الإلحاد ما بين الشك والإيمان
أنا أعلم أنه من الممكن بهذا المقال أُثير عش الدبابير وسوف يهاجمني البعض وربما يقطع منهم علاقتهم بي سواء كانت صلة دم أم صداقه من خلال العنوان فقط وأتمنى أن لا يصدروا أحكامهم قبل الإنتهاء من قراءة المقال وهو أي هذا المقال موجه للمتأسلمين الذين يظنون أن الله لم يهدي غيرهم وأنهم هم فقط من سيدخلون الجنه ويتنعمون بها أما نحن فمجرد حطب لجهنم سَتُسعر بنا النار ونكون وقودها وحجارتها .
من هو المُلحد في البدايه …؟ الملحد بالمعنى المتعارف عليه هو من ينكر وجود الله سبحانه وتعالى والأنبياء والرسالات السماويه جميعها فهو وبيقينه وفكره وصل فقط إلى ( لا إله ) ووقف عندها ولم يصل لجملة التوحيد كامله بل لنصفها ولم يبقى لديه إلا القليل لِيُكمِل كلمة التوحيد ب ( إلا الله ) هو إذاً وضع قدمه على بداية العلم وهو بداية الإيمان وهو بداية المعرفه الحقه والصادقه والتي من خلالها سيصل إلى مرحلة إكتمال الصدق بنفسه واليقين بداخله فيصل للمعني الحقيقي للإيمان ويكتمل لديه بالإقرار بأن لا إله إلا الله .
لقد فَهم أبو جهل وأبو لهب وأبو طالب كلمة التوحيد لا إله إلا الله أكثر منا وفهموا معناها لذلك هم حاربوها وقاتلوا وقُتِلوا في سبيل أن لا تُرفع لأن معناها كبير ومن خلالها سَيضيع مجدهم وتُحطم أصنامهم وتبور تجارتهم المقامه على الربى وتضيع أموالهم المكتسبه من تجارة الرق والسحت فهم بإقرارهم بها سيتخلون عن كل ذلك ويتساوون مع بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبظنهم إذاً أنهم سيفقدون بذلك الكثير من ألقهم وأموالهم ومجدهم وسلطانهم القائم على باطل فالإيمان بالله يعني الإستقامه والوقوف عند حدوده وعدم تخطيها أبداً .
ما يُعجبني بالدكتور الفيلسوف مصطفى محمود رحمه الله أنه بدأ إيمانه بالشك حتى الوصول إلا الإيمان فلم ينجر وراء قلبه وعواطفه وما يقال له أو ما توارثه من الآباء بفهم الدين بل وصل لذلك من خلال عقله ومقارناته التي أوصلته لفهم الدين وحقيقة كيف تكون مسلماً ومستسلماً لأوامر الله فكانت جملته لا يعبد الله بالجهل والتي يجب أن تكون منهاجاً للكثيرين ممن يعبدون الله بجهل وبلا إستقامه فيخلطون الحرام بالحلال والحق بالباطل يأكلون الربى ويظلمون الناس ويقعون بِعِرض هذا ويأكلون لحم ذاك ثم يستغفرون الله وكأنهم نسوا أن الإيمان معناه الإستقامه فهل إستقمنا لتعاليم الله سبحانه وتعالى ؟