في ذكرى السابع من نوفمبر الأليمة.. ذهب “السيد” وترك عبيده يخرّبون تونس الجميلة

By Published On: 7 نوفمبر، 2016

شارك الموضوع:

في مثل هذا اليوم من العام 1987، استفاق التونسيون على أخبار نجاح الانقلاب الناعم الذي نفذه زين العابدين بن علي على الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.

 

انقلاب ناعم، فلا دماء سالت ولا رصاصات أطلقت من فوهة بنادق حراس “الزعيم” كما يلقّبه أنصاره، انقلاب يدرّس ولا يعلم تفاصيله الدقيقة إلى يومنا هذا إلا الفئة القليلة المقربة من بن علي وبورقيبة في ذلك الوقت.

 

دخل بن علي على بورقيبة في 7 من نوفمبر 1987 والأخير يتقلب في فراشه، فأعلمه رسميا بنهاية فترة حكمه لكونه عاجزا صحيا عن مواصلة رئاسة البلاد، ثم خرج بعدها ليعلن للتونسيين أن لا رئاسة مدى الحياة وأن الأمن والأمان والإستقرار والديمقراطية عنوان تونس الغد.

 

كثيرون صدقوا بن علي وقتها ومن بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي قال بعد 6 أشهر من الإنقلاب، “ربي في السماء وبن علي على الأرض” قبل أن يتغير موقفه بعد المحرقة التي نفذها “خليفة الله في الأرض” ضد الإسلاميين في فترة التسعينات، ويصبح بن علي دكتاتورا معاد للديمقراطية، لكن آخرين، كانوا مستعدين لأكبر حملة قمع للأصوات المعارضة عرفها تاريخ البلاد.

 

لن نقف كثيرا على الأطلال ولن نستطرد هنا فصول التاريخ التي يعرفها الجميع، لأننا بصدد الحديث عن الحاضر المرير الذي تعيشه تونس بعد انتفاضة 14 من جانفي/يناير، حيث أضحى أنصار بن علي يملؤون الفضاءات الافتراضية ويدعون للإحتفال بذكرى السابع من نوفمبر الأليم.

 

هؤلاء المحتفلون بالسابع من نوفمبر الذي أنهى فترة حكم ديكتاتور ليحل محله ديكتاتورا آخر، ما من شك أنهم كانوا ولا يزالون من عبيد النظام القمعي، هؤلاء العبيد الذين كانوا ولا يزالون عائقا أمام تقدم تونس والنهوض باقتصادها وبرقي شعبها والخروج من كبواتها المتتالية، فهم متواجدون في كل القطاعات بلا استثناء، يدعون إلى مذهبهم ومعتقدهم ويسبون مخالفهم ويطعنون في انتفاضة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.

 

إن عبيد السابع من نوفمبر متواجدون اليوم في وزارات ومناصب عليا في دولة ما بعد 14 جانفي/يناير، يصولون ويجولون ويطبقون ما تمليه عليه ضمائرهم الميتة والتي رسخها فيهم النظام السابق، كما يتواجدون في أغلب المؤسسات الإعلامية التي رفعت “الإستقلالية” شعارا والحيادية مضمونا، حتى أنهم لم يتركوا فرصة لمناصرة بن علي وحاشيته إلا واستغلوها للطعن في انتفاضة خرجت بهم من مرتبة العبيد إلى مرتبة البشر.

 

صحيح أن انتفاضة 14 جانفي/يناير، لم تحقق أهدافها، لكنها رغم عجرها وبجرها ومساوئها الكثيرة، أفضل بمليون مرة من 23 عاما كان فيها الظلم مسلطا على شعب بأكمله إلا عددا يسيرا من العبيد والمناكيد.

 

في نهاية المقال لا يمكننا إلا أن نترحم على الشهداء الذين سقطوا جراء كلمة الحق التي قالوها في وجه السلطان بن علي الجائر، كما نرجو الشفاء لكل الجرحى الذين عانوا ويعانون الويلات جراء العاهات المستديمة التي سببها لهم نظام السابع من نوفمبر، كما لا نفوت هذه الفرصة لكي نقتبس بيت أبي الطيب المتنبي لنوجهه إلى المحتفلين بذكرى التحول المشؤومة “لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد”.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment