الأمن اللبناني يكشف تفاصيل جديدة حول قضية الإتجار بالبشر

هكذا أصبحت السوريات محلّ متاجرة من قبل مافيا الجنس والإتجار بالبشر في لبنان وغيره من الدول.
فبعد فضيحة شبكات الإتجار بالسوريات في لبنان، تواصل التحريات بشأن شبكة الاتجار بالبشر الّتي أوقعن 75 لاجئة سورية ضحية في أيديهم، وفي آخر مستجدات القضية أصدرت أمس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني قراراً بتوقيف متهم يحمل الجنسية السورية.
وورد في بيان الأمن العام ” نتيجة للتحريات والرصد الدقيق وبناءً على اتصال ورد من إحدى الفتيات اللواتي تعرضن للاحتجاز والإكراه على ممارسة الجنس عنوةً، تمكنت شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بتاريخ 7/4/2016 في محلة خلدة، من توقيف المدعو: ص .ص (مواليد عام 1975، سوري )”.
و أضاف البيان بأنه تم تحرير فتاتين سوريتين إحداهما اتصلت بقوى الامن، حيث كانتا محتجزتان لديه منذ حوالي الشهر تقريباً.
وبالتحقيق معهما أفادتا أنه أوهمهما بالعمل في مجال الغناء، ولكنه ولدى وصولهما إلى محلة خلدة بتاريخ 12/03/2016 قام بمصادرة جوازي سفرهما واحتجزهما داخل شقة، وأجبرهما على ممارسة الجنس مع أشخاص لقاء مبالغ مالية لحسابه الشخصي، في حين تبين أن الموقوف المذكور مطلوب بموجب حكم مخدرات.
وكانت قوى الأمن الداخلي قد أعلنت عبر حسابها على موقع تويتر في لبنان أن مفرزة استقصاء جبل لبنان في وحدة الدرك الإقليمي تمكنت من “تفكيك أخطر شبكة للإتجار بالأشخاص، حيث نجحت في تحرير 75 فتاة من الجنسية السورية تعرضن لأبشع أنواع التعذيب والابتزاز وأوقفت سبع حارسات يرتكز عملهن على مراقبة وتعذيب الفتيات وشخصين يقومان بتأمين الزبائن وتسعة حراس وأربعة زبائن”.
وتضم الشبكة نحو 18 فردا بالحدّ الأدنى وتكمن أهميتها في الدلالة على وجود إتجار بالبشر في لبنان، وليس فقط “دعارة”، بحسب ما يؤكّد رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، العقيد جوزف مسلم، وإلى أن قوى الأمن أوقفت سابقاً شبكات صغيرة للاتجار بالبشر، لكنها الحالة الأولى بهذا الحجم.
ووصفت مصادر القوى الأمنية التعذيب التي كانت تتعرّض الفتيات المستعبدات، بأنه عمل إجرامي “مُمنهج”، حيث أن غالبيتهن استُدرجن إلى لبنان بذريعة قيامهن بأعمال منزلية في البيوت أو غيرها، وفور وصولهن، كانت جوازاتهن وأوراقهن الثبوتية تُصادر وكنّ يُخبرن أنهن مسجونات من لحظة وصولهن وأنهن مُجبَرات على العمل في الدعارة تحت تهديد القتل.
وبحسب معلومات قوى الأمن الداخلي، فإنّ “رأس” الشبكة هو لبناني يُدعى حسن زعيتر فيما “المُدير التنفيذي” سوري يُدعى عماد الريحاني، وكانت هذه الشبكة تستخدم ملاهي ليلية وفنادق وشققاً مفروشة عدّة، منها ملهيا “شي موريس” و”سيلفر” في جونية، اللذين يديرهما اللبناني موريس جعجع، وهو موقوف منذ 3 أشهر بتهمة تسهيل الدعارة.
يذكر أن عدد السوريين في لبنان تجاوز أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري، ما رفع بنسبة 25 بالمئة عدد سكان البلاد البالغ عددهم 4.4 مليون شخص.