شهدت مدينة حلب السورية، على مدار الأسابيع الماضية، قصفاً وحصاراً، هو الأشد من نوعه بحق الأهالي القاطنين فيها من نساء وأطفال، الذي يواجهون مجازر النظام السوري وحلفاءه بمزيد من الصبر والصمود، ما دفع بعض الناشطين والقنوات العربية والعالمية بوصفها المدينة السورية التي تدافع عن ثورات الربيع العربي.
فقد بثت قناة مكملين تقريراً مصوراً، أظهر بعضا من المعاناة التي يكابدها المدنيون، من القصف والحصار، وما يعانيه الأهالي الذين فضلوا البقاء والصمود في ديارهم على الخروج والهجرة، فكان جزاء إخلاصهم لوطنهم مزيداً من القتل والإجرام.
وأظهرت اللقطات التي بثتها “وطن”، حجم الدمار الذي لحق بالأبنية جراء القصف بالصواريخ الفراغية، والقنابل الارتجاجية والفوسفورية، والعنقودية، التي تعد من الأسلحة المحرمة دوليا، كذلك أظهر بعض من أقارب الضحايا المكلومين من هول ما تعرض لهم ولعائلاتهم.
من جهة أخرى احتلت المأساة الإنسانية المستمرة بمدينة حلب الصدارة في احتفال نظمته وزارة الخارجية الألمانية بمقرها في العاصمة برلين، بمناسبة مرور نصف قرن على صدور عهدي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم 16 كانون الأول 1966.
ومع إستمرار القصف العشوائي لأحياء حلب الشرقية المحررة من قبل قوات النظام السوري، تتفاقم الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم ويصبح إنتشال العالقين من تحت الأنقاض أشبه بالمهمة الصعبة والغير ممكنة في ظل النقص الحاد في الإمكانات المادية والمعدات اللازمة لرفع ركام المنازل والبنايات التي يهدم منها العشرات في اليوم الواحد.