نيوز وان: شكوك أمريكا نحو سوريا والشرق الأوسط.. كيف تبدو ؟

“من المناظرات الثلاث التي عقدت بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وبرغم الاتهامات المتبادلة، والحديث عن القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، تأتي في المقام الأول سوريا.. حيث أن النقاش بين المرشحين للرئاسة كشف عن المعضلات التي تواجه الولايات المتحدة منذ آخر مرة تم فيها تنشيط الجيش الأمريكي على نطاق واسع وطويل الأمد، أي منذ الحروب في أفغانستان والعراق”.

 

وأضاف موقع “نيوز وان” العبري في تقرير ترجمته وطن أن الرئيس باراك أوباما، منذ بداية فترة ولايته في عام 2009، يسير عكس سياسة سلفه الرئيس جورج دبليو بوش، الذي زاد تورطه في أفغانستان وشرع في غزو العراق. لكن أوباما يعمل على الحد تدريجيا من الوجود العسكري الأمريكي في هذه البلدان.

 

ومنذ بداية الربيع العربي في أواخر 2010 بعث برسالة لا لبس فيها بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تجنب استخدام قوات عسكرية كبيرة، وبالتأكيد عدم تواجد قوات كبيرة على الأرض بعد التدريب والمهام الاستشارية.

 

وأوضح الموقع أنه من نتائج إحجام الأمريكيين على استخدام القوة العسكرية الهائلة، المصحوبة بستار أيديولوجي، ظهر اللاعبين الجدد القدامى في الشرق الأوسط. فعلى حد سواء يمكننا فهم الآثار المترتبة على المدى الطويل بالنسبة للأمريكيين من خلال التخلي عن الرئيس حسني مبارك، على خلفية السلوك السلطوي، والاستعداد لقبول حكم “الإخوان المسلمين” في مصر.

 

كما أنه صرح الرئيس أوباما بأن استخدام الأسلحة غير التقليدية في سوريا خط أحمر، ولكن هذا الخط تحول إلى خط وردي مع تفضيل اتفاق الوساطة الروسية. كما ردد أوباما كثيرا أن الولايات المتحدة لا تزال تقول لإيران إن خيار استخدام القوة العسكرية للقضاء على برنامجها النووي لا يزال ساري المفعول، ولكنه تراجع عن ذلك وعقد اتفاق مع طهران التي لا تزال  تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم والقيود تتلاشى مع مرور الوقت.

 

وخلال المناظرات الثلاث أبرزت كلينتون الدور السلبي الذي تلعبه روسيا في الحرب في سوريا، وتحدث عن ضرورة ممارسة ضغط على إعادتها للمسار الصحيح، بينما اعتبر ترامب أ داعش والإسلام الراديكالي هو المشكلة الرئيسية. وهنا الفرق بين المرشحين للرئاسة ليس تكتيكيا، ولكن أيديولوجيا وعلى المدى الطويل ستظهر آثاره. وعملت كلينتون على  إبراز النقطة الرئيسية لتؤكد أنها تعارض بشدة استخدام القوة الأمريكية العسكرية على أرض الواقع، وتفضل الوقوف إلى جانب القوات المحلية. ولكنها أبدت مزيد من الاستعداد لاتخاذ إجراءات ضد المشاركة في العمليات الروسية الداعمة لنظام الأسد، وطابت بإنشاء مناطق حظر الطيران في سوريا.

 

وكلينتون سياساتها في الشرق الأوسط حال أصبحت الرئيس القادم للولايات المتحدة ربما لا تسقط الدفاع عن الأنظمة الحليفة في المنطقة نظرا للحاجة إلى حماية مصادر الطاقة الأمريكية. وتميزت تصاريح كلينتون خلال المناظرات بالتشديد على ضرورة استقلال الولايات المتحدة في توريد احتياجاتها من الطاقة، وعدم الاعتماد على حلفاء مثل اليابان أو أوروبا كمصادر للطاقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى