إعرفوا ما تُجيبون، عَشََرة أسئلة شائعة عن العريشة لدى الإسرائيليين السامريين والإجابة عليها

في ما يلي ترجمة عربية لما كتبه السيّد أمين (بنياميم) صدقة السامري الحولوني (١٩٤٤-)، أحد محررَي الدورية أ. ب.-أخبار السامرة، في صفحته على الفيسبوك يوم ١١ تشرين الأوّل  ٢٠١٦ (https://www.facebook.com/ben.sedaka/posts/10209174513752764#).

”عدد العرائش/المظلّات في كلا الحيّين، قرية لوزا على جبل جريزيم، وفي حولون، يصل، كما هو معروف، إلى ١٥٠ تقريبا. وهي مختلفة الأحجام، منها الكبيرة والمتوسّطة والصغيرة. ويزور كلّ هذه العرائش بدون استثناء، ضيوف من البلاد ومن الخارج، أفراد، أزواج، عائلات ومجموعات. وهكذا يتحوّل أعزّائي أبناء الطائفة الإسرائيلية السامرية بالقوّة وبإرادتهم إلى شارحين لأسئلة كثيرة، ويتطرّق الكاتب هنا إلى الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تُطرح تحت العرائش. من الأهمية بمكان، أن نجيب بشكل صائب. بصورة عامّة ينصح الكاتب كلَّ مستفسر طلبَ معلوماتٍ إضافية أو تصحيحية بشأن الأسئلة التي تُشغله. يمكن الاتّصال هاتفيًا بالكاتب على الرقم 401 333 525 0، أو زيارة الموقع الإلكتروني Israelite-samaritans.com، أو الكتابة إلى عنواننا الإلكتروني sedakab@yahoo.com، وسيتسلّم السائل معلوماتٍ مكملة ومصححة بالنسبة لما سمع، وكل ذلك بالمجّان.

في ما يلي عشرة أسئلة وأجوبة عليها بخصوص أمور متعلّقة بالمظلّة الإسرائيلية السامرية:

أ) متى يبدأون ببناء العريشة؟

المتشدّدون جدًا، الذين يُقيمون عرائش كبيرة، يطلبون في وقت مبكّر من البساتين، الفواكه التي سيعلّقونها على العريشة، قبل يوم الغفران، وتكون الفاكهة مقطوفة مع غُصين. أصحاب البساتين يقطفون الفواكه في نهاية آخر يوم الغفران، وفيه يتوجّه السامريون بأنفسهم لبناء العرائش. إذا صادف اليوم التالي ليوم الغفران يومَ سبت فعندها يبدؤون في آخر السبت.

ب) ما الفرق بين المِظلّة اليهودية والمِظلّة السامرية؟

في كلا المظلّتين توجد الأصناف الأربعة: ثمر بهج، سعف النخيل، أغصان شجر ملتف وخليط الوادي (أنظر حسيب شحادة، الترجمة العربية لتوراة السامريين، المجلد الثاني: سفر اللاويين، سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع، القدس: الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والآداب، ٢٠٠١، ص. ١٢٠-١٢١؛ … ثمر شجر بهجا وسعف نخل وأغصان شجر ملتفّ/مظفور وخليط/وخلط الوادي/الواد؛ وينظر هناك قراءات إضافية). في العريشة اليهودية الربّانية توضع الأصناف الأربعة على وسط الطاولة، وأحيانًا يُحرّكونها سويةً للتبرّك. في العريشة السامرية تُستخدم الأصناف الأربعة في بناء العريشة.

ج) ما هي أصناف العريشة الأربعة؟

ثمار الشجر البهج، سعف النخيل، أغصان شجر ملتف وخليط الوادي، أنظر سفر اللاويين ٢٣: ٤٠.  الثمر البهج هو كل ثمر بهج في الموسم، حيث عنقه المتّصل بالشجرة ثابت. فواكه ثقيلة مثل الأُتْرُنج (الأتْرُجّ) والبرتقال الهندي (البوميلو) تُربط بعقدة أخرى، أو يغرز فيها برغي كبير في رأس حبّة الفاكهة لربطها جيدا إلى العريشة، والتيقن من عدم تساقطها، أمّا الفواكه الأخرى: الرمّان، الليمون، السفرجل، الچريب فروت، التفاح، البرسيمون (الأفرسيمون) إلخ. فتُربط بعقدة عادية بواسطة سلك نحاسي يثبت بشبكة سقف العريشة. اليهودية الربّانية تفسر الأترنج، وهو في الأصل ليس من الأراضي المقدّسة، وبالتأكيد لم تقصده التوراة المكتوبة. سعفات النخيل وهي بوضوح سعفة النخل المفتوحة. ثماني إلى عشر سفعات تكون كافية وتوضع رأس ذنب، ذنب رأس لتغطية سقف العريشة. في فِناء كل بيت يسكنه سامريون، توجد شجرة النخيل وسعفاتها تكفي صاحبَها وجيرانه أيضا. اليهودية الربانية تفسر اللولاڤ أي العُسْلوج بأنّه في شكله ذو أوراق كثيفة وملتصقة، وهذا يتعارض كلية مع ما كتب في التوراة، حيث الحديث عن كفوف وهي في طبيعتها مفتوحة، إذ أنّ كف اليد المغلقة هي القبضة. أغصان شجر ملتفّ يضم كلّ شجرة أغصانها سميكة، كثيفة غير دلّيلة، فيجوز وضعُها على سقف العريشة. هذا هي العريشة الحقيقية. من الممكن قطف الأغصان من أشجار المحيط القريب، مثل أغصان أشجار الكينا والغار، فهي تقوم بالمطلوب.

اليهودية الربّانية اختارت الآس كغصن شجر ملتفّ، إلا أنّ ما يُعرف اليوم بالآس، هو أقرب إلى شجيرة منه إلى شجرة، في حين أن التوراة تتكلّم بصراحة عن غصن شجرة وليس هو، على ما يبدو، الآس المذكور في سفر نحميا ٨: ١٥ بالمفرد كان من شجر ملتفّ. خليط الوادي، نباتات الصفصاف التي تنبت على ضفاف أبي بطرس والعوجا (اليركون) أو وادي البدّان إلى الشمال من نابلس، أو نباتات شجرة خاصّة، كل ذلك يجوز استعماله وتوضع في إحدى زوايا العريشة. كل نبات ينبت على مياه غزيرة صالح للاستعمال دينيًا مثل خليط الوادي. اليهودية الريانية فسّرت خليط الوادي بأنّه نبات الصفاف. هناك من السامريين الحريصين من يربُِط حُزما من الفلفل الأخضر أو الأحمر، وهناك من يُضيف حبّات الباذنجان البنفسجي الفاتح، الذي يضفي تنوعًا في ألوان العريشة .

د) كيف تُقام المِظلّة/العريشة؟

تشكيل إطار معدني مربع ذي ٢x٢، ٣x٣م أو أكثر مربوط بكلاليب صغيرة مثبتة في سقف العريشة بسلاسل معدنية، في كل زاوية تبعد الإطار عن السقف. هناك من يجعل الإطار مرتكزا على أربعة أعمدة معدنية، وفيها زوايا معدنية تثبت الأعمدة والإطار عليها. وهناك من يبني أطرا أكبر. نفهم من ذلك، أنّ إطارًا ذا ٣x٣م يستطيع أن يحمل ٥٠٠ كغم من الفواكه، عريشة ذات ٢x٢م تصل حمولتها إلى ٢٠٠ كغم من الفواكه وإطار ٣x٢م تصل حمولته إلى ٣٠٠-٣٥٠ كغم .

توضع على الإطار شبكة كثيفة ذات مربّعات مربّعات. وهناك من يربُط الشبكة بأسلاك معدنية مقوّاة بشكل دائري أو  بيضاوي أو مربّع، كي تكوّن أشكالًا هندسية جذابة. تربط الشبكة بالعمدان المركزية والخارجية الأفقية بواسطة أقفال بلاستيكية قوية يمكن شراؤها من كل دكان للأدوات المنزلية. وهكذا يصبح هيكل العريشة جاهزا. آلاف حبّات الفواكه التي ربطتها أيدي بنات البيت الناعمة بسلك نحاسي، يجذب كل حبّة، توضع في صناديق من الكرتون وأولاد البيت يُناولون الحبّات بحماس لشباب البيت، الذي يربط الفواكه وَفق اللون ووفق خطّة مرسومة سلفا لشبكة سقف العريشة. وهكذا تتشكّل نماذجُ هندسية متنوعة ورائعة.

يحرِص السامريون على عدم الاشتراك في مسابقة أجمل المِظلّات، كيلا يحتلوا سلفًا كلّ المرتبات الأولى وبذلك يسبّبون الحقد لدى طوائفَ أخرى في إسرائيل. بناء العريشة انتهى، تضاف بعض الزينة من الأوراق الملّونة، ومصابيح كهربائية وامضة بألوان مختلفة، وهكذا تصبح العريشة ساحرة.

هـ) ما قِدم عادة إقامة العريشة بأصنافها الأربعة؟

منذ أيّام شعب إسرائيل الأولى وحتّى أيّامنا هذه. كلّ من يقرأ ما ورد في كتاب العهد القديم، في سفر نحميا ١٣: ١٨ حول وصف إقامة العرائش لا يجد فرقًا بين ما كُتب وبين طريقة إقامة السامريين للعرائش. أجل، إنّها عادة عريقة جدًّا، ثلاثة آلاف سنة ونيّف. طريقة بناء العريشة اليهودية هي على ضوء التوراة الشفوية وليس وفق ما كُتب في التوراة المكتوبة. هناك في التقليد الإسرائيلي السامري، دلائلُ تشير إلى حرق العرائش في عهد الملك شاؤول [أوّل ملك للمملكة المتّحدة، السامرة/إسرائيل ويهوذا، ١٠٨٠-١٠١٠ ق.م.] الذي حارب بني يوسف.

و) إذا كنتم أنتم أيّها السامريون صادقين، فلماذا أنتم قلائل إلى هذا الحدّ؟

لسنا قلائل، بل نحن جزء من شعب إسرائيل الكبير. كان آباؤنا على وشك الانقراض الكامل عام ١٩١٩، عندما كان عددهم ١٤١ نسمة فقط، ٦١ امرأة و ٨٠ رجلا من كلّ الأجيال. وصلنا إلى هذا العدد بعد قرون كثيرة من الزمان، شهدت ألوانًا من التمرّد والاضطهاد والمجازر، التنصير والأسلمة بالقوة، منذ كنّا في أوجنا العددي، قرابة مليون ونصف المليون، على ضوء بعض التخمينات العالية، في القرنين الرابع والخامس للميلاد. في المصادر السامرية لا توجد أية شهادات عددية، هذه الأعداد مستمدّة من مراجع خارجية. نتيجة لإخماد التمرد والثورات التي قام بها السامريون تقلّص عددهم بشكل مُذهل. في فترة تقلّ عن ثمانين عامًا حتى العام ٥٥٦ م، فقدنا ثلاثة أرباع عددنا الإجمالي في الأراضي المقدّسة وفي بلاد البحر المتوسّط الشرقية. غالبًا ما تتبدّل السلطات، التنصير والأسلمة بالإكراه سبّبا إبادة تامّة تقريبًا للشعب السامري-الإسرائيلي.

دخول بريطانيا إلى البلاد، إعادة الوجود اليهودي فيها، إضافة لقيام دولة إسرائيل والزواج من بنات انضممن للطائفة، كلّ هذا تمخّض عنه انتعاش ما. يصل عددنا اليوم إلى خمسة أضعاف ونصف مما كان عددنا الأكثر انخفاضًا، قرابة ٤٢٠ نسمة  في حولون وفي دولة إسرائيل، وحوالي ٣٨٠ شخصًا في قرية لوزا على جبل جريزيم.

لا تُقاس العدالة وَفق الأرقام والكميّات، إذ عند ذلك يكون الصينيون وحدهم هم الصادقون العادلون. العدالة تُقاس بقيم التربية والإيمان لدى الشعب الإسرائيلي-السامري، الذي يكوّن مع الشعب الإسرائيلي-اليهودي شعبَ إسرائيل. نحن على حقّ لأنّ أنماط حياتنا، إيماننا وتقاليدنا مرتكزة  على توراة موسى المكتوبة فقط. لدينا، بناء على آراء باحثين هامّين أيضًا، أقدم نصّ لتوراة موسى، وهو متوارث بالتعليم الشفوي من جيل لجيل.

ز) إذن العريشة بطبيعتها مبنى مؤقّت مُقام خارج البيت، لماذا إذن عرائش الإسرائيليين السامريين مُقامة داخل البيوت؟

في متناول أيدينا دلائلُ من مصادرَ تاريخية، تشير إلى أنّه في البداية أُقيمت المِظلّات/العرائش في الهواء الطلق، خارج المنازل، فهذه طبيعة العريشة. ولكن من جرّاء الأذى الشرّير الذي لحق بنا من أعدائنا الكُثر، الذين كانوا يهدمون، يحرقون أو يدنّسون العريشة، أمر الكهنة الكبار في الحِقبة البيزنطية، قبل حوالي ١٦٠٠ عام، ببناء العريشة داخل البيت لحمايتها من الأذى والضرر.

منذ ذلك الزمن، يُقيم السامريون عرائشَهم داخل البيوت. وهذا التغيير جلب في طيّاته الحفاظَ على قدسية وطهارة العريشة، وكذلك على رونقها وجمالها في خلال كل أيّام العيد، وحتى اليوم الثامن والأخير من عيد العُرش، حيث في انسلاخه تُفكّ العريشة.

بعد ما علّمتنا تجارب الحياة، ونحن نعيش في المنطقة الأكثر حساسية في العالم من ناحية سياسية، فلا يوجد كاهن أكبر إسرائيلي-سامري، يعيد العرائش إلى مكانها الطبيعي خارج البيت.

ح) ماذا يفعلون بالعريشة في خلال أيّام العيد؟

يجلسون تحتها كما ورد في التوراة ”في تظليل/المظال/مظال/المظلة تسكنوا/تقيموا سبعة أيام كل صريحي من/في إسرائيل يسكن في التظليل/المظال“ [ּأنظر حسيب شحادة، المذكور أعلاه، ص. ١٢٠-١٢١، في التوراة اليهودية نقرأ: جميع بني إسرائيل يقيمون في المظالّ سبعة أيّام]. فواكه العريشة هي قُدس ولا يجوز لمسُها طيلة أيّام العيد، الفواكه المتساقطة بنفسها تُستبدل بمثيلاتها من صندوق الاحتياط الموجود في كلّ منزل لغاية أيّام عيد المظالّ الأخيرة. لا ينام الواحد تحت المظلّة لتفادي الإصابة من فواكه تسقط. في المظلّة يُستضاف كلّ أفراد الطائفة الذين يزورون كل العُرش، ويُقدم لهم مشروبات خفيفة وروحية [العرق، النبيذ الأبيض ونبيذ] ومأكولات العيد مثل كُعيكات محشوّة بالشوكلاتة، التمر أو الجوز المطحون، البقلاوة والبلورية والبورما، الكلّ صُنع بيتي. هذه هي المعاملة التي يتلقّاها آلاف الضيوف من خارج الطائفة في حولون وفي جبل جريزيم.

ط) كيف تُفكّ المظلّة؟

أولًا تُنزع الفواكه حسب جنسها، ويوضع كلّ صنف في كرتونة كبيرة، چريب فروت على حدة، رمّان على حدّة، ليمون على حدة، برتقال هندي، تفّاح، برسيمون  إلخ. بعد ذلك تُجمع سَعَفات النخيل والأغصان اليابسة وتُلقى في حاوية النفايات الكبيرة  الموضوعة خارج البيت. في البداية كانوا يحرِقون المِظلّة، ولكن اليوم يُعتبر ذلك مخالفة للقانون البلدي [غرامة ١٠٠٠ شيقل جديد على الأقلّ، إيّاك والمخاطرة].

تفكّ الشبكة من إطار المظلّة، وتنظف جيّدا من كل الأسلاك النحاسية التي كانت مربوطة بها. تُلفّ الشبكة وتُحزم وتُخزن للعام المقبل. تفكّ البراغي التي تربِط الأعمدة الأفقية والعمودية وتُخزن لعيد العُرش القادم.

ي) ماذا يُفعل بمئات الكيلوغرامات من الفواكه بعد تفكيك المظلّة؟

الفواكه لا تُباع، ومن يبيع يرتكب خطيئة بينه وبين خالقه. فواكه يمكن عصرها كالرمّان والليمون والچريب فروت تُعصر ويُحضّر العصير الطبيعي أو يُطبخ مع السكّر لإعداد عصير مُحلّى. التفّاح والبوميلو للأكل؛ ومن السفرجل يصنع الكومبوت (مطبوخ بالسكّر). أمّا بخصوص فاكهة الأترنج اليمني والبوميلو، فتقشّر وتقسّم القشرة لمربعات صغيرة وتطبخ مع السكّر، وهكذا يُعدّ طعام شهي ملوكي لفترة طويلة. من الممكن إهداء چريب فروت للضيوف الذين يزورون المظالّ أو لمطاعم المحتاجين.

إلى هنا في نطاق ”إعرفوا ما تجيبون“ في مواضيعَ تتعلّق ببناء المظلّة“.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث