وورلد بوليتيك ريفيو: فوز ترامب يمنح السيسي مزيدا من الضوء الأخضر لممارسة القمع
” كان عبد الفتاح السيسي رئيس مصر أول زعيم عربي اتصل بدونالد ترامب وقدم له التهنئة على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. كما في سبتمبر الماضي، التقى ترامب مع السيسي في نيويورك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يتطرق إلى سجل حقوق الإنسان الكئيب في مصر خلال الثلاثة أعوام ونصف التي وصل فيها السيسي إلى السلطة بعكس لقائه الخاص مع هيلاري كلينتون التي انتقدت السيسي بسبب إلقاء عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين والمعارضين للنظام في السجون المصرية، فالرئيس المنتخب قال إن الولايات المتحدة ستكون صديقا وفيا، وليس مجرد حليف”. !
وأوضح موقع “وورلد بوليتيك ريفيو” في تقرير ترجمته وطن أنه في وقت لاحق في مقابلة تلفزيونية، وصف ترامب السيسي بأنه رجل رائع سيطر على مصر، وتصريحات ترامب هذه خلال مسيرته إلى البيت الأبيض تعكس أنه لا يهتم بالبلدان الأخرى وسجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما أن زعماء الشرق الأوسط مثل السيسي سيكونوا مقربين من أمريكا.
وأضاف الموقع الأمريكي أن السيسي قد يكون سعيدا مع الرئيس القادم في واشنطن، ولكن في منزله في القاهرة يواجه دفعة جديدة من المشاكل، حيث نفور الرعاة الخليجيين خاصة السعودية من خلال التصويت على مشروع قرار تدعمه روسيا في مجلس الأمن الشهر الماضي يصب في صالح النظام السوري. فالمملكة العربية السعودية التي دعمت الاقتصاد المصري بالمليارات في شكل قروض تعارض بشدة الرئيس السوري بشار الأسد، لذا أوقفت شحنات النفط المقدمة إلى مصر وهي جزء من حزمة مساعدات قيمتها 23 مليار دولار.
ولفت الموقع إلى أن اقتصاد مصر المتداعي يعاني من ضائقة مالية، خاصة بعد أن قررت الحكومة المصرية تعويم العملة الوطنية من أجل الحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
وكجزء من هذه الخطوة، سمح البنك المركزي أيضا بتحرير سعر صرف الجنيه المصري. وتضمن تعويم العملة تدابير التقشف التي رفعت أسعار الوقود في الوقت الذي كانت المواد الغذائية المدعومة مثل السكر تعاني من نقص في المعروض، الأمر الذي أدى إلى أزمة سكر. كما أن أسعار المواد الغذائية الأساسية الأخرى، مثل الخبز وزيت الطهي والأرز ارتفعت أيضا.
” هذا هو أسوأ نقص أستطيع أن أتذكره في حياتي”، هكذا قال هيلير وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي بصحيفة نيويورك تايمز، موضحا أن الجميع يشعر بالقلق حول تكرار مظاهرات الخبز عام 1977، وذلك كجزء من صفقة قرض لبلده مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وخفض الدعم على المواد الغذائية الأساسية. وبعد يومين من أعمال الشغب المميتة في القاهرة، كان الجيش في الشوارع وأعيد الدعم. وفي علامة قاتمة أخرى للمجتمع المدني المصري، جمدت الحكومة الحساب المصرفي لمنظمة غير حكومية بارزة، ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف الذي يقدم المساعدة القانونية لضحايا التعذيب.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن حجب البنك المركز لحساب النديم نوع من التحرك يجعل السيسي قادرا على مواصلة ارتكاب المزيد من الانتهاكات في ظل إدارة ترامب.
وقال السيسي في بيان تهنئة ترامب الأربعاء بالفوز في الانتخابات أن مصر تتطلع إلى أن الرئيس المنتخب يسعى لإضفاء روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية ويدفع نحو المزيد من التعاون والتنسيق. لكن الجميع يشعر بعدم وضوح رئاسة ترامب، بما في ذلك سياسته الخارجية، لذا يمكن أن العلاقات مع مصر تعود إلى الوضع السابق في العلاقات العسكرية الوثيقة والتعاون في مكافحة الإرهاب، فترامب والسيسي يتفقان حول مواجهة الإرهاب المتطرف، خاصة بعد أن علق أوباما بعض مبيعات الأسلحة إلى القاهرة بسبب الانتقادات الشديدة ضد نظام السيسي، على الرغم من أن أساسيات العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر ظلت ثابتة ومبنية على حزمة المساعدات الأمريكية السنوية الضخمة.