اتهم مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج، السبت، وقبل يومين من إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بلعب دور أساسى فى شن الحرب على ليبيا، للإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافى والاستفادة من ذلك فى الانتخابات الرئاسية، كما أكدت مؤسسة كلينتون قبولها هبة من قطر أثناء توليها وزارة الخارجية دون إبلاغ الوزارة.
وقال أسانج فى مقابلة خاصة أجرتها معه قناة “روسيا اليوم”، إن لديه ما يزيد على 1700 رسالة من أصل 30 ألف رسالة لهيلارى كلينتون حول الملف الليبى، موضحا أنه فى البداية اعترض الرئيس الأمريكى باراك أوباما على فكرة إشعال الحرب الليبية، على عكس موقف هيلارى كلينتون.
وأضاف أسانج أن كل ذلك يتضح فى الرسائل، حيث استخدمت كلينتون وكيلها سيدنى بلومنتال لحسم الأمور، وأن رسائلها تكشف حساباتها من وراء إصرارها على ضرب ليبيا وإسقاط القذافى، إذ لا يتوقف الأمر على النفط الليبى الرخيص، بل سعت كلينتون إلى الاطاحة برأس الدولة الليبية كى تستفيد من ذلك خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار مؤسس موقع ويكليكس إلى أن كلينتون حصلت فى نهاية عام 2011، على وثيقة سرية بعنوان دقات الساعة الليبية”. وتوضح الوثيقة بشكل جيد الدور الرئيسى الذى لعبته هيلارى كلينتون فى تدمير الدولة الليبية.
وذكر أسانج أن الحرب فى ليبيا أدت إلى سقوط نحو 40 ألف قتيل وانتشار المتطرفين، مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة إلى تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا من سوريا وليبيا والدول الأفريقية الأخرى التى تفاقمت الأوضاع فيها بسبب تدفق السلاح.
وفى السياق ذاته اعترفت “مؤسسة كلينتون” بتسلمها مليون دولار من قطر. وأكد المتحدث باسم المؤسسة بريان كوكسترا، أن المؤسسة قبلت الهدية، دون أن تبلغ كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، وفقا لما يقتضيه القانون الأمريكى، ورغم تعهدها أثناء تسلمها منصبها الوزارى بفحص وتدقيق التبرعات التى يتلقاها الصندوق من حكومات أجنبية.
وقدم هذا المبلغ ــ الهدية عام 2011 بمناسبة عيد ميلاد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون الـ65. وتم فضح هذا الأمر أخيرا ضمن ما يعرف بقضية تسريب الرسائل الالكترونية لمدير حملة هيلارى كلينتون الانتخابية جون بوديستا، حسب ما أوردته وكالة “رويترز” اليوم.
ويأتى اعتراف بريان كوكسترا بعد تسريب موقع ويكليكس آلاف من الرسائل من حساب جون بوديستا رئيس حملة هيلارى كلينتون الانتخابية.
يذكر أن أسانج قد لجأ إلى سفارة الإكوادور فى لندن منذ أكثر من 4 سنوات، وفى حال خروجه من المبنى سيتم إلقاء القبض عليه ونقله إلى السويد والولايات المتحدة حيث سيزج به فى السجن.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع جديد تقدم هيلارى كلينتون نقطتين مئويتين على المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى سباق الانتخابات.
وأذاعت قناة “سكاى نيوز” الإخبارية تقريرا اليوم أفادت فيه بأن الاستطلاع الذى شمل 1211 من الناخبين المسجلين حصلت خلاله كلينتون على 45%، وترامب على 43%، وبموجب ذلك تقدمت كلينتون ثلاث نقاط مئوية قبل أسبوع وست نقاط مئوية فى منتصف أكتوبر.
ومن جهتها، أكدت هيلارى فى وقت سابق أن التحقيق الجديد بخصوص بريدها الإلكترونى لن يؤثر على النتائج التى سبق أن توصل إليها مكتب التحقيقات الفيدرالى “إف.بى.آى” بإغلاق القضية وتبرئتها.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مقابلة مع محطة (إم.إس.إن.بى.سى)» إنه لا يعتقد أن جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى يحاول التأثير على انتخابات الرئاسة بقراره بفتح التحقيق فى رسائل البريد الالكترونى اكتشفت حديثا تتعلق بقضية البريد الالكترونى لكلينتون.
وقال أوباما: “الآن قلت ذلك من قبل وسأقوله من جديد جيم كومى رجل شريف.. ولا أعتقد أنه كان يحاول بأى شكل التأثير على الانتخابات بوسيلة ما أو بآخرى، أعتقد أنه موظف عام جاد يريد أن يفعل الصواب”.
وبدأت القضية فى مارس 2015 قبيل بدء المرشحة الديمقراطية حملتها الرئاسية، مع اتهامها باستخدام خادم خاص لرسائلها الإلكترونية، عوضا عن حساب حكومى أثناء توليها وزارة الخارجية لمدة 4 أعوام ما يعرض المعلومات السرية لخطر القرصنة.