“هافينجتون بوست”: 5 أكاذيب روجتها هيلاري كلينتون للتدخل عسكريا في سوريا

 

“المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وزميلاتها أبواق تدعو لمزيد من التدخل العسكري للولايات المتحدة في سوريا ويبنون مزاعمهم على خمسة أكاذيب هائلة”.

 

وأضافت صحيفة هافينجتون بوست في تقرير ترجمته وطن أن كلينتون تردد دائما أن العالم لن يغفر لنا للتقاعس عن العمل في مواجهة الفظائع الجماعية في سوريا. لكن في حقيقة الأمر لا شيء يجف أسرع من دموع السياسيين. كما أن العلاقات الدولية لا تقوم على العاطفة. فالقوي يفعل ما في وسعه والضعفاء يعانون دون أي تحرك. كما أن العالم يغفر الكثير من التقاعس عن العمل في حالات سابقة مع ستالين وماو رغم تنفيذ القتل الجماعي لأكثر من 100 مليون نسمة، حيث تكشفت عمليات الإبادة الجماعية في رواندا وكمبوديا، والعالم التزم  الصمت لذا التقاعس عن العمل أمر لا يدعو للتدخل ولم يتدخل عندما تم قتل أكثر من 5 ملايين شخص من الكونغوليين في الحرب الأهلية الدائرة وخلال الفظائع الجماعية والمجاعة التي تحيق بشعب جنوب السودان.

 

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الكذبة الثانية التي تروج لها كلينتون أن المذبحة في سوريا سوف تتضاءل إذا قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية وتدخلت نيابة عن الثوار السوريين المعتدلين من أجل أن تقاتل الرئيس بشار الأسد، والروس، وحزب الله. لكن الحقيقة تشير إلى أنه لا يوجد هذا الصنف من المعتدلين في سوريا وأنهم غير مؤهلين لتطبيق سيادة القانون والمعايير الديمقراطية. وأن جميع المقاتلين السوريين لديهم دوافع خفية لنزع السيطرة على الآخرين. فضلا عن انهيار خطة البنتاغون التي تبلغ قيمتها 500 مليون  دولار لفحص وتدريب 15 ألف مقاتل.

 

وعن الكذبة الثالثة قالت هافينجتون بوست أن كلينتون تقول دائما سوف تكسب روسيا على حسابنا. ولكن العكس هو الحقيقة. فالغزو أو الاحتلال من سكان معادين يضعف الفاتح أو المحتل. وقد ثبت أن ضم شبه جزيرة القرم أضعفها اقتصاديا. كما تفككت الامبراطورية السوفياتية في عام 1991 لأن تكاليف الاحتلال ودعم أوروبا الشرقية والوسطى كانت باهظة. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفتقد المال والرجال لدعم الرئيس السوري الأسد في مقابل لذة عابرة. كما أن الولايات المتحدة تفقد شيئا من التراخي. وهذا تم عندما رفضت إنقاذ الفيتناميين الجنوبيين الرئيس ثيو من الهزيمة أمام فيتنام الشمالية في عام 1975، وبعد ستة عشر عاما من الاتحاد السوفياتي لدينا العدو اللدود سقط دون أن يطلق رصاصة واحدة. وترك أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم.

 

واستطردت الصحيفة أن الكذبة الرابعة تتلخص في إدعاء أنه إذا تم تتسليم حلب إلى الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فالإرهاب الدولي ضد الولايات المتحدة سوف يتزايد. ولكن هذا هراء فالأسد وبوتين أعداء، وليس حلفاء، كما أن استيلاءهم على حلب يشكل نكسة للإرهاب الدولي. وكان قد سحب الرئيس ريغان قواتنا من لبنان في عام 1984 بعد هجوم حزب الله الإرهابي على ثكنات مشاة البحرية في بيروت، ولكن لم يتزايد الإرهاب الدولي ضدنا عقب ذلك.

 

وأخر كذبات كلينتون أنها تعتبر تخاذل أمريكا عن التدخل في سوريا يدمر مصداقية الولايات المتحدة كزعيم ومدافع عن العالم الحر، حيث اعتبرت هافينجتون بوست أن هذه الحجة إذا كانت الملاذ الأخير فهي لا تراعي الخطر وتعني استغلال ثروات الآخرين لإرضاء شغف السلطة أو الهيمنة. فانسحاب أمريكا من فيتنام جعلها أقوى وليس أضعف. وكما سبق ذلك في لبنان. كما ينص دستور الولايات المتحدة أن نسعى للمصلحة الذاتية في الخارج مثل كل الدول الأخرى. والحرية خاضعة لسياسة الواقعية. فلقد باعت أمريكا بقيمة 90 مليار دولار أسلحة إلى المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة على الرغم من قمع المملكة وتدخلها العسكري في البحرين لقمع الحرية، وجرائم الحرب التي ترتكبها في اليمن.

 

واختتمت هافينجتون بوست تقريرها بأن سوريا ليست ضالعة فيما يتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة كما أن الحرب الأهلية مستمرة ومأساوية على قدم المساواة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. لذا يجب علينا تقديم مساعدات إنسانية والترحيب باللاجئين من كلا البلدين، والإعراب عن تعاطفنا مع ضحايا الحرب، ولكن الامتناع عن أي تدخل عسكري مباشر أو غير مباشر.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث