لم تكن تخوفات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا مجرد أوهام، فقد أكدت روسيا أن دمار حلب ومسحها عن الوجود قد يكون حقيقةً في حال لم يستسلم الأهالي والثوار لهدنة روسيا والخروج من الأحياء المحاصرة عبر المعابر الإنسانية المزعومة.
خيار الإبادة، ليس الأول من نوعه، ولكنه قد يطال أكثر من ربع مليون سوري، معظمهم من النساء والأطفال، الكثير منهم يرفض أن يكون أداة بيد الخارج، يأتمر بهدنهم وخططهم ويتبع لمشاريعهم بالتهجير القسري وإخلاء المدن وتغيير ديموغرافيتها.
وبعد أن أعلنت روسيا تعليق الغارات الجوية، توصل رسالة للعالم بأنها على استعداد لقصف كافة المدن السورية دون أن يوقفها أحد، وترسم الهدنة تلو الأخرى، دون إمرة أمم متحدة أو مراعاة قوانينها أو حتى الاكتراث للمجتمع الدولي.
أما خيار الاستسلام وخروج جبهة فتح الشام، يراه الأهالي أكبر مهزلة في تاريخ العالم، الذي يرى بعين واحدة، يتغاضى عن ميليشيات طائفية إيرانية لبنانية أفغانية عراقية، ويصر على الاستقواء على عناصر محاصرة مقسمة بل وحتى مفتتة، غيرت اسمها واستراتيجيتها ولم تسلم من التخطيط الدولي عليها.
وقد اختارت فصائل المعارضة السورية القتال حتى آخر رمق للدفاع عن الأحياء المحاصرة في حلب، فيما أكد القيادي بـحركة أحرار الشام الفاروق أبو بكر أن مقاتلي المعارضة سيواصلون حمل السلاح “للدفاع عن شعبنا الأعزل وحتى سقوط النظام”.