إلى الأستاذ عبد الباري عطوان
![الكاتب عبد الباري عطوان watanserb.com](https://www.watanserb.com/wp-content/uploads/2016/04/عب.jpg)
في البدايه أنا لست ذاك الكاتب الذي يجيد الردح ويتلاعب بالألفاظ لغايه في نفسه ولا من هواة الشتم أبداً أو الظهور والشو الإعلامي فإنتمائنا للأردن هذا البلد الطيب بأهله الكبير بقيادته علمنا كيف نرد بأدب والحجه بالججه وبالفكر الراقي بعيد عن المناكفات وللأمانه لم أرد يوماً بأسلوب قلة الأدب إلا على أسامه فوزي رئيس تحرير جريدة العرب تايمز والذي هو في العاده ما يسيئ للأردن ورموزه وعلى رأي المثل الأردني الذي يقول (هيك مظبطه بدها هيك ختم ) وأنت وأسامه فوزي أكيد تعلم قصة هذا المثل لأنكم أقمتم في الأردن وعايشتم شعبه .
مقاله لك منشوره في صحيفة رأي اليوم والتي ترأس تحريرها بتاريخ 30102016 تذكر فيها بأنك زرت الأردن لبضعة أيام وإلتقيت بها بنخبه من السياسين والإعلاميين ورؤساء وزارات ووزراء وأكاديميين وعدت وبجعبتك الكثير من الأراء والتوقعات وربما الحلول لما يعانيه الأردن من أزمه إقتصاديه ومن إنطباعات لمستها منها بأن الأردنيين متشائميين مما يدور في محيطه سواء ما يحصل في العراق أو سوريا ثم ذكرت أن هناك خمسة قضايا عالقه في الأردن ترفع نسبة السخط والغضب لدى الأردنيين من جراء عدم قيام الحكومه بمعالجتها وهي إتفاقية الغاز وتعديل المناهج والأزمه الإقتصاديه والإرهاب وأخيراً جر الأردن وتوريطه في الصراع الدائر في سوريا .
لم يفتني أنك ذكرت أيضاً أنك عُدت بثلاثة كيلو غرامات في محيط الكرش من جراء العزائم والولائم التي كنت تُدعى إليها من المسؤوليين الأردنيين سواء كانت على الغداء أوالعشاء وحتى على الفطور وكما ذكرت أيضاً فلقد عُدت ببعض الحلول من السياسيين الأردنيين لمعالجة القضيه الأهم وهي الأزمه الإقتصاديه وإرتفاع نسبة الدين وذلك من خلال المساعدات الخليجيه ثم زيادة الضرائب على السلع والإستثمارات الخارجيه وأخيراً تشجيع السياحه وكسر المحرمات في بلد محافظ والرضوخ للثالوث ( الخمر والقمار والدعاره ) أو اللجوء للسياحه الدينيه والرضوخ لعروض إيران بخصوص ذلك .
ما يُحزنيي أستاذ عبد الباري عطوان أنك كنت بوقاً لبعض الفاسدسن والمرتشين وتجار الحروب الذين دُعيت إلى ولائمهم فنطقت بألسنتهم وأنت الإعلامي الملتزم الذي كنا ننتظر ظهوره على شاشات التلفزه ونصمت بحضرة كلامه وتحليلاته السياسيه العميقه وأنا أعتبر أن هذه سقطه لا يجب أن تكون منك وأنت الدارس والمتبصر بطبيعة وعادات وأخلاق الأردنيين لا بل وتُحسب عليك بأن تكون مُوجه من قِبلهم فكنت ناطقاً إعلامياً لهم وما يدور في نفوسهم وداخل صالوناتهم السياسيه المغلقه التي يعيشون بها كخفافيش الليل لا يظهرون إلا عند تقسيم الغنائم ولا هم لهم إلا المال ودمار الأردن من خلال تجريده من قيمه الدينيه والاخلاقيه .
نحن في الأردن لم نسقط ولن نسقط أبداً بإذن الله سبحانه وتعالى فبلدنا محفوفه بالعنايه الإلهيه لما قامت به من إحتضان للكثير من أشقائنا العرب بسبب الحروب والهجرات القسريه التي أجبرتهم على اللجوء إلى الأردن وترك بلادهم فكانت بحق هي بلد المؤآخاه وبلد المهاجرين والأنصار , لا يجمعنا جميعاً إلا الحب والمصير المشترك ووحدة الهدف وأتمنى عليك لو أنك تركت تلك الصالونات السياسيه السوداء وتجولت في أحياء عمان وشاهدت الرخاء الذي يعيش به الأردني فهو ليس بجائع أبداً ولا يعاني من أزمه إقتصاديه وأتمنى في المرات القادمه أن تدخل الأسواق التجاريه والمطاعم وأماكن الترفيه لتتأكد بنفسك لا كما يصورها لك بعض النخبه القذره من السياسين والإعلاميين وتتأكد من الأمن والسلام الداخلي والحب والود الذي نعيشه .
أرضنا مباركه ومع كل ما حدث لنا مازلنا قابضين على الحياه ونكافح من أجل بلدنا فلا يوجد لدينا أزمة مياه ولا نقص بالسلع والضروريات والبنيه التحتيه ومازال الدينار الأردني قوي جداً .
نحن في الأردن لن نتنازل عن كرامتنا وثوابتنا وكبريائنا من أجل حفنة مساعدات نُقدم من مقابلها الكثير من التنازلات ونكون السبب في دمار بعض الدول العربيه ولن نفتح المجال تأكد للسياحه الدينيه لأننا نعي أخطارها وما هي أهدافه فإيران والله ما دخلت قريه إلا دمرتها وخطرها أشد من كل الأخطار المحيطه بنا أما الإرهاب فوالله لا نخافه فلدينا جيش وأجهزه أمنيه قويه بعد الله سبحانه وتعالى ولن يُفكر هو بأن يتحرش بنا ويقيم بوطننا وهو ومن يقودنه واعين لما أتكلم فنحن نراهن على الإنتماء والشرف بداخل كل أردني وأردنيه وببلد أول جنوده ملك .
وفي النهايه أقول إن ما وصلنا إليه من بوادر أزمه إقتصاديه كان سببها عروبتنا وقوميتنا وخوفنا على البلدان الشقيقه التي تحيط بنا وبعض الفاسدين الذين إستضافوك وكنت بمعيتهم وهم قوادي الصفقات والإتجار بالرق وأجساد النساء والتي تأبى مروءَتنا أن نكون منهم فالنشميه الأردنيه تموت ولا تأكل بثدييها لكن هم يقبلون ذلك على نسائهم فهم أول من تاجر بالوطن فليس بغريب عليهم أن يتاجروا بِعِرضهم وشرفهم .