علق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني على فيديو سائق التوك توك المصري الذي كشف حديثه مدى التحسر من الحالة التي يرثى لها في مصر وعكس الاضطرابات التي تعاني منها البلاد، فعبر كلمات بسيطة تمثلت في ما هي شكواك؟، كان الرد الذي فجرَّ أكبر عاصفة غضب على وسائل الإعلام الاجتماعية منذ ثورة 25 يناير عام 2011.
وأضاف الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وطن أنه كان الضيف من المجهولين، ضمن الطبقة العاملة كسائق توك توك، لكنه لخص الإحباط والإذلال الذي يعاني منه اليوم الكثير من المصريين في ظل حكم الرئيس المدعوم من الجيش عبد الفتاح السيسي. وتم بث مقطع الفيديو، في مساء الأربعاء، وفي غضون ساعات من بثه حصل على أكثر من 4.5 مليون مشاهدة.
وتم إزالة الفيديو في وقت لاحق من وسائل الإعلام الاجتماعية وفي قناة التلفزيون وصفحات اليوتيوب، وهي الخطوة التي جاءت في سياق دعوات متزايدة لاحتجاجات حاشدة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم تحت عنوان “ثورة الغلابة”. خاصة وأن هذه الكلمات التي وردت في الفيديو القصير تحولت إلى إعصار على وسائل الإعلام الاجتماعية.
وطبقا للموقع فإن اللقاء مع سائق التوك توك كان في حي للطبقة العاملة في القاهرة كجزء من محاولة الإعلامي عمرو الليثي لقياس آراء المصريين العاديين على الوضع في البلاد، لكن كلمات المواطن كانت قاسية، خاصة عندما قال صراحة “أقسم لكم أنه قبل إجراء انتخابات الرئاسة، كان لدينا ما يكفي من السكر، وكان لدينا الأرز وكنا نصدره.. ماذا حدث؟ أين ذهب؟ نحن نريد أن نفهم، نحن عندما نشاهد التلفزيون، نجد مصر مثل فيينا وعندما نذهب إلى الشوارع، نجدها بنت عم الصومال، وأضاف” بالله عليك، قل لي ماذا حدث وما هو الحل؟”.
واعتبر ميدل إيست أن هذه الكلمات الحماسية عكست الحالة المزرية في مصر والتي من شأنها أن تأخذ البلاد نحو العاصفة، معتبرا أن هذا الفيديو رسالة تحذير إلى نظام السيسي، خاصة عندما تحدث الرجل عن احتفالات البرلمان وإنفاق ملايين الجنيهات عليه، بينما المواطنون فقراء يعانون من غلاء المعيشة.
وأكد الموقع أن كلمات هذا المواطن أحدثت تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعية، حيث طالب البعض بأن يتم تعليم الحكومة كلها في جامعة التوك توك التي قال المواطن أنه خريج منها، معتبرين أنه ربما بعد ذلك سوف يتعاطف المسئولين مع الشعب”. كما عكس حديث المواطن عمق ثقافته عندما قال هذه هي الأشياء الثلاثة الأكثر أهمية لهذا البلد هي التعليم، والصحة، والزراعة.
ولفت ميدل إيست إلى ان هذه القناة التي نشرت الفيديو كانت تحظى بثقة الكثيرين ولكن هذا قبل إزالة الفيديو، حيث بعد القرار الأخير غضب المواطنون من تأييد القناة للنظام معتبرين أن الحقيقة التي كشف عنها هذا السائق البسيط لا يمكن محوها من ذاكرة المواطنين.
وتأتي العاصفة في وسائل الإعلام الاجتماعية في أسوأ وقت ممكن للحكومة المدعومة من الجيش المصري، حيث كان هناك تزايد في الحملة الإعلامية الاجتماعية التي تدعو لاحتجاجات مناهضة للحكومة الجماهيرية يوم الجمعة 11 نوفمبر المقبل.