، من المعروف أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل التزمتا بالسياسات الخارجية العقلانية والمتوازنة على مدى السنوات الـ 68 الماضية، ولم تكن هناك أي أعمال استفزازية أو عدائية ضد بعضها البعض. ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن هناك المئات من اليهود القادمين من أنحاء كثيرة من العالم يعملون حاليا في المملكة العربية السعودية، ويساهمون في تنفيذ المشاريع المالية والبنية التحتية والطاقة.
واستطرد ذا هيل بأن واقع الأمر، يؤكد أن المملكة العربية السعودية تمر الآن بأكبر عملية تحول اقتصادي في تاريخها، والتي تعتبر فيها إسرائيل هي الأكثر قدرة على المساهمة في تنفيذها. وينظر إليها كذلك من مهندس هذه المرحلة الانتقالية، نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأيضا من قبل المراقبين السياسيين باعتبار التواصل معها ضرورة واقعية وستأتي بخطوات تدريجية، مع أن كل المؤشرات تظهر أنه تم الاستعداد لتطور حقيقي يخص إقامة العلاقات الدائمة مع إسرائيل عبر مدخل تحقيق أهداف هذه المرحلة الانتقالية الواردة في الإعلان الأخير الخاص بـ “خطة التحول الوطنية،” التي تعتبر واحدة من أهم الاستراتيجيات التي تركز على تنويع مصادر الدخل بالمملكة.
وطبقا للموقع الأمريكي تمثل خطة “محمد بن سلمان” فرصة ذهبية نادرة لإسرائيل للمشاركة والإسهام في تعزيز الاقتصاد السعودي. خاصة وأن إسرائيل لديها سمعة باعتبارها واحدة من أكثر الدول تطورا وتقدما من الناحية التكنولوجية في مجال التعدين، مع صناعة الماس القوية، المعترف بها عالميا. مع الأخذ في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في العالم من دون أي مصدر للمياه المتدفقة، وإسرائيل هي أيضا الشركة الرائدة عالميا في هندسة المياه، مما يجعلها مؤهلة للغاية لمساعدة المملكة العربية السعودية في خططها لتحلية المياه، والتي هي جزءا أساسيا من خطة نائب ولي العهد للإصلاح الاقتصادي السعودي المعروفة باسم “رؤية عام 2030”.
وأشار ذا هيل إلى أنه بطبيعة الحال، لا يمكن أن تنشأ مثل هذه الشراكة الاقتصادية دون معالجة المخاوف الأمنية، حيث أن عامل الثقة بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط لا تزال بحاجة إلى التعزيز الإيجابي. ومع ذلك، فإن معظم هذه المخاوف متبادلة، وكلا البلدين يواجهان تهديدات مستمرة من الجماعات المتطرفة التي تدعمها مباشرة إيران، والتي تصنف دوليا باعتبارها الراعي العالمي للإرهاب، والتي تعمل على توفير ملاذ آمن لمعظم المنظمات الإرهابية الخطيرة.