نشر موقع ” جلوبال ريسيرش” الكندي تقريرا تحدث فيه عن الانتخابات الأمريكية التي أفرزت المرشح الجمهوري دونالد ترامب, مشيراً إلى أن ما يقرب من نصف الناخبين لم يصوتوا في الانتخابات, وهناك العديد من الأسباب، بما في ذلك الاشمئزاز على نطاق واسع من مرشحي الحزب الرئيسي وضعف الطرف الثالث.
وهذا يشمل “الطرف الثالث” خيبة أمل أنصار بيرني ساندرز الغاضبين بسبب تلاعب الحزب الديمقراطي الذي يدعو للسخرية من عملية الترشيح الأولية, والبعض الآخر يؤكد أن عدم التصويت جاء احتجاجا على برامج اقتصادية أو المرشحين مما يعكس عدم الثقة والإحساس بالعجز, وأعرب الناخبين المؤهلين عموما عن تحفظات في الفجوة بين الوعود الانتخابية والسياسات الأخرى”.
وأضاف جلوبال ريسيرش في تقرير ترجمته وطن أنه في نهاية المطاف، تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية فقط بنصف الناخبين المؤهلين، أي أن المرشح الفائز تلقى حوالي 25٪ من الأصوات المؤهلة وهذه ليست ولاية قوية.
وعلاوة على ذلك، كلينتون قد فقدت قوتها مع تعدد الأصوات الشعبية، وفي هذه الحال سعى ترامب لتأمين المزيد من الأصوات في المجمع الانتخابي، بينما كانت أصوات المرشح الخاسر أكثر تركيزا في المدن الكبرى والولايات الساحلية الكبيرة.
وأوضح الموقع الكندي أن عرض حملة ترامب يعد ديماغوجية نموذجية من الساسة في الولايات المتحدة, حيث في الحملات السابقة وعد باراك أوباما العمل من أجل السلام والازدهار المحلي والعدالة الاجتماعية ومعالجة قضية الهجرة, ولكن تراجع أوباما عن تعهده واستمر في شن الحروب.
وفي الوقت نفسه عزز عدم المساواة بين العمال السود والبيض واتسعت الهوة بينهما في الواقع. وعنف الشرطة العلني ضد الشباب السود زاد. ويمكن أن نتوقع لترامب متابعة نمط أوباما في الكلام المزدوج وتنفيذ عكس وعود حملته الانتخابية.
واعتبر الموقع أن ترامب يسعى فقط لتنفيذ السياسات التي تتزامن مع جدول الأعمال الجمهوري التقليدي وسيواصل تنفيذ بعض من سياسة أوباما المؤيدة للوول ستريت.
وبدلا من الثغرات الضريبية التنفيذية التي ظهرت مع أوباما سيمكن لترامب الاستفادة من الأعمال التجارية الكبيرة، وترامب يمكنه أن يفعل ذلك من خلال التشريعات. حيث تعهد أوباما بدعم الحقوق المدنية والعدالة للأمريكيين من أصل أفريقي ولكن انتهى الأمر فعليا بزيادة قوة الشرطة والإفلات من العقاب، ويمكن لترامب مجرد إجراء تعديلات لصالح الدولة البوليسية عن طريق تشريعات الكونغرس أو مرسوم رئاسي.
فالرئيسان أوباما وكلينتون مرتبطان بجماعات الهوية مع مصالح المصرفيين، والمليارديرات والعسكريين، ولكن ترامب سيلغي سياسات الهوية لصالح النداءات الشعبية لعمال البناء ومقاولي البنية التحتية، وعلى الرغم من اليقين من نكوص الرئيس ترامب على كل ما قدمه من وعود للعمال الأمريكيين، إلا إنه لا يزال يحتفظ بتأييد قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، الذين يفوق عدد ما يسمى بأصوات البيض، خاصة وأن ترامب يتوافق مع جدول أعمال الجمهوري اليميني، ولتوحيد الحزب الجمهوري وإرضاء القاعدة الانتخابية اليمينية سوف يقدم ترامب بعض الإشباع الرمزي، مثل: زيادة الأمن الحدودي وتعيين قيادات اليمين الجمهوري في مناصب رفيعة، وإعادة التفاوض دون عكس أحكام التجارة الحرة الحالية، وتقديم حوافز وعقوبات ضريبية، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وخفض سياسة العداء مع المسلمين.