الجيمينير: بقيادة السيسي ونتنياهو.. العلاقات المصرية الإسرائيلية تصل أعلى مستوى لها في التاريخ

“بلغت العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال الفترة الراهنة أعلى مستوى لها في التاريخ”.. هكذا قال ناثان سيرال أحد كبار المحللين السياسيين في مؤسسة البحوث الدولية بالقدس، بمناسبة حلول الذكرى الـ39 لزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات التاريخية للقدس حيث خطب في الكنيست وهي الخطوة التي أدت في نهاية الأمر إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر.

 

وأضافت صحيفة “الجيمينير” في تقرير ترجمته وطن أنه بالنظر إلى التطورات الأخيرة، يمكن التأكد من قوة المستوى الذي وصلت إليه العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال الأيام الجارية، حيث أجرى هذا العام وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى إسرائيل، والتقى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

كما أنه خلال الزيارة ولأول مرة ظهر وزير الخارجية المصري مع نتنياهو وهما يشاهدان نهائيات كرة القدم الأوروبية على شاشة التلفزيون.

 

واستطردت الصحيفة الأمريكية تأكيدا لقوة العلاقات بين البلدين، أعادت مصر سفيرها إلى إسرائيل، بعد انفصال دام لمدة أربع سنوات، في أعقاب القرار الذي اتخذه الرئيس السابق محمد مرسي بسحب السفير المصري من تل أبيب احتجاجا على الغارات الإسرائيلية التي تم تنفيذها ضد قطاع غزة، كما في العام الماضي تم إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد أربع سنوات من إغلاقها.

 

وكذلك صوتت مصر في العام الماضي لصالح إسرائيل كي تصبح عضوا في لجنة الأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ الدولة اليهودية.

 

وهذه الأمثلة وغيرها كما يقول المحلل السياسي المقيم في القاهرة محمد سليمان تدل على وجود شراكة تامة وتحالف غير قابل للكسر بين البلدين لاستكمال التطور الدبلوماسي.

 

وأشار سليمان، كذلك إلى موافقة إسرائيل على الطلبات المصرية الخاصة بنشر قوات عسكريا في مناطق من شبه جزيرة سيناء خارج نطاق الشرط الوارد في اتفاقية كامب ديفيد، للمساعدة في مكافحة الإرهابيين هناك. وهذا الأمر يظهر قوة التنسيق بين مصر وإسرائيل في خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن مصر وإسرائيل يعتبران اقتصاد الأنفاق بين شبه جزيرة سيناء وغزة يشكل خطرا واضحا وقائما على البلدين. حيث أن القاهرة تعلم أن اقتصاد الأنفاق يثري المهربين في سيناء وكثير منهم لديهم علاقات مع الفرع المحلي لتنظيم داعش، بينما إسرائيل تدرك جيدا أن اقتصاد الأنفاق يعزز قوة حماس ومصدر لدخول السلاح إلى قطاع غزة، وقد اتخذت مصر نهجا لا هوادة فيه لتدمير الأنفاق، وعملت مع إسرائيل للقيام بذلك.

 

ونظرا لتراجع مكانة مصر على الصعيد الإقليمي وانشغالها بالقضايا الداخلية، أصبحت القاهرة ليست مرشحة للعب دور في حل القضية الفلسطينية، كما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة فتح التي يتزعمها يشعرون بارتياح نتيجة أن إسرائيل ومصر يتخذان موقفا متشددا ضد الخصم اللدود لحركة فتح وهي حماس.

 

كما أن تعزيز العلاقات المصرية الإسرائيلية يتم بموافقة هادئة من قبل حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في المنطقة، مثل ممالك ودول الخليج والأردن، التي ترى تلك العلاقات بأنها مفيدة في مواجهة الخصوم المشتركة.

 

واختتمت صحيفة “الجيمينير” بأن نجاح إسرائيل في خلق محور الدول المعتدلة نسبيا يتيح لها خنق إيران عن طريق إنشاء قاعدة للتعاون الإقليمي ضد نفوذ طهران وتوسعها وهذا من شأنه أن يعمل على تأجيج الصراع بين العرب وإيران، بطريقة من شأنها أن تؤدي إلى تدمير اثنين من أعداء إسرائيل في نفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى