أشادت واشنطن في سابقة “يتيمة” كما وصفتها وسائل الاعلام بتضحيات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المتمرد خليفة حفتر المقرب من الامارات في المعارك التي يخوضها في بنغازي. وذلك على لسان مبعوثها إلى ليبيا دوناثان وينر.
وقال “وينر” في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر:”تضحيات صعبة من قبل جنود الجيش الوطني الليبي، جرى الأعلان في الأسبوع الجاري عن 20 قتيلا و40 جريحا في القتال ضد الإرهاب في بنغازي”.
Tough sacrifices by #Libya National Army soldiers this week reported – 20 killed & 40 injured in counter terror fighting in Benghazi.
— Jonathan Winer (@jonathanmwiner) November 17, 2016
ويتسم الموقف الأمريكي والغربي بالغموض من دور الجيش الوطني في شرق البلاد، وتتركز تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين على التعبير عن الرفض المطلق للحل العسكري، واعتبار حفتر عقبة في طريق التسوية السياسية، بحسب اتفاق الصخيرات.
وشارك مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر نظيره الأمريكي الموقف، وعبر عن الفكرة ذاتها، مشيرا إلى أن القضاء على الإرهاب في مصلحة كل الليبيين.
https://twitter.com/KoblerSRSG/status/799314807992107008?ref_src=twsrc%5Etfw
تأتي هذه المواقف الجديدة تجاه ما يجري في بنغازي عقب تطور ميداني لافت في العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الوطني ضد مسلحين يقول إنهم ينتمون لـ”داعش” وإلى “مجلس شورى ثوار بنغازي”، في آخر معقلين لهما غرب المدينة، حيث تمكن الجيش في اليومين الأخيرين من السيطرة على منطقة القوارشة ومواقع أخرى هامة بشكل كامل ومفاجئ، ما يوحي بانهيار المسلحين المحاصرين هناك منذ مدة طويلة.
وأعلن في هذا الصدد آمر تحريات القوات الخاصة فضل الحاسي أن الاشتباكات متواصلة “في منطقتي بوصهيب وقنفودة”، مؤكدا أن منطقة القوارشة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي بالكامل، بعد أن وصلت وحداته إلى مبنى المستشفى الأوروبي، مضيفا أن طريق طرابلس الهام بالمنطقة “تحت سيطرة القوات المسلحة منذ يوم .. الأربعاء”، وأن الجيش نشر نقاط تمركز كثيرة عليه.
ونقلت “بوابة الوسط” عن الحاسي قوله إن التقدم الذي تحقق مؤخرا شمل “جميع المحاور لكافة وحدات القوات المسلحة الليبية، وكان الهجوم كاسحا”، مشيرا إلى اكتشاف “سجن سري بأحد المنازل الذي كانت تستخدمه التنظيمات الإرهابية، ومصنع للمفخخات بإحدى المزارع، وسيارة كانت قيد التجهيز للقيام بتفجيرها مفخخة أو في هجوم انتحاري، بالإضافة إلى العثور على مستشفى ميداني في أحد المنازل مجهز تجهيزا كاملاً، فضلا عن العثور على قوائم خاصة بأسماء جرحى تابعين لهم”.
وفي وقت لاحق، أكد آمر غرفة عمليات “الكرامة” العميد عبد السلام الحاسي سيطرة وحدات القوات المسلحة الليبية على منطقة القوارشة بالكامل وعلى قسم من منطقة بوصنيب، مشيرا إلى أن “التقدم يسير حسب الخطة العسكرية الموضوعة من قبل غرفة العمليات العسكرية، وحسب تعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة”.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن أحمد المسماري المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية أن إعلان “تحرير كامل المنطقة الغربية من بنغازي سيتم قريبا”، مشددا على أن العمليات العسكرية في بنغازي “لن تتوقف حتى يتم اجتثاث الإرهاب”، مضيفا أن التاريخ سيسجل للجيش الوطني الليبي أنه أول من أعلن الحرب على الإرهاب في حوض المتوسط.