كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ابتكار المصريين طريقة جديدة للتخلص من الضغوط النفسية، وذلك بإنشاء “غرفة صراخ” داخل إحدى المكتبات بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها “ليس من السهل أن تعيش في مصر . الوضع الاقتصادي سيء، الأمن غير مستقر والتقلبات السياسية شديدة. ليس هذا فحسب، بل تتراكم الكثير من المشكلات على طاولة المواطنين هناك مخلفة ضغوطا هائلة عليهم- خاصة على جيل الشباب”.
وأوضحت الصحيفة أن هايدي رضوان وابن أختها عبد الرحمن سعد الطالب بكلية الحقوق، أصحاب مكتبة “باب الهوى” وجدا حلا مبتكرا لمكافحة الضغط النفسي والعصبي الذي يعاني منه الكثير من الشباب المصري، وأقاما “غرفة صراخ” مبطنة بمادة عازلة للصوت داخل المكتبة.
وأضافت “كل من يريد فإنه مدعو لدخول الغرفة، والصراخ كيفما يشاء وبأقصى ما يستطيع، على أمل أن يتخلص من الضغوط والتوترات اليومية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة “غرفة الصراخ” موجودة منذ سنوات في الغرب، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتطبق في دولة عربية. ويبلغ طول الغرفة التي استخدمت في السابق لوضع الطبول، ثلاثة أمتار فيما يصل عرضها إلى مترين فقط.
ونقلت الصحيفة أن ملاك المكتبة وضعوا عدة شروط كي تتمكن من الوصول إلى أفضل النتائج لدى دخولك الغرفة، أبرزها إغلاق الهاتف المحمول، ودخول شخص واحد فقط، وعدم التقاط صورة تذكارية داخل الغرفة إلا بإذن وإشراف مديري المكتبة، ولا يزيد وقت البقاء داخل الغرفة عن 10 دقائق لكل فرد.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن “غرفة الصراخ” تحظى بشعبية كبيرة في مصر وجذبت إليها الكثير من الزائرين، الذين يستغلون الوقت الذي يقضونه في انتظار دورهم في قراءة الكتب والاستماع للموسيقى وكذلك تناول أقداح القهوة.
وقالت هايدي، مهندسة الفكرة، لإحدى الصحف المحلية إنها لم تكن تتوقع نجاح الفكرة، وذلك بعد أن طرحتها أولا على صفحتها بموقع “فيسبوك” فاختلفت الآراء حولها، بين مؤيد ومعارض، وسط سخرية البعض الذين اعتبروها بدعة لا تمت بصلة للواقع الشرقي.
وقال ابن شقيقتها عبد الرحمن إن “آلة الدرامز، الموجودة بداخل الغرفة ليست للاستخدام لكنه لا يمانع في ذلك إذا رغب مستخدمو الغرفة في ذلك أثناء الصراخ”.
احمد شرف أحد المترددين على الغرفة قال في تصريحات لـ”رويترز” عندما تدخل الغرفة تشعر كأنك دخلت دنيا ثانية بدون الموبايل (الهاتف المحمول) وبدون أي حاجة ممكن تؤثر عليك”.
وقال محمد الضبابي أحد المترددين على الغرفة “كنا ندخل نلعب مزيكا (موسيقى). بعد ما ابتدت (بدأت) تجهز كغرفة صراخ الموضوع اختلف شوية (قليلا). يعني الغرض نفسه حاسس إنه فيه حاجة يعني أكثر إثارة شوية. فدخلت وجربت كنت ساعتها بالفعل بالصدفة… مضغوط جداً فطلعت لقيت نفسي مرتاح بنسبة ضخمة جداً”.