قيادي بحماس يمدح دحلان ويؤكد أن قاعدة “السياسة مصالح” ستواصل إغراق الإخوان

وطن – كتب محمد أبو يوسف – السياسة مصالح، هكذا قال أحد الإسلاميين لتبرير دفاعه عن شخص عرفه القاصي والداني بالفساد ونسج المؤامرات وقيادة الثورات المضادة في كل دولة عربية تطمح إلى أن تتنفس الحرية وتطبق الديمقراطية الحقيقية.

 

لا نعلم ما هي هذه المصالح التي يشير لها بعض الإسلاميين عند حديثهم وتبريرهم لأخطائهم الإتصالية والسياسية على أرض الواقع، فالمصالح التي تبنى على المفاسد لا يرجى منها خير ولن تجلب الأمن والأمان والخير والإستقرار للشعوب العربية مهما كانت التنازلات المقدمة.

 

من باب المعاملة بالمثل وتنزيل قاعدة “السياسة مصالح” على أرض الواقع، يمكننا أن نفتح الباب على مصراعيه للحديث عن هذه المصالح المرجوة من التنازل عن الثوابت التي أجمع عليها عقلاء الأمة العربية المشتتة والتي زادها بعض الإسلاميين تشتتا وتفرقا، فمن رضي بمصالحة الفاسدين والمتآمرين على شعوبهم لا نتعجب منهم أن يطلب المصالحة غدا مع من قتل وشرّد وهجر مئات آلاف الفلسطينيين بدعوى أن “السياسة مصالح”.

 

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الدكتور أحمد يوسف، وفي إطار تأصيله لهذه القاعدة البارزة “السياسة مصالح” اجتهد ونظن أنه لم يصب عندما دافع باستماتة عن القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان وأظهره في ثوب الملائكة من خلال مقال اختار له عنوان “دحلان كان نجماً هذا الأسبوع في الإعلام، وكانت أحاديثه ذات مذاق وطني أفضل…” قال فيه إن يأمل ألا يتوتر إخوانه وأصدقاؤه من مثل هذا الكلام، وعليهم أن يتذكروا جملة واحدة وهي أن “السياسة مصالح،” وهي قابلة للتبدل مع الاحتفاظ بالأبعاد القيمية والأخلاقية كسياج لما ندعو له من مبادىء.

 

 

لا نعلم حقيقة هذا المذاق الوطني الذي يعنيه القيادي في حركة “حماس”، فالوطنية أنواع والذوق أصبح ميالا في وقتنا هذا للوطنية المغشوشة، حتى أن الوطنية الحقيقة اشتبهت علينا ولم نعد ندرك أينا وطني وأينا عميل للإحتلال الأجنبي.

 

الدكتور أحمد يوسف وبعد أن أسند لدحلان صكا في الوطنية والخيرية، زاد من الشعر أبياتا، وذكّر بما قاله سابقا أن دحلان لن يغيب عن المشهد السياسي، ومن يصطفون حوله من الشباب يتزايدون بشكل ملفتٍ للنظر، وهم أكثر عدد وعدة داخل تنظيم حركة فتح في قطاع غزة، ومع استمرار حالة التجاهل الذي يتعرض له التنظيم أو عجز قادته التاريخيين، وغياب المراجعات، سينتهي الأمر إلى الجيل الأكثر شباباً أمثال محمد دحلان وسمير المشهراوي وآخرين، حيث أظهر هؤلاء حيوية ومتابعة في التواصل مع هؤلاء الكوادر من الفئات العمرين بين العشرين والثلاثين، والقيام تغطية الحد الأدني من احتياجاتهم المعيشية.

 

لم يقف الأمر عندا هذا الحد، بل زاد القيادي الإسلامي في وتيرة المدح لدحلان، فأضاف في مقاله أنه “لا شك أن خلفية المخيم لكل من دحلان وسمير جعلت منهما الأقرب لمشاعر الشباب وأحاسيسهم في قطاع غزة، وربما كذلك داخل مخيمات الضفة الغربية وأماكن الشتات في دول الجوار، وهو ما يعكس هذا الالتفاف الواسع حولهم بين الشباب.”

 

وبعد كل هذا المديح، عاد القيادي في حركة حماس للحديث عن الإصطفاف في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، ولا نرى الكاتب هنا قد اختلف عن غيره من القوميين والشيوعيين والبعثيين الذين جعلوا القضية الفلسطينية حمارا يركبه من هب ودب للظهور في ثوب البطل المغوار، ولكننا نراه يعيد نفس القوالب الجاهزة التي حفظها الإسلاميون أبا عن جد وذلك من خلال ختامه لمقاله بالقول إن “علينا أن نفهم بأن عدونا الحقيقي هو إسرائيل، وأن معركتنا الحقيقية هي مع الاحتلال، أما الآخرون في ساحتنا الفلسطينية فهم مجرد خصوم ومنافسين، علينا العمل للتعايش معهم ضمن توافقات وهموم وتفاهمات القاسم المشترك.”

 

البقر والحمير لم تتشابه علينا، وندرك جيدا من الوطني ومن العميل كما ندرك أن الإسلاميين يتخبطون وفي فلك إرضاء الخصوم تائهون، وهو ما يجعلنا نتأكد يوما بعد يوم أن الإخوان المسلمين بمختلف مسمياتهم في وحل التوافق وإرضاء خصومهم الذين يكيدون لهم غارقون.

Exit mobile version